مؤيد البدريوأخيرا اُسدل الستار عن الدورة العربية الثانية عشرة التي احتضنتها الدوحة للفترة من 9- 23 كانون الأول 2011 بحلول العراق بالمركز الثامن بين الدول المشاركة وله ( 12) ميدالية ذهبية ومثلها فضية و 34 برونزية وهي حصيلة لا تتناسب مع مشاركة 228 رياضياً مثلوا العراق فى ألعاب مختلفة.
* تقول إحصائيات الموسوعة الحرة المنشورة على الانترنت ان المشاركة الأولى للعراق كانت في الإسكندرية عام 1953 والأخيرة في الدوحة عام 2011 وأنه تخلف عن المشاركة في أربع دورات هي الدار البيضاء 1961 وفي دمشق 1976 و1992 وفي بيروت 1997 لأسباب سياسية أو غيرها وانه حصل حتى دورة مصر عام 2007 على الترتيب الثامن وحصد (81) ميدالية ذهبية و ( 139) فضية و(184) برونزية، ويضاف إليها ما حصل عليه فى دورة الدوحة فيكون مجموع الميداليات كما ذكر هو ( 93) ذهبية و (151) فضية و(218) برونزية بمجموع ( 462) ميدالية.* لا أدري ما الحكمة في عدم مشاركة المنتخب الوطني الأول بكرة القدم أو المنتخب الاولمبي على أقل تقدير في هذه الدورة والإصرار على الزج بعدد من اللاعبين لا هم يمثلون المنتخب الأول ولا هم يمثلون الاولمبي والخروج من الدور الأول بعد خسارة مذلة أمام البحرين ( صفر – 3) وتعادل مع قطر من دون أهداف.لقد درّسَنا أساتذتنا الأوائل ونقلناها إلى تلاميذنا انه يمكن تجربة لاعب أو لاعبين في الاغلب اثناء المباريات الرسمية لأي منتخب لا أن نقوم بتبديل فريق كامل تقريباً بحجة ان المدرب يريد التعرف على مستوياتهم وزجهم في مباراة رسمية يعرف المدرب مسبقاً ان خسارته بها سيكون خارج البطولة وبفوزه سيتصدر المجموعة، ثم ما الفائدة أن يعلن المدرب أنه يتحمل الخسارة في الوقت الذي لديه أكثر من لاعب بالمنتخب الأول جالساً على مقاعد البدلاء؟ما تعلمناه ايضاً من أساتذتنا الرواد أن تجربة اللاعبين تتم في المباريات التجريبية وليست الرسمية كما حدث لمنتخبنا وخروجه من الدور الأول فى البطولة مفاجأة كبيرة في الدورة لأن الأنظار كانت تتجه إليه للفوز بالمركز الأول.* مفاجأة الدورة بالنسبة للجميع كانت العداءة دانة حسين التي توّجت بلقب أسرع امرأة عربية بعد فوزها بسباق مائة مترعدو وإحرازها الميدالية الذهبية إضافة إلى ميدالية فضية في ركضة 200م وميدالية برونزية في ركضة 400م.إن فوز العداءة دانة حسين بهذه الميداليات الثلاث يعد إنجازاً كبيراً للعراق ولإتحاد اللعبة ولها أيضا وقالت عنها نوال المتوكل إنها مفاجأة الدورة بحق، ولا بد من الإشادة بمصارعينا الذين حققوا 13 ميدالية بين ذهب وفضة وبرونز إضافة إلى ميداليات أخر بألعاب بناء الأجسام والملاكمة والقوس والسهم والبليارد والساحة الميدان ورفع الاثقال والشطرنج والكاراتيه والجودو.* سجلت الألعاب الجماعية إخفاقاً كبيراً في هذه الدورة ولم تحصل على أية ميدالية وفي مقدمتها كرة القدم كما ذكرنا سالفاً وكرة السلة والطائرة إضافة الى ألعاب أخرى كنا سابقاً من المتقدمين فيها كالدراجات وكرة المنضدة.ويقول البعض إن الأرقام العراقية تحسنت فى دورة الدوحة وخاصة في السباحة وكأنما إقامة مثل هذه الدورات هي فرصة لتحسين هذه الأرقام وليست فرصة للحصول على الميداليات. * أعود إلى كرة القدم فقد تكلمت مع نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود عن سبب المشاركة بهذا الفريق في الدورة العربية مع احترامي الكبير للاعبين بينما هناك لاعبون جاهزون حققوا نتائج رائعة خلال رحلة تصفيات كأس العالم فأجاب ( إنها رغبة المدرب فى اكتشاف لاعبين جدد للمنتخب الوطني وإصراره على التشكيلة برغم نصائحنا له وكأن اكتشاف اللاعبين المؤهلين للانضمام للمنتخب الوطني تتم فى المسابقات الرسمية وعبر مباراتين اثنتين فقط ).* إن اكتشاف اللاعبين يتم عن طريق متابعة مستمرة لدوري الكرة في جميع أنحاء العراق ولمرات عدة حتى يتمكن المدرب من تكوين صورة صحيحة وواضحة للاعب وإن المدربين الأوائل اكتشفوا اللاعبين الذين مثلوا العراق عن طريق المتابعة والبحث عنهم حتى في الملاعب الشعبية. إن نتائج الدورة شكلت منعطفاً مهماً بتاريخ مشاركاتنا بالدورات العربية التي أرجو أن نأخذ الدروس منها ونحدد أسباب الإخفاقات لمعالجتها في المشاركات القادمة والحفاظ على النتائج الجيدة التي حققها أبطالنا وتطويرها نحو الأحسن لأن العالم يتقدم بسرعة فائقة وأن الأربع سنوات التي تفصلنا عن دورة لبنان العربية ستمضي هي الأخرى بأسرع مما نتصور، ويومها لا ينفع الندم.
من الدوحة:يوم لا ينفع الندم!
نشر في: 2 يناير, 2012: 07:50 م