TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: ضعف الإيمان

كردستانيات: ضعف الإيمان

نشر في: 4 يناير, 2012: 08:41 م

 وديع غزوانمع ما شهده العالم في عصر العولمة انعكس بشكل كبير على مفاصل الحياة المختلفة بما فيها العمل السياسي فتغير فعل وتأثير المبادئ اليوم عما كان عليه في السابق  بعد أن شوهته السلطة وإغراءاتها .. في عالم اليوم صارت السياسة (فهلوه ) ولم يعد الهدف واضحا بل مبهم في كثير من الأحيان ،و لم نعد نسمع منذ حين لا من الأحزاب ولا من رجال الدولة شيئا اسمه نقد النفس ،فكل شيء يقولونه صحيح ،وضاعت العهود والمواثيق وسط تسلط هؤلاء .
والمشكلة التي نواجهها اليوم ليس سببها باعتقادنا قصور فهم السياسيين هؤلاء بل ضعف إيمانهم بالشعب وإمكاناته وما يتبع ذلك من ضعف التمسك بالمبادئ والصدق فيها . فالأخطاء التي نحن فيها اليوم نتحملها جميعا بمن فيهم نحن المواطنين الذين ضحينا وجازفنا بحياتنا لنحافظ على  ما يرمز إليه صندوق الاقتراع فتوجهنا لننتخب في ضوء قانون نعرف انه سيأتي بأشخاص إلى مواقع مسؤولية ليس أهلا لها ،غير أن الحقيقة التي لا جدال فيها إن المسؤولية المباشرة يتحملها أولئك  السياسيون من أخطا منهم في التقدير ولم يقرأ خارطة المشهد السياسي بشكل صحيح أو ضعيف الإيمان والهمة والإرادة وهم كثر ويسيطرون على مساحه واسعة من ساحة العمل السياسي .ولأن المرحلة لم تعد تحتمل المجاملات فمن الضروري أن نتكاشف ونضع الأمور في نصابها وان تتجه المساعي إلى عمليه تصحيح شاملة وجذرية وإلا فان الأزمات الكثيرة ستبقى ولن تنتهي بل ربما تتصاعد إذا ما بقيت  أطراف العملية السياسية مصرة على التمسك بآرائها ،معتقدة أنها الوحيدة على صواب وكل ما يطرحه الآخرون خطأ .. ما تحمله الأيام من مخاطر جسيمه تستلزم من الجميع التخلي عن أسلوب الحلول الجزئية وان ترسم بداية صحيحة لمعالجه الأخطاء .مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى أن يثبت السياسيون بأنهم جديرون بثقه الشعب ،وهذا لا يأتي بالتصريحات الفارغة بل بتطوير أساليب العمل والاتفاق مع النفس أولا على أن يكرس العمل من اجل العراق فعلا بعيدا عن المصالح الحزبية والمذهبية والمناطقية التي كثيرا ما تغلف ببراقع الوطنية والمصلحة العليا .. مطلوب إيمان حقيقي بجدوى المؤتمر الوطني وان يسبق ذلك تنظيف النفس وتطهيرها من دنس مكاسب السلطة والعودة إلى الشعب والاستماع إلى صوته لأنه وحده من يمثل الحقيقة .لقد طال انتظارنا وصبرنا ونحن نحلم بعراق  جديد نلمس به حقا إننا متساوون غير أن ظننا قد خاب عندما صارت المحاصصة بديلا للمواطنة .اليوم نحن أحوج ما نكون فيه إلى الابتعاد فعليا عن الأجندات الخارجية ونتجه إلى حاضنة الوطن عندها يمكن القول إننا وضعنا قدمنا على الطريق الصحيح فاتركوا يا سياسيينا المجاملات واشتغلوا  حقا بالهمّ الأكبر للوصول إلى فضاء نقي للديمقراطية  الكفيلة بفرز الأدعياء من الصادقين فهل أنتم فاعلون ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram