منذ أواخر القرن التاسع عشر عرف العراقيون المسرح والغاية المتوخاة من هذا الفن الراقي ، غير أنها معرفة متعثرة ، فقد كانت بعض المدارس تقدم أعمالا مسرحية أخلاقية وتربوية مختلفة . وفي عام 1922 أسس خالص الملا حمادي فرقة تمثيلية لم يكتب لها العمر الطويل، غير أن الحياة المسرحية بدأت تدب بشكل تدريجي في مدارس العراق الكبيرة ، كما أخذت الفرق المسرحية المصرية الشهيرة تفد الى العراق وأشهرها فرقة جورج ابيض ( 1926 ) ، كما زاد من اطلاع الأهالي على هذا الفن ورموزه آنذاك .
   وفي هذه الأثناء كان هناك شاب صغير السن يدعى حقي رشيد الشبلاوي وعرف باسم حقي الشبلي يتابع مشاهداته للمسرحيات ويبذل الجهد في تعلم هذا الفن الجميل ، ثم اختمرت لديه فكرة دفعه الى الأمام ، فما وافت سنة 1927 حتى ألف فرقة مسرحية أطلق عليها الفرقة التمثيلية الوطنية ، واعلن عن تأسيسها في مثل هذا اليوم من تلك السنة ، ومن أعلامها فخري عبد الكريم وعبود الشالجي وصبري الذويبي وسواهم . وتعد هذه الفرقة اول فرقة مسرحية متكاملة ، قوبلت بفاوة كبيرة وتشجيع منقطع النظير ، والتحق بها اغلب أعلام الحركة المسرحية في عهدها الأول أمثال سليم بطي وعزيز علي وفوزي محسن الأمين وعبد الله العزاوي وفاضل عباس من رواد المسرح العراقي .   زارت الفرقة معظم المدن العراقية، كما مثل معها عدد من الفنانين العرب كبشارة واكيم وعبد الغني محمد ، وكانت أول مسرحية قدمتها الفرقة بعنوان جزاء الشهامة ثم توالت مسرحياتها وأشهرها : يوليوس قيصر ، الحاكم بأمر الله ، البرج الهائل . وفي أوائل عام 1929 قدمت الفنانة فاطمة رشدي ، فلما رأت الشبلي ومواهبه ، أخذته معها إلى مصر لدراسة التمثيل ، وبعد عودته أعاد تشكيل فرقته باسم فرقة حقي الشبلي عام 1930 .رفعة عبد الرزاق محمد