بغداد/ المدى كشف عدد من بائعي الكتب ببغداد، أمس عن انخفاض مستوى مبيعات الكتب ذات المضمون والفكر الديني مقابل ارتفاع مبيعاتهم من الكتب التي تدعو إلى الفكر المدني والعلماني في إدارة الدولة، ففي الوقت الذي عزا فيه البعض الظاهرة إلى انشغال بعض رجال الدين عن هموم المجتمع
لانغماسهم في الحوارات السياسية يرى البعض الآخر أن سبب الظاهرة هو فشل الأحزاب الإسلامية في تلبية احتياجات المجتمع العراقي. وبهذا الصدد يقول سعدون هليل (بائع الكتب في شارع المتنبي) ، ان "الإقبال على اقتناء الكتب الدينية بات ضعيفا جدا في وقت نرى حضوراً كبيرا على الكتب التي تؤيد الفكر العلمانية"، مستدركا بالقول "الكتب الدينية باتت مستهلكة والإقبال عليها شبه معدوم وهي تباع بأرخص الأسعار لأنها مدعومة من مؤسسات دينية".واضاف هليل أن "الكتب العلمانية وبرغم ارتفاع أسعارها باتت تباع بصورة جيدة خاصة في أيام الجمع في شارع المتنبي". من جهته قال الناقد والتدريسي في الجامعة المستنصرية باسم الكعبي لوكالة كردستان للأنباء إن "الوضع السياسي وتصدر الأحزاب الدينية له وابتعاد بعض رجال الدين عن هموم المجتمع وما يواجهه من تحديات يعد السبب الرئيس في ضعف الاقبال على شراء الكتب الدينية". واضاف الكعبي ان "الكتب الدينية كانت في اولويات اهتمامات القارئ بعد عام 2003 الا أن اندماج رجال الدين وانشغالهم في الملف السياسي والابتعاد عن الهموم الحقيقية للمجتمع فرض ابتعاداً عن الخط الديني"، مشيرا إلى أن "الخطاب الديني في العراق لم يعد عصرياً ولا يتطابق مع الواقع الامر الذي يفرض الابتعاد عن قراءة الكتب الدينية". بدوره قال مازن لطيف وهو بائع كتب في شارع المتنبي ان " الكتب الدينية راجت في بداية التغيير في العراق بسبب منع النظام السابق من بيعها " ، مشيرا الى ان " اغلب تلك الكتب كانت تطبع على نفقة مؤسسات دينية وخاصة كتب المذهب الشيعي لذا فان الكتاب بات يباع بربع ثمنه". وأضاف لطيف أن "فشل الأحزاب الإسلامية ورجال الدين في تلبية احتياجات المجتمع العراقي تعد عاملا أساسيا تسبب في انخفاض مبيعات الكتب الدينية في الفترة الأخيرة".ومرت الحركة الثقافة في جميع مفاصلها بأزمة ركود على مدى أكثر من خمس سنوات بعد الاجتياح الأميركي للعراق، إلا أنها شهدت نشاطا بعد تحسن الأوضاع الأمنية عبر ازدياد إقامة معارض للكتاب ودخول الكتب الفكرية وإقامة المهرجانات والعروض المسرحية بالرغم من ضعف التخصيصات الحكومية لمثل هذه المجالات بحسب المتخصصين فيها.
الكتاب العلماني يتغلب على الكتاب الديني
نشر في: 6 يناير, 2012: 10:36 م