هاشم العقابييرغمني رئيس الوزراء على ان اتوقف عند بعض من تصريحاته. وأعترف بانني احاول جاهدا أن اتجنب التعرض لما يقول حتى لا يقال عني، كما يقال عن غيري، باننا نتصيد اخطاء او هفوات الرجل. لكني وان صبرت يومين على ما جاء بخطابه في يوم انسحاب القوات الامريكية، وجدت نفسي حائرا في تفسير تحذيره إيانا من الفرح "المفرط". حيرة لم تدع لي مجالا غير ان اتناوش ما حذرنا منه، والرزق على الله كما يقولون.
تابعت احتفالات يوم الجلاء فلم اجد اثرا واضحا للفرح لا في الشوارع ولا على وجوه الناس. فلا وجود للكرنفالات ولا للدبكات ولا حتى حلقات رقص لأطفالنا بيوم تحررهم من المحتل. دققت النظر في وجه المالكي، مرة أخرى، فوجدته هو نفسه متجهما صارما خاليا حتى من الابتسامة ومن قطرة فرح. فأين هو هذا الفرح "المفرط" الذي خاف علينا منه وحذرنا من اللصوص الذين يريدون سرقته منا؟لو كان المالكي قد حذرنا من الحزن المفرط الذي أطر وجوهنا واغانينا واشعارنا، لكان له الكثير من الحق. وان كان حقا خائفا من ان تسرق افراحنا، فاقول له لا تخف يا سيدي وكن مطمئن البال، فلقد نسينا الفرح قبل ان ننساه من زمن بعيد. ألم تسمع بقول شاعرنا: تكلي اضحك؟تريد أضحك؟جيب شوي فرح واكطع نفس جرحكحتى انسه الحزن وضحك ..وسني الما ضحك بالعيدجا يوم الطبك يضحك!صدقني يا سيادة رئيس الوزراء ان الفرح شحيح اكثر من شحة الكهرباء والخدمات وفرص العمل والنزاهة بين المسؤولين. انه كما قال شاعر آخر:شحيحه افراحنا ودكانها معزلالضحكة نبوكها من الآه والياويلوصياد الهموم بدفتره يسجلما عاد الصبر يلجم مصب العينولا مثل الخلك بدموعنا نمثلولأني مررت على شحة الكهرباء، وضيمها وظلايمها، فهناك شيء مهم يا رئيس الوزراء كان ممكن ان تفعله ويجعلنا لا نفرط بالفرح، فقط، بل وربما سنموت بسببه، ويصبح من حقك ان تخاف علينا منه. فلو كنت قد خططت ان يبدأ العام الجديد، والذي تزامن مع الخلاص من جيوش الاحتلال، بتوفير الكهرباء على مدى 24 ساعة كما هي عند باقي عباد الله، فوالله الذي لا اله الا هو، ستجد الشوارع قبل الناس، والانهار قبل البيوت، تتمايل طربا وفرحا. وستهتز ارض العراق تحت اقدام البزاخة والمهوسجية والمجوبجية لايام ان لم اقل لاسابيع. وعندها لو خرجت علينا وقلت لنا انني احذركم من الفرح "المفرط" خوفا من ان "تنتلكم" الكهرباء، سنشكرك ونصفق لك، لا باكفنا، بل وبقلوبنا ايضا، بعد أن نحمد الله الذي جعلك رئيسا لحكومتنا.
سلاما ياعراق : مــو فـرح
نشر في: 3 يناير, 2012: 07:02 م