TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن :جمهورية حسن سلمان وشركائه

العمود الثامن :جمهورية حسن سلمان وشركائه

نشر في: 3 يناير, 2012: 10:35 م

 علي حسين منذ أن تسلّم الجنرال حسن سلمان مقاليد الحكم في شبكة الإعلام العراقي وهو يتحفنا كل يوم ببيان ثوري يطهر فيه الإعلام العراقي ممن يرفضون الدخول إلى حظيرة الحكومة، وهو مصرّ في كل مرة على أن يطرح نفسه باعتباره المقاوم والمدافع عن استقلالية الإعلام ومهنيته ضد أي شائبة ولا يترك مناسبة هو وأعضاء جمهوريته إلا ويطنطنون فيها بأنه لا يمكن أن تلوث شبكة الإعلام بأقدام وأقلام كل من يعارض الحكومة ويرفض الدخول إلى حظيرتها،
 ويحلو لحسن سلمان دائما أن يصوّر جلوسه على سدة حكم شبكة الإعلام العراقي على أنه جلوس اضطراري، لم يكن يريده ولم يسع إليه، وكأن جموع الإعلاميين خرجوا يطالبونه بأن يقبل بهذا المنصب وان يكون حارس هذه الحظيرة الإعلامية، على اعتبار أنه يفضل التحليق بحرية المحلل السياسي الذي لا يترك شاردة وواردة إلا واقتنصها وأدلى بدلوه فيها.  بالأمس أراد أصحاب القرار في شبكة الإعلام العراقي الدفاع عن عن قرارات حسن سلمان وأركان جمهوريته حين أصرّوا على فصل الزميل عبد الستار البيضاني مؤكدين بان هذا القرار يثبت استقلالية الشبكة فأضروا بالإعلام وحياديته من حيث لا يدرون.. فليس أكثر مدعاةً للسخرية من هشاشة شبكة الإعلام ان يروج لبعض الحكايات المضحكة عن المهنية واستقلالية القرار، وبافتراض حسن نوايا القائمين على عمل الشبكة وهم يصدرون قراراتهم التاريخية بفصل الزميل احمد عبد الحسين وقبله عبد الستار البيضاني وكريم السوداني، فان المراقب لحال الشبكة يكتشف أن هذه القرارات تأتي ضمن إستراتيجية وضعها حسن سلمان والمحيطون به، فالرجل يؤمن بان معظم الإعلام العراقي الآن –باستثناء شبكة الإعلام– هو إعلام لا يلتزم بالثوابت التي تريدها الحكومة والتي يسميها السلمان الثوابت الوطنية، والذين تابعوا حسن السلمان خلال صولاته الأخيرة في قناة العراقية بعد قضية طارق الهاشمي سيكتشفون حتما أن الرجل مصمم على تطبيق مبدأ الاجتثاث بكل الإعلاميين الذين يتمردون على حظيرة الحكومة، فلثلاثة أيام متتالية خرج علينا السلمان ليقول "إن الإعلام العراقي بحاجة إلى عملية اجتثاث من الذين أصبحوا يحتلون من جديد مراكز القرار في عدد من المؤسسات الإعلامية سواء في مكاتب إعلام الوزارات الحكومية او غيرها من وسائل الاعلام، وهو مؤشر حقيقي على افتقار هذه الزمر إلى الولاء الوطني المخلص او مبادئ العمل الصحفي المهني الملتزم بشرف وأخلاق المهنة، وبالإضافة إلى عدم امتلاكهم المهارات العلمية والمهنية التي من الممكن ان تؤهلهم للاندماج في العمل الصحفي المهني.اذا الإعلامي في عرف حسن سلمان هو كل من يبتعد عن إثارة المشاكل والركض وراء الحقائق ومحاولة رفع الغطاء عن الفاسدين وناهبي المال العام، طبعا لم ينس السيد سلمان انه يتهم بعض وسائل الإعلام بأنها تحرض على الإرهاب لأنها ترفض المشاركة في حفلة الحكومة لإقصاء معارضيها،  ولأن السيد سلمان مصاب بآفة النسيان فهو يعتقد بأن الناس فقدت ذاكرتها ونسيت ماذا قال السلمان في حضرة الهاشمي قبل أشهر حين استقبله هو وعدد من أعضاء مجلس الأمناء،  إن رحلة سريعة في موقع رئاسة الجمهورية، من شأنها أن تأتي بالحقائق عارية مهما حاول البعض تغطيتها بتلال من المساحيق والحركات البهلوانية، وأظن أن الخطبة العصماء التي قدمها السلمان آنذاك امام الهاشمي لدليل على إننا نعيش عصر إعلام "القائد الضرورة". قرار فصل احمد عبد الحسين ومعه بعض الزملاء يثبت بالدليل القاطع إن القائمين على الشبكة فشلوا في اختبارات تقديم إعلام مهني بعيد عن التحزب، فلا يحق لمسؤول أن يقصي معارضيه ويناصبهم العداء لمجرد أنهم مختلفون مع سياساته وغير متوائمين مع منهجه في النظر الى الامور.السلمان ومعه اركان جمهوريته يصرون على ان يكون الاعلام حكوميا خالصا بعيدا عن ضمير المهنة وأخلاقيتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram