□ بغداد/ متابعة المدى  الاقتصادي يعد مضيق هرمز من أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة بالسفن لما يميزه موقعه الاستراتيجي الحيوي اذ يعبره (20_30)ناقلة نفط يومياً بمعدل ناقلة نفط كل (6دقائق) فهو المنفذ الوحيد لدول الخليج العربي صاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم .
وكان مسؤول ايراني رفيع المستوى قال لقناة تلفزيونية رسمية: أن إغلاق إيران مضيق هرمز أمام ناقلات النفط سيكون أمراً سهلاً بالنسبة لإيران اذا ما رأت ضرورة لذلك .وأوضح عدد من الخبراء والنواب المختصين في احاديث (للوكالة الاخبارية للانباء) مدى التأثير السلبي الكبير لإغلاق مضيق هرمز على الاقتصاد العراقي في حال تنفيذ ايران تهديداتها.وقال عضو لجنة الطاقة والنفط النائب علي الفياض : أن تهديد إيران باغلاق مضيق هرمز سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني لكون ثلثا صادرات النفط العراقي عن طريقه .وقال الفياض :  أذا نفذت إيران تهديدها فان ذلك سيخلق أزمة اقتصادية حقيقية ليس في منطقة الخليج فحسب وإنما على المستوى العالم لاعتماده على الإنتاج النفطي لهذه المنطقة.واضاف الفياض  :على إيران أن تتعامل بشيء من الحكمة ولا تستخدم هذا السلاح لضرب مصالح الدول الأوربية لما يسببه من ضرر لإيران نفسها ويخلق توترا في العلاقات بين دول المنطقة وبالتالي يترتب علية امور غير متوقعة من كل الجوانب السياسية والامنية وحتى العسكرية،مشدداً على ضرورة الالتزام بالمعاهدات واحترام السياقات الدولة المعمول بها وأن لا تخرج عنها لأن هذا الضرر في الاقتصاد العراقي يدخل في"خانة" المحرمات والممنوعات ولا يمكن تجاوزه.وتابع الفياض : أن وزارة الخارجية تحاول تهدئة الوضع بين إيران من جهة والدول الأوربية من جهة اخرى،معرباً عن أمله بأن تترك إيران هذه الفكرة لأنها تضر بدول لا علاقة لها بهذا الصراع من جانبه اقترح عضو لجنة الطاقة والنفط النائب  بايزيد حسن اتخاذ منافذ جديدة لتصدير النفط عن طريق البحر الأحمر عبر ميناء"العقبة" الأردني وميناء"نويبع" السعودي أو عن طريق البحر الأبيض المتوسط عبر مينائي"بانياس" و"طرطوس" السوري للتقليل من خطورة الأزمة الاقتصادية على العراق اذا ما نفذت إيران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز.وقال حسن : أن العراق يعتمد بالمرتبة الاولى على إيرادات النفط كمصدر لموازنته العامة  فان إغلاق مضيق هرمز يسبب ازمة مالية لان (70%)من النفط العراقي يصدر عن طريق هذا المضيق،مؤكدا على ضرورة ضغط الحكومة العراقية على الجانب الايراني لمنعه من إغلاق المضيق واستعماله كسلاح لضرب المصالح الغربية في المنطقة متخذة العامل الاقتصادي كأداة لذلك،لأن العراق أصبح سوقا لتصريف البضائع الإيرانية وكثرة الشركات الاستثمارية الإيرانية فيه كما تلعب الطرق الدبلوماسية دورا كبيرا في حل الازمة.وأشار الى أن إيران تستخدم المضيق للضغط على دول العالم والحصول على مكاسب سياسية وهي مجرد تهديدات لأنها تعي أن تطبيقها سيكلفها الكثير ويعرض المنطقة الى مخاطر غير محسوبة حينها. من جانبه  أستبعد الخبير النفطي حمزة الجواهري قيام إيران بتنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز،مؤكداً:إن ما تقوم به مجرد مناورات لم تؤخذ بمحمل الجد من قبل الدول الغربية أو منظمة "الاوبك".وقال الجواهري : أن كل المعاهدات الدولية تمنع إيران من إغلاق المضيق او تهديد أمنه لكنها تحاول التأثير على دول العالم للوقوف معها اذا ما شنت الولايات المتحدة الأميركية هجوماً عليها بالتعاون مع بعض دول الخليج وتذكيرهم أنها تتمكن من ايقاف (40%)من صادرات النفط العالمي وما تسببه من أزمة اقتصادية على المستوى العالمي والخليجي خاصةً.واضاف الجواهري :أن أسعار النفط حساسة جداً وتتأثر بالأزمات إلا انها لم تتأثر بهذا التهديد كونه غير واقعي او يصعب تنفيذه.من جانبه أوضح عضو اللجنة الاقتصادية النائب  عامر الفائز أن إغلاق المضيق سيكون تأثيره واسعا على الاقتصاد العراقي لاعتماده على عائدات النفط من هذا الممر، مناشداً المختصين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يأخذوا بعين الاعتبار مصالح دول الجوار واحترامها كما أوصى بها ديننا الإسلامي الحنيف.وقال فائز: أن العراق موقفه نبيل اتجاه دول الجوار فهو لا يسمح لأي دولة أن تعتدي على دولة أخرى عبر أراضيه ،وهذا يجب أن يكافأ عليه ويحترم موقفه لا أن يصبح ضحية لتلك الصراعات بتوجيه"صفعة" قوية تدمر اقتصاده الهش.واضاف : أن المعاهدات الدولية تخترق عندما تتعارض مصالح تلك الدولة معها وهذا ما يحدث من كل دول العالم ،موضحاً:أن العراق لا يملك اي ورقة ضغط على إيران لأنه في طور البناء في كافة الجوانب وخاصة الاقتصادي ولا يملك سوى المساعي الدبلوماسية لتفادي الموقف .