علي حسينالنائب حسين الأسدي يزور وزارة الدفاع، النائب الأسدي يلتقي بوكيل وزير الداخلية، سيادته يستقبل مدير المرور، هكذا نقرأ أخبار النائب عن دولة القانون حسين الأسدي من دون أن يقول لنا أصحاب هذه الأخبار، هل هذه الزيارات والمقابلات جولة ترفيهية أم جزء من نشاط لنائب كان الأولى به أن يخصص وقته وزياراته للناس الذين انتخبوه ووضعوا ثقتهم فيه،
وإذا كانت هذه الأخبار تتكرر كل يوم على مدار الأشهر الماضية، فإن الذي أثار استغرابي حملة الرسائل الهاتفية التي لا تنقطع والتي تخبرنا بان السيد النائب منزعج من هذا القرار أو إن سيادته يؤيد هذا القرار مع عبارة شهيرة يختتم بها حملته الهاتفية تقول: "يرجى تعميمه كسبتايتل". ليس لنا اعتراض على أن يتحرك السيد الاسدي بالمساحة المسموح له بها كرجل سياسة، ولكن من غير المعقول أن يتحرك طوال الوقت باعتباره مرة ناطقا باسم مجلس القضاء ومرة اخرى مقربا من رئيس الوزراء،وفي كل مرة يمد حبال أحلامه اكثر من اللازم، لكنه ينسى في الوقت نفسه انه نائب لأهالي البصرة الذين يعيشون في ظل غياب كامل للخدمات، ولأننا شعب طيب فيمكننا أن نتعامل مع تصريحات الأسدي باعتبارها نوعا من التسالي، على أساس أن البرلمان الموقر لم يصدر قرارا يصادر فيه حق أي نائب في أن يتسلى بهذا الشعب المسكين. للأسف اليوم نشاهد نوابا وسياسيين غير مؤهلين والبعض منهم يرتكب أخطاء قد تقود إلى كوارث مثل موجة الشحن الطائفي التي مارسها ويمارسها الكثير منهم كل يوم، مصحوبة بحملات استعداء منظمة ضد الآخرين، حيث يصل الأمر أحيانا بنائب أو سياسي أن يقرر محاكمة الجميع باعتبارهم إرهابيين وخارجين على القانون في الوقت الذي يخشى فيه الاقتراب من نادي اللصوص والفاسدين وسارقي أموال الشعب، ومروجي شعارات الطائفية، ولعل سائل يسأل: إذا كنا نتحدث عن عهد جديد شعاره الديمقراطية والشفافية، وإذا كنا نعتبر أننا أمام حكومة شكلها البرلمان، فلماذا يخرج علينا كل يوم أشخاص لا يمتون بصلة إلى الحكومة، لكنهم يخوضون في الشأن الحكومي معللين ذلك بعبارة تسبق أسماءهم "مقرب من رئيس الوزراء والسؤال الأهم: لماذا لم يختر السيد المالكي المقربين منه لإشغال مناصب تتيح لهم ان يكونوا ناطقين باسم القضاء والأمن والحكومة ؟إن المشهد السياسي العراقي اليوم مليء بعناصر الألغاز والإثارة والتناقض، فرؤساء الكتل آثروا الصمت، فيما جوقة المقربين احتفظوا بقسمهم وولائهم لرئيس الحكومة حصرا محاولين من خلال تصريحاتهم فرض واقع سياسي يخدم مصالحهم.أداء النائب حسين الأسدي خلال الأشهر الماضية وخطابه الإعلامي يؤكد أن هناك من يريد أن يفرض سلطة خفية على النظام السياسي العراقي، وأزعم أن هذا النوذج هو السائد الآن في العراق، بمعنى أنه تعبير حقيقي عن الحالة السياسية الراهنة، وقد طفحت شاشات الفضائيات طوال السنوات الماضية بعدد لا بأس به من هؤلاء الذين يظهرون كلما احتدم الصراع على المناصب والمكاسب، لتجدنهم يقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاقتراب من قلعة الحكومة الحصينة، أو انتقاد أدائها، وإذا تركنا شاشة التليفزيون ودققنا جيدا في تصريحاتهم الغارقة في قاع الرطانة والتكرار الممل سنكتشف أنهم حاضرون وبقوة فيما نسمعه ونشاهده ونقرأه، من عبارات وجمل تفقأ أسماعنا وابصارنا كل يوم وتخبرنا ان السيد المتحدث هو نائب منتخب، ولكن ما هي إلا لحظات الا ونكتشف أن المتحدث أحد أفراد جيش التسالي المنتشر الآن على سطح السياسة العراقية بكثرة هذه الأيام.لا أطلب الرقابة على هؤلاء السادة النواب أو التدخل ضد حرية تعبيرهم.. فقط اطلب منهم الرحمة بهذا الشعب المغلوب على أمره وان يوقفوا حروب " السبتايتل " التي ستؤدي بنا يوما إلى مصير مجهول.
العمود الثامن: سبتايتل حسين الأسدي
نشر في: 2 يناير, 2012: 09:57 م