بغداد /المدى ندير في صفحتنا "شباب وجامعات " طاولة حوار بين عدد من الشباب حول المشاكل الاجتماعية والنفسية والعلمية والمهنية وغيرها من الإشكاليات التي يعاني منها الشاب أو الشابة العراقية .تقول الطالبة الجامعية (هـ.م ) إن مشكلتي ليست مشكلة واحدة، بل عدة مشاكل كما أعتقد، سأحاول اختصار الموضوع حيث لا أعرف أين الخلل بالضبط.. أنا لم أعد أعرف شخصيتي الحقيقية، ولم أعد أعرف إن كان تفكيري صحيحًا أم لا..
نحن الآن في فترة امتحانات، وكالعادة رأسي سينفجر من التفكير.. التفكير في غير أمور الدراسة حيث المفترض أني أركز عليها.. أعيد التفكير في أحلامي وأهدافي التي لم أحددها تماما بعد، وما زلت مترددة في رغبتي بدراسة علوم الكيمياء.. ربما صدمت بعد دخولي الكلية لما تتطلبه من مجهود ووقت، وتغيرت الصورة تماما عن الأحلام الوردية في الثانوية.. التفكير في هذه الأمور يتملكني معظم الأوقات كلما جلست للدراسة.. لا أعرف إن كنت سأتحمل الدراسة كل هذه المدة.. وموضوع الزواج المؤجل مقارنة بصديقاتي في باقي الكليات، بدأ الجميع بتنبيهي إلى عيوبي وأنا أكره ذلك كون عيوبي مكشوفة للآخرين خصوصا إن كانت حقيقية وليست مجرد اتهامات، يؤلمني ذلك.. كنت أريد ألا يرى الناس إلا صفاتي الجيدة فقط.. معلومة أخرى لا أسعد بالاعتراف بها كثيرا هي أني دوما أركز على النقص والتقصير والعيوب في تصرفات الأشخاص من حولي سواء أهلي أو أصدقائي، ولا إراديا أنتقد ذلك بأسلوب قاسٍ أحيانا وساخر أحيانا أخرى.. ولم ألحظ ذلك إلا مؤخرا، حيث بدأ الكل ينبهني لذلك فجأة.. وصديقاتي لا يتحملن أسلوبي في النصح بعد الآن، الكل يقولون إن كلامي أقنعهم فعلا وشجعهم وأني محقة في رأيي لكن الأسلوب هو المشكلة... وغروري (الذي لم ألحظه إلا مؤخرا أيضا) عند التحدث.. أيضا يقولون إني أتصرف كالطبيب النفسي!! وأهلي يكرهون ذلك.. وأحيانا أحسس الجميع أني أعلمهم كتلامذة لا إرادياً ومن دون قصد مني.. فأنا مقتنعة داخليا أن لدي رسالة لكل إنسان أقابله في حياتي أفيده بها، والعكس صحيح فهو عنده رسالة لي كذلك.. وأبالغ في هذا الأمر كثيرا كعادتي في أمور كثيرة أتمادى فيها من دون داع.. أحيانا أرغب في مساعدة من حولي حتى رغما عنهم، ويزداد فضولي لمعرفة خصوصياتهم حتى أتمكن من مساعدتهم فعلا، ولصدق مشاعري معظم الوقت أنجح في ذلك، لكن الأمر يؤثر على وقتي وحياتي، لذا قررت تحجيمه وها أنا أحاول جاهدة أن أركز على نفسي ودراستي الحالية بدلا من التركيز على الآخرين. أفيدوني مأجورين.وتدور الطالوة إلى حنان الطالبة في الكلية نفسها حيث تقول : اتخذي قرارا بألا تنتقدي الآخرين إطلاقا، ولا تسخري منهم إطلاقا، وتذكري مقولة القائل: "عندما يغلق النقد الحب لا يصير الحب حباً" نعم أختي فنقد من نحب ينفي صفة الحب من الحب، فإذا أردت أن تكون لك رسالة ودور تجاه الآخرين كما تقولين فتوقفي عن انتقادهم والسخرية منهم.ثم اطلبي أنت شخصيا من صديقاتك وقريباتك إبداء رأيهن فيك وإعلامهن بعيوبك لتقومي بتغييرها.. اسمعي منهن دون أن تجادليهم أو تناقشيهم... استمعي ليعلموا أنك تغيرت ولتستفيدي أنت مما يقولون وتذكري قول سيدنا عمر رضي الله عنه "رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي" فإرشاد الآخرين لنا وإعلامهم لنا بعيوبنا هو في واقع الأمر هدية يهدونها لنا... هذا إذا كنا بالفعل صادقين في رغبتنا في تطوير شخصياتنا وحياتنا.بينما يضيف الشاب علي كامل 26 عاماً، اكتبي العيوب التي يذكرها لك الآخرون، وابدئي مباشرة بالتخلص منها.وحاولي ألا تتدخلي في مشكلات الآخرين إلا بالقدر الذي يناسبهم، ولا تضغطي على أحد أن يتحدث لك بشيء لا يرغب في أن يحكيه لأحد؛ لأن هذا في الحقيقة يلبي فضولك وفراغك أكثر مما يلبي رغبتك في مساعدتهم، مضيفا "توقفي عن دور الأستاذة أو الطبيبة النفسية، واجعلي نصائحك للآخرين قليلة ورقيقة، ولا تتوقفي عن سؤال الآخرين عن أحوالهم والاطمئنان عليهم، لكن دون أن تشعريهم بما حذرنا منه في البند السابق.بالمقابل تشير هالة محمد "22"عاما الى أن الوصول إلى قرار بشأن دراستك أمر في غاية الأهمية؛ لأنه أحد أسباب ما تعانين منه، كما أن حسم هذا الأمر سيكون خطوة أساسية في اكتسابك الرؤية الواضحة للأمور والنظرة المستقبلية... هو كذلك خطوة مهمة نحو التمتع بسمة أساسية من سمات الناجحين والمبدعين. مضيفة ركزي في المطلوب منك في الوقت الحاضر من دون تشتيت ذهنك في شيء آخر.. ركزي على تنفيذ أدوارك الأساسية في الحياة.. لا تضيعي وقتك في التفكير في ما لا طائل من ورائه.. فكري في مستقبل حياتك وحددي أهدافك ثم ركزي على ما يوصلك إليها.. ركزي.. ركزي.. ركزي.. أزيلي من حياتك كل المشتتات وركزي.. اكتبي قائمة بالمطلوب منك في الوقت الحالي وركزي.. اتخذي قرارا نهائيا بشأن دراستك وركزي..ويختتم طاولة النقاش محمود عبد الله - طالب في كلية الآداب في جامعة بغداد - بالقول أن رضا الناس غاية لا تدرك، انظري ما تحتاجين اليه أنتي لا ما يحتاجون اليه من حولك ...إنها حياتك ،لا تهتمي بكلام الآخرين.
طاولة المدى: حوار بين الشباب
نشر في: 7 يناير, 2012: 06:17 م