عامر القيسيأتمنى أن أرى وأسمع وأشاهد مسؤولا عراقيا يقدم استقالته من العمل بسبب الفساد المالي في دائرته أو عدم القدرة على تقديم الخدمات للمواطنين ..أتمنى أن أرى واسمع وأشاهد مسؤولا عراقيا يعترف أمام الناس بأسباب إخفاقاته ويضع النقاط على الحروف احتراما للجمهور الذي لا يعرف ماذا يجري وكيف تجري الأمور ولماذا نحن في هذا الوضع . أتمنى أن أرى وأسمع وأشاهد مسؤولا عراقيا في طبقتنا السياسية الحاكمة يقول للمواطنين ان جزءا من أزمتنا الحقيقية هو في رطانات الجمل المطاطية التي يطلقها سياسيونا من دون معنى، بأفكار غير مفهومة ومطالبات لا ينفذونها انفسهم ، مثل محاربة الفساد والطائفية وعدم استغلال المناصب ..!!
أتمنى أن أرى وأسمع وأشاهد مسؤولا سياسيا يمتلك الجرأة الكافية ليقول لنا " ياجماعة الخير " ان العقدة والأزمة فينا ، لان كل الموجود لدينا هو هذا اللاشيء الذي قدمناه لكم ولا نملك أكثر من هذا ..!!أتمنى أن أرى وأسمع واشاهد مسؤولا سياسيا يكشف لنا بكل جرأة عما يجري خلف الكواليس من صفقات ومساومات عابرة للدستور والقوانين والتي قادتنا الى ما نحن عليه الآن من مراوحة بل تراجع الى الوراء في الكثير من القضايا...!!أتمنى ان تختفي هذه السنة والى الابد ملفات حقيقية أو مشبوهة عن علاقات سياسيين باعمال عنف أدت الى اراقة دماء عراقية عزيزة ، وأن يعتقد الجميع انهم في سفينة واحدة وان غرقت فان المياه لن تستثني أحدا بما في ذلك الذي يعتقد انه يجيد السباحة وان نجادات الانقاذ تأتيه في اللحظة المناسبة..!!اتمنى على السيد المالكي ، الذي وضعنا ثقتنا فيه في فترة ما ، أن يستمع الى ما يقوله العقلاء والحكماء عن طريقة قيادته للبلاد ، والتي يعتقد فيها ان الجميع متآمرون عليه وان القضاء على المؤامرة يوجب القضاء على الجميع أو اقصاءهم بما في ذلك حلفاؤه في التحالف الوطني ..!اتمنى على السيد المالكي في هذا العام الجديد ، الا يصغي كثيرا الى المحيطين به من الذين يفسحون الطرق امامه الى عالم الازمات التي تعيق تطور العملية السياسية وهم يصورونها له باعتبارها الطرق السحرية لحل أحاجي العملية السياسية في البلاد .. !!اتمنى ان أرى كل وعود السيد المالكي وهي متحققة على أرض الواقع ، سواء تلك التي يصرح بها دائما عن شراكة الجميع في قيادة البلاد أم تلك التي يمنحها للآخرين من أجل دعمه ، بل حتى تلك الوعود التي أوصلته الى سدّة رئاسة مجلس الوزراء .. !!اتمنى أن ارى الدكتور إياد علاوي يبتعد عن استمرار الشكوى من كل شيء وان يهيئ نفسه هذا العام للمساهمة الفاعلة في مجلس النواب بدل التجوال في بلاد الله الواسعة ،فالعمل الحقيقي في البلاد هو تحت قبة البرلمان ، واتمنى عليه ان يدافع بطريقة الاحتراف السياسي عما يقوله عن مشروعه الوطني وليس استمرار التباكي بسبب التهميش والاقصاء ..!! أتمنى الا أسمع على الاطلاق كلمة البعث هذا العام والتي استخدمها السياسيون شماعة للإخفاق مرّة وللترهيب مرّة أخرى ..!!واخيرا أتمنى أن أرى مواطنا عراقيا واعيا حضاريا لا تجره الى الشارع فتاوى القتل والاحتراب والتباغض وخرافات التأريخ..!!أتمنى ان أرى مواطنا يتلهف لموعد صناديق الاقتراع لكنس كل الذين اثبتوا انهم ليسوا اهلا لقيادة السفينة العراقية وايصالها الى بر الأمان .آمين ... آمين ... آمين
كتابة على الحيطان: أمنيات عراقية لعام 2012
نشر في: 2 يناير, 2012: 08:45 م