في مثل هذا اليوم من عام 1947 رقد الأب العلامة انستاس ماري الكرملي رقدته الأبدية بعد حياة علمية حافلة بالانجازات الفكرية الفائقة ، جعلته ابرز أعلام اليقظة الفكرية في المشرق العربي ، واحد رجالها العاملين في جوانب مختلفة من الإبداع والعطاء .
ولد الكرملي في بغداد عام 1866 لأب لبناني وأم عراقية كلدانية ، ونشأ منذ البدء نشأة علمية في المعاهد الدينية ببغداد ، فعين معلما في المدارس الملحقة بالكنائس الكبيرة. ثم واصل الدراسة اللاهوتية واللغوية في بيروت وبلجيكا ، وانتمى الى الرهبنة الكرملية في العراق وأصبح في ما بعد من أشهر أعلامها . وعاد الى العراق عام 1894 ، بعد ان تعلم العديد من اللغات مكنته من دراسة اللغة العربية ومقارنتها باللغات قديما وحديثا . شغف باللغة والتاريخ والبلدانيات واستمر بالكتابة والبحث منذ أواخر القرن التاسع عشر الى رحيله ، فكتب المئات من المقالات والنبذ والأبحاث ، واغلبها تتسم بفوائد جديدة وطريفة . واصدر أشهر مجلة محكمة في تاريخ الصحافة العراقية وهي مجلة ( لغة العرب ) عام 1911 وتوقفت لاندلاع الحرب العظمى ، ثم أعاد إصدارها عام 1926 حتى عام 1931 . وشاء تأليف معجم للألفاظ التي لم ترد في المعاجم العربية سماه ( المساعد) لم يزل مخطوطا . فضلا عن عدد آخر من المؤلفات والمصنفات والمجاميع المخطوطة . كما انتخب عضوا في العديد من المجامع والهيئات العلمية العربية ، وأصبح اسمه لامعا في الدوائر العلمية العربية والاستشراقية ، وأصبحت آراؤه موضع التقدير والاهتمام . ومن أطرف ما ماز سيرته المعارك القلمية الكثيرة مع كبار العلماء حول تأصيل الألفاظ والمصطلحات وتطورها . وقد احدث رحيله مناسبة أدبية كبيرة ساهم فيها الأدباء والعلماء في مشارق الارض ومغاربها.رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: وفاة الأب الكرملي
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 6 يناير, 2012: 06:51 م