عن : لوس انجلس تايمزعاد النحات عبدالحميد – 57 عاما - من المهجر ليجد المعهد الفني الذي درس فيه في حالة يرثى لها. انه يفكر الآن باعادته الى وضعه السابق و يشجع طلبته على ذلك .يفخر النحات عبدالحميد بكون فنه يعكس صورة المجتمع العراقي منذ حضارته العريقة القديمة حتى الوقت الحاضر المليء بالآلام و الآمال.يقول رئيس قسم النحت في معهد الفنون الجميلة في بغداد " النحت هو احدى الوسائل التي تعكس حقيقة الحياة، و لا يمكننا الغاء هذا الفن من مجتمعنا لأننا ان فعلنا ذلك فسنعزل انفسنا عن العالم ".
احيانا يكون من الصعب جدا ان نعكس الحقيقة. يستذكر عبدالحميد ان تماثيل الدكتاتور صدام هي التي كانت مطلوبة خلال سنوات حكمه، و ان النحات الذي لم يكن ينتمي لحزب البعث يتعرض للمخاطر ما اضطر الكثير من النحاتين الى الهرب للخارج ، من بينهم عبدالحميد . احد قصور الدكتاتور تضم عملا منحوتا للسيد عبدالحميد : عبارة عن شجرة نخيل من البرونز بارتفاع 26 قدما على شكل وجه و صدر امرأة ، شعرها يمثل سعف النخلة. يقول عبدالحميد الذي واجه ضغوطا من اجل عمل تماثيل لصدام و كان يخشى على سلامة اسرته " المرأة تمثل الحياة و الخصب و الجمال". لكن مع الألم الذي سببه له عهد صدام، فان السيد عبدالحميد يعترض على اجراءات مجلس محافظة بغداد في ازالة كافة التماثيل و اعمال النحت الاخرى التي تتعلق بالدكتاتور و حزب البعث ، و قال ان قرار المجلس قبل اشهر واجه احتجاجات من بعض الفنانين و غيرهم من العراقيين " نشعر بأنهم يريدون ازالة كل التماثيل و ان هناك امرا بذلك لكنه توقف بسبب تلك الاحتجاجات.. لقد تم تدمير تمثالين على الاقل ... و من المقرر تدمير كافة الاعمال الموجودة في معهدنا". عندما عاد عبدالحميد الى المعهد عام 2009 بعد ان عمل لمدة عشر سنوات خارج العراق، وجده في حال مؤسفة حيث تعرض للاهمال من حكومة صدام بعد العقوبات الدولية التي فرضت في اعوام التسعينات، "عندما عدت الى المعهد وجدته يفتقر الى البنية التحتية، و ان كل شيء قد تلاشى : اعمالنا ، اعمال الطلبة ، الادوات ، الصور ، و كل ما هو ضروري لصناعة الفن قد اختفى، و بعض التماثيل تكسرت ". قرر عبدالحميد ، الذي يدرك اهمية النحت في حضارة اي مجتمع ، ان يركز على تحسين العمل في المعهد الذي تخرج منه عام 1977، " النحت جزء من حياتي و تفكيري، حيث بدأت معه بوقت مبكر من حياتي. فعندما كنت طفلا، كنت معتادا ان اذهب الى النهر و اصنع تماثيل من الطين و اجمع بعض القطع الحديدية لعمل اطارات و تماثيل لأني أؤمن بان النحت يوثق الإرث الحضاري من خلال رموز الحضارة. ترجمة المدى
معهد الفنون الجميلة.. لقد ضاع كل شيء
نشر في: 4 يناير, 2012: 10:02 م