TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :اجتماع عمان ليس عودة للتفاوض المباشر

في الحدث :اجتماع عمان ليس عودة للتفاوض المباشر

نشر في: 2 يناير, 2012: 08:01 م

 حازم مبيضين ابتداءً لابد من التأكيد أن حضور اجتماع عمان اليوم للجنة الرباعية الدولية, من قبل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يعد استئنافاً للمفاوضات المباشرة, وهو برغم التهويل الإعلامي ليس أكثر من اجتماع يستهدف بذل مزيد من الجهود لاستئناف جدي للمفاوضات, بحيث تنفذ إسرائيل التزاماتها بوقف الاستيطان, والاعتراف بمرجعية حدود عام 1967 أساساً للمفاوضات,
وذلك من خلال مناقشة رؤية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لاستكشاف إمكانية استئناف المفاوضات التي توقفت منذ نهايات العام 2010 بسبب استمرار الحكومة الإسرائيلية بالاستيطان في الضفة والقدس المحتلة، وهو الأمر الذي ترفضه السلطة الفلسطينية, التي نأمل أن تستمر في إصرارها, على أن تنفذ الدولة العبرية التزاماتها, المنصوص عليها في العديد من الاتفاقيات بين الطرفين.يمكن التأكيد دائماً أن الفلسطينيين لم يفقدوا هوامش المناورة كلها, وأن لديهم العديد من الخيارات للتعامل مع كل التطورات, وإذا كنا مع الرئيس محمود عباس لجهة رفض الشروع في انتفاضة ثالثة, كبديل لاستئناف التفاوض, فإن علينا ألا ننام على حرير وهْم عدم اندلاعها, فيما يراقب الفلسطينيون حكومة نتنياهو وهي تحاول تغيير معالم القدس, وتبني مستوطناتها على أنقاض بيوتهم وقراهم لمحو آثارهم, وهم صبروا طويلاً ومدوا أيديهم للسلام أكثر من مرة, وما زالوا يمدونها, وهم أكثر تصميماً على خوض حرب السلام حتى النهاية, وحتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض المحتلة منذ العام 1967, وعاصمتها القدس, التي بدونها لن تكون هناك دولة فلسطينية يعتد بها, ويقبلها أبناء الشعب الفلسطيني.  إن لم يكن عام 2012 هو عام الدولة الفلسطينية كما نتمنى, فإن عامها قادم لا محالة مادام الفلسطينيون صامدين, ومتمسكين بخيار السلام في ظل انعدام خيارات أخرى في الوقت الراهن, وهم يدركون أن العراقيل كثيرة وأن العقبات تتزايد يومياً مع استمرار حكومة نتنياهو التي تثبت يومياً تفضيلها للاستيطان على السلام العادل, الذي يمكن أن تقبله الشعوب وتتعايش معه, وهو غير ما تتصوره هذه الحكومة بعقليتها المغرقة في يمينيتها وعنصريتها, بأن يكون صورياً يضمن حدودها وأمن سكانها, والفلسطينيون سيواصلون دون شك نضالهم السلمي بكل الوسائل المتاحة, وسيواصلون السعي من أجل الحصول على عضوية للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة, برغم القرار الأميركي المعارض لذلك, وهو قرار غير أخلاقي لا يعبر مطلقاً عن قيم الشعب الأميركي, وخطوة قبول فلسطين عضواً في اليونسكو بداية طيبة, ولكنها ستظل رمزية, إن لم تلحقها خطوات أخرى, تكرس فلسطين دولةً على خارطة هذا العالم. ليس هناك شك في أن اجتماع اليوم في عمان يأتي نتيجة جهد دبلوماسي مكثف, قاده العاهل الأردني لكسر الجمود الذي سيطر على جهود إحلال السلام، وهو يستهدف الوصول إلى أرضية مشتركة لاستئناف المفاوضات المباشرة, الرامية إلى إنجاز اتفاق سلام يجسد حل الدولتين, الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني, وتدرك الدبلوماسية الأردنية أن السبيل لتحقيق ذلك هو من خلال مفاوضات مباشرة وجادة, محكومة بإطار زمني واضح، وتعالج قضايا الحل النهائي كافةً, وفقا للمرجعيات الدولية المعتمدة وبشكل يلبي ويصون كل المصالح الأردنية العليا والمشروعة, المرتبطة بهذه القضايا، فضلاً عن القناعة الأردنية بأن النجاح في تجسيد حل الدولتين, من شأنه أن يعزز أمن واستقرار المنطقة, ويصون السلم العالمي.بقي أن نؤكد على ضرورة الاستثمار الجاد والملتزم من قبل الجميع, في توفير المناخ الملائم الذي من شأنه أن يفضي إلى إنجاح المسعى الأردني الجاد, بالامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب والاستفزازية, والتي تجر المنطقة بأسرها ومعها العالم إلى أتون منزلقات خطيرة, ونحن هنا نؤشر بالتأكيد على الدولة العبرية وحكومة نتنياهو, لأنها دون سواها من يرتكب مثل تلك الاستفزازات, ولأنها تتصور نفسها الوحيدة القادرة, فتتخذ خطوات أحادية معادية لفكرة السلام من أساسها. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram