TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: الشلاه يُنصّب أوباما رئيساً لمجلس القضاء

العمود الثامن: الشلاه يُنصّب أوباما رئيساً لمجلس القضاء

نشر في: 7 يناير, 2012: 10:05 م

 علي حسينسيكون الأمر أقرب إلى المأساة لو أن تصريح النائب علي الشلاه  صحيحا وان المستر اوباما كان له الدور الأول في احالة طارق الهاشمي إلى القضاء سيعتقد البعض.. انني احاول ان أطلق في الهواء نكتة سمجة حين أتصور أن اوباما يمكن ان يتدخل في موضوع يخص القضاء العراقي ولكن هذه هي الحقيقة  ففي حوار أجرته صحيفة المشرق يوم الخميس الماضي
 وعلى صفحتها الاولى قال النائب علي الشلاه وبالحرف الواحد : “إن رئيس الوزراء عندما ذهب الى الولايات المتحدة، أجاب الرئيس الأميركي عن تساؤلاته بقوله: هذه هي الأدلة التي تدين الهاشمي، ولو كان نائب الرئيس الأميركي قد قتل مواطناً أميركياً، ماذا تفعل أنت، فقال الرئيس الأميركي: أحيله إلى القضاء”. ولأنني لا أجيد  السنسكريتية  قراءة، ولا كتابة بالطبع، فقد رحت أبحث كيف تناول عظماء دولة القانون  وعلى رأسهم حنان الفتلاوي قصة اللقاء بين اوباما والمالكي ، فالكل كان  يضع خطا احمر حول محاولات امريكا للتدخل بالشأن الداخلي والتي لن يقبلها العراق أبدا على حد قول عباس البياتي، بل ذهب البعض منهم ليقول انه لن يسمح للرئيس الأمريكي نفسه من دخول العراق ما لم يحصل على تأشيرة وإذن من الحكومة العراقية ، واذا كان الامر كما قال المالكي:" لم يعد بعد اليوم لأي دولة أن تتدخل بالقرار العراقي"، مبيناً أن "ما بقي من علاقات مع أميركا هي علاقات دولة بدولة وفقاً لمقاييس السيادة والإرادة الكاملة" فأين هي السيادة حين ننصب اوباما رئيسا لمجلس القضاء العراقي ونعرض عليه ملفات المتهمين ونستشيره بكل صغيرة وكبيرة. تصريح الشلاه  يثبت بالدليل القاطع ان الناس على حق حين لاتصدق السياسيين ولاتثق بهم، ويثبت ايضا ان مساحة انسحاب الصدق من الحياة السياسية تزداد وتتسع كل يوم ، وان دلالة حديث الشلاه وقبلها احاديث لعدد من السياسيين تقول بوضوح اننا نعيش عصر التسالي الذي لن ينتهي إلا باختفاء سياسيي الصدفة الذين يسعون لخداع الناس بأي وسيلة حين يصرون على ابتكار كل الوسائل للضحك على عقولهم.لعله امر غريب هذا الاندفاع العاطفي غير المحسوب من قبل السيد الشلاه  في محاولة إثبات أن الرئيس الأمريكي منا، ونحن منه، وعلى الآخرين أن يموتوا بغيظهم، أو حسرتهم أو حقدهم، على هذه العلاقة  التي تسمح لرئيس أمريكا ان يكون بديلا للسيد مدحت المحمود ويحيل ملف الهاشمي للقضاء.التساؤل لماذا تظهر  تصريحات الشلاه ومعه مجموعة المقربين  في أزمنة الاضطرابات وغياب العدالة الاجتماعية، ولماذا تتسلل هذه النماذج إلى مؤسساتنا ووجدنا  نوابا ومسؤولين وساسة يتصرفون بالوطن كأنه ملكية خاصة، وربما يقول البعض ما الداعي للكتابة في هذا الموضوع اذا كانت تصريحات الشلاه قد تكفلت بنفسها بفعل تلك الغابة الكثيفة من الدخان المنبعث من مستودعات الكلمات الصماء التي لا تقول شيئا، ولا تدل إلا على أن مطلقها إما يتحدث عن شعب آخر غير العراقيين، أو يقصد بلدا آخر غير العراق ، أو إن العراقيين جميعا قد أصيبوا بعمى البصر والبصيرة فصاروا لا يشعرون بالنعم التي يرفلون بها، ولا يستطيعون رؤية مؤشر النمو وهو يقفز برشاقة إلى الأعلى والأمام، وفي هذه الحالة فكلنا مدينون بالاعتذار للسيد علي الشلاه، وللحكومة طبعا، على هذا الجحود ونكران الجميل وإساءة تقدير حجم المنجزات التي قدمها السيد النائب للسياسة العراقية  بشكل خاص وللعراقيين بشكل عام اغرب ما في تصريحات الشلاه هو القدرة على تحريف الحقائق والقفز عليها،وإذا كنا لا نلوم الرئيس الأمريكي في توجيه ما يراه من رسائل للحكومة العراقية، إلا أننا لا نستطيع أن نخفي دهشتنا من تعامل البعض مع توجيهات اوباما بمعايير قضائية وليست سياسية، ومن ثم فإن محاولة الشلاه تنصيب اوباما رئيسا لمجلس القضاء العراقي وفي قضية الهاشمي بالذات، وتصريحات الفتلاوي عن كسر رجل بايدن اذا وصل الى العراق مسألة فيها استهانة بعقول العراقيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram