بغداد/ نورا خالد على الرغم من أن الفنان العراقي عُرف بكفاءته وتاريخه الفني الطويل، إلا انه يعاني تدني أجوره مقارنة بأجور الفنانين العرب ولمعرفة الأسباب التقت (أخيرة المدى) عدداً من الفنانين والمتخصصين:السينارست والمخرج عبدالوهاب الدايني أشار إلى أن هناك ثلاث جهات تتحمل مسؤولية تدني أجور الممثل العراقي؛ أولها: هي الفضائية المنتجة التي تشتري النص ثم يعطى إلى المنتج الذي يقدر الميزانية ويقدمها للشركة
ويتم الاتفاق على ذلك، وبذلك الفضائية لم تتدخل بمفهوم أجور الممثلين وإنما تضع المسؤولية على المنتج المنفذ، وستكون الطامة الكبرى إذا شارك ممثل أو ممثلة عربية المنتج، حيث سيكون هناك فارق ليس بالأجور أو الفندق وإنما سيكون هناك شعور بالإساءة إلى الممثل العراقي لأنه يجلس في مكان بائس، ناهيك عن السعر الخيالي الذي يعطى إلى الممثل العربي. وأضاف: نأتي الآن إلى المنتج المنفذ الذي هو عادة من طبقة التجار، وهؤلاء ينظرون إلى الممثل العراقي بصورة أدنى من الممثل العربي، كما أن الفضائية لا تعاقب المنتج المنفذ والذي يستغل عادة الممثل.ويتابع: وأخيراً الممثل، فأنني لم اسمع يوماً أن ممثلاً اعترض على أجوره، وذلك لأنه هناك من يقف بانتظار أن يرفض هذا الممثل الدور حتى يحل محله، وهنا يبدأ المنتج المنفذ بالاستغلال إذا رفض الممثل (يا ويل ويله) فلن يستدعى إلى أي عمل آخر وهذه نتيجة يتحملها الممثل فبدل أن يرفض لان زميله رفض حتى ينصف مرة أخرى، يوافق ويدفع المنتج المنفذ إلى الاستغلال. وهذا جاء نتيجة إلى أن الممثل المغترب يحتاج إلى المال لذلك يضطر أن يقبل بأي دور يعطى له ليس حبا بالمال ولكن حبا في توفير لقمة العيش لعائلته، وعندما ندخل في مجال النقد ونرى الأمور من زاوية المشاهد نأسف عندما ننظر إلى الممثل الذي أصبح أضحوكة وأصبح أكثر سطحية وهم من أصبحوا أبطال الشاشات العراقية. الفنانة سوسن شكري أكدت أن أجور الفنان العراقي معيبة، إذا ما قورنت بأجور الفنانين العرب فالممثل النجم عندنا يتقاضى ربع ما يتقاضاه ممثل من الدرجة الثالثة في تلك الدول، واعتقد أن جهات الإنتاج او الشركة المنتجة هي التي تقف وراء هذه الاهانات التي توجه للفنان العراقي. فمن المخجل مثلا أن تتقاضى ممثلة سورية من الدرجة الثانية (300) دولار عن المشهد الواحد في مسلسل عراقي في حين يتقاضى الممثل العراقي (200) دولار عن الحلقة الكاملة، وهذا الموضوع تكرر في مناسبات عدة، حيث أن الفنان العراقي يعامل دائما على انه ممثل غير مهم، يمكن الاستغناء عنه في أي لحظة واستبداله بآخر يقبل بأي مبلغ.اما الفنان كاظم القريشي فعزا تدني أجور الفنانين العراقيين إلى أن الفنان العراقي في الخارج له ظروفه الخاصة، حيث انه يقبل بتسلّم أجور اقل من حقه، ولو أنهم اتفقوا مرة او مرتين لأصبحت أجورهم اضعاف ما يتسلمونه الآن، لان الدراما العربية بدأت تتجه نحو القضية العراقية بشكل كبير، وبالنتيجة ليس هنالك بديل للممثل العراقي سوى الممثل العراقي نفسه. ولو رفض البعض الأجور البخسة التي تقدم إليهم، عندها ستضطر الجهات المنتجة الى زيادة الأجور. لكن وللأسف مازال الفنان العراقي يقبل بكل الأسعار، في حين أن ما يتقاضاه لا يعادل 50% من أجور الفنانين المصريين والسوريين والتونسيين، واعتقد أن السبب في ذلك هو التخوّف من عدم الحصول على فرصة في حال رفض المبلغ، أو انه يعرف أن بديله جاهز وسيقبل بالأجر المعروض. ولذلك أدعو الجميع إلى أن يفرضوا أنفسهم، لان جهات الإنتاج هي التي تحتاجهم حين يكون العمل باللهجة العراقية، وليس العكس.ولم يقف هذا الأمر على الممثلين العراقيين إلا انه تعدى إلى المطربين أيضاً والذين لهم شهرة واسعة على مستوى الدول العربية، وبرغم ان المطرب كاظم الساهر له معجبوه في كل دول العالم إلا أن أجره لم يتعد في حفلة رأس السنة لهذا العام 80 ألف دولار في الحفلة الواحدة بينما عمرو دياب كان أجره 750 ألف دولار، بينما حصلت شيرين على 60 ألف دولار عن حفلها في دبي بمشاركة ماجد المهندس الذي تقاضى 50 ألف دولار مع انه لا يقل شهرة عن شيرين.
اجور الفنان العراقي.. اهانات متكررة
نشر في: 3 يناير, 2012: 10:34 م