علاء حسن أسلوب معالجة واحتواء الأزمات يجيده الحكماء من رجال الدولة، ولقلة هؤلاء في الساحة العراقية ، شرعت الأبواب أمام من هبّ ودبّ لطرح آرائه وتصوراته ووجهة نظره بوصفه صاحب الحل السحري في حل المشاكل والأزمات وحلحلة العقد المستعصية ، من دون أن يعلم انه يسهم في ضياع رأس الشليلة ، وفسح المجال أمام شعيط ومعيط في تقرير مصير العباد .
المثل الياباني يقول حل المشكلة أو الأزمة بتحديدها وتضييقها وحصرها في زاوية صغيرة ثم معالجتها ، وبالحكمة اليابانية يعيش شعبها على مجموعة جزر من دون صراعات وأزمات لأنها أي اليابان لم تجعل "معيط" صاحب قرار ، ولم تمنح شعيط رتبة فريق ركن في وزارة الداخلية ليعتقل من يشاء بوشاية المخبر السري ، ولم تعتمد نظام القائمة شبه المغلقة في انتخاباتها التشريعية ، ومن شغل مقعدا في البرلمان حصل في أقل تقدير على مليون صوت ليمثّل أبناء شعبه ويدافع عن حقوقه ، لأنه يخاف من عقاب بوذا ، فامتنع عن استخدام المال العام لأغراض شخصية ، ورفض أن يكون وسيطا بين المقاولين والأجهزة الرسمية، ليحصل على مبلغ من المال بعد توقيع صفقة العقد.عيون العراقيين باردة على أصدقائهم اليابانيين ، ولايتمنون لهم اندلاع أزمات سياسية فهم منشغلون هذه الأيام بأزمة من العيار الثقيل، تهدد مستقبل البلاد والعباد ، وحينما حاول الحكماء من رجال القوم معالجتها ، بدأت بعض الأطراف المشاركة في الحكومة، تجنّد نوابها وأعضاءها بوضع العراقيل ، وهذه المواقف تؤكد حقيقة المثل الشائع " رزق البزازين على المعثّرات " ومع قرب موعد عرس البزازين في شباط ، سيزداد نشاطها استعداداً لدخول شهر العسل بالبحث عن المعثرات سواء في المشهد السياسي ، أو في أي مكان آخر يوفر فرصة إطلاق تصريحات نارية ، تطول من يريد احتواء الأزمة وإنقاذ البلاد من مخاطرها .في الوضع العراقي هناك من يشعر بارتياح كبير في ظل الأزمات ، لاعتقاده بأنها توفر له مكاسب عجز عن تحقيقها في ظل ظروف طبيعية ، والأزمة الراهنة خلّصت الحكومة من المطالبات بالقضاء على البطالة وتحسين الخدمات ، وتوفير الطاقة الكهربائية ، وأسدلت الستار على المفسدين ، واستجواب المسؤولين ، وجعلت أعضاء مجلس النواب يتناسون ميناء مبارك الكويتي والربيع العربي والمشكلة في سوريا والبحرين ، وخلاف السياسيين لم يلق بتداعياته حتى اللحظة على القواعد الشعبية ، لأنها تعيش معاناة يومية من السيطرات المنتشرة في شوارع وأحياء بغداد ، وأهلها مازالوا ينتظرون تنفيذ وعود المسؤولين الأمنيين برفع الحواجز الكونكريتية بعد استكمال انسحاب آخر جندي أميركي ، والأزمة وفّرت لبعض المحللين السياسيين أن يكونوا نجوما فضائية ، من يشاهدهم ، ويسمع آراءهم يتصور بان الحرب الأهلية مقبلة ، لأن المحلل يدافع عن حزبه وائتلافه ، وأحدهم طالب التحالف الوطني بوصفه الكتلة الأكبر في البرلمان بإعادة خريطة التحالفات وإيجاد بديلين لرئيسي الجمهورية والبرلمان ، وعلى هذا المستوى الرصين من التحليل السياسي ، يتم احتواء الأزمة بجهود "شعيط ومعيط" وجوقة البزازين المتلهفة للحصول على المعثرات ،على طريقة المحلل السياسي لإذاعة بسبس ميو.
نص ردن: أزمة و(بزازين)
نشر في: 6 يناير, 2012: 07:55 م