الكتاب: الكلمة المفقودةتأليف: اويا بيدارترجمة: ابتسام عبد الله كانت رواية "ثلج"، لاورهان باموك (الفائز بالنوبل للآداب)، التي صدرت عام 2002، تدور أحداثها في الشمال الشرقي للأناضول، في حين ان المعارك التي يشنها الكرد كانت في أطراف تلك المنطقة، في اعوام التسعينات. أما رواية اويا بيدار (الكلمة المفقودة)
السابعة ضمن أعمالها الأدبية والأولى المترجمة الى الانكليزية، فتجلب تلك الحرب الى المقدمة، ولذلك سلطت الأضواء عليها،وقد صدرت هذه الرواية بالتركية عام 2007، وتدور أحداثها في الماضي القريب، وتتناول الحرب مع الكرد الذين يدعون الى الاستقلال منذ عام 1987، ويتخذون من الجبال الحدودية مقرات لهم، وحيث يصاب السياح أحيانا، نتيجة الانفجارات التي تحدث هناك. إن بطلي الرواية، زوجان في الخمسينات من عمرهما، من اسطنبول: عمر أران – كاتب معروف، يحتسي الشراب عندما يجف إلهامه – وزوجته أليف، أستاذة في علم الوراثة، طموحها اخمد قلقها حول تجاربها على الثدييات، وعندما ينتظر عمر في انتظار سيارة (باص) قادمة من أنقرة، يرى امرأة كردية (حامل) مصيبة بالجراح جراء اطلاقة شاردة، ويقرر عمر زيارتها وأقارب زوجها في الجنوب الشرقي، في حين أن وجهة زوجته كانت نحو الغرب لحضور مؤتمر في كوبنهاكن، مما ضاعف من إحساس الزوجين بالعزلة عن بعضهما البعض.كان الزوجان يعانيان من حزن وكمد اثر فقدان ابنهما دينيز، عندما كان والده في السجن بتهمة كتاباته في مجلة يسارية، في خلال الانقلاب العسكري الذي حدث في البلاد عام 1980. كان عمر واليف التقيا في سن الشباب عند بناء جسر (رمز واضح) في المنطقة الكردية ولكن ابنهما لم يتبن أفكارهما، فبعد مقتل زوجته النرويجية وذلك اثر انفجار قنبلة في عمل إرهابي، بالقرب من الجامع الأزرق – ليس من قبل الانفصاليين بل من الجناح اليساري المتطرف، غادر دينيز مع ابنه الى جزيرة في النرويج.وفي الوقت الذي يزور فيه عمر الكرد، في الشرق، تزور زوجته "ابنها وتحتقر حياته مع الفلاحين النرويجيين". وبعد توقف (الباص)، اثر ثقوب في إطاره، يدخل عمر الى منطقة تحمل لافتة تقول: "بلد واحد، علم واحد، لغة واحدة"، ولكن التمثال النصفي لاثاتورك، مؤسس الجمهورية، ملفوف بأسلاك شائكة، ويقول له صبي، "هذه ارضي، وهي مستعمرتك"، في حين يقول احد العاملين في الفندق، "إن أخذوك الى هناك، فستخضع لاستجواب قاس وكأنما لا يوجد أي قانون أو دستور أو حتى الله". أما الأطفال الذين يخضعون للأتراك فهم ينشأون على الخجل من لغتهم الأصلية، ثم يحسون بالعار من ذلك، وينضم الكثيرون منهم الى المتمردين في الجبال، مكتشفين ان "السيف أقوى من القلم". وتنشأ علاقة حب بين عمر والأرملة جيهان، وتقول له، "إن المرء هنا لا يمكنه ان يصبح فنانا – الواحد منا يصبح فدائينا، إرهابيا، خائنا، انفصاليا، متعاونا مع العدو، مخبرا او شهيدا، او يقبض عليه ميتا، اما زوجها الذي يؤمن بمبدأ اللاعنف، فقد أصبح هدفا من كل الجهات. وهكذا تقاطعت رحلة الزوجين عمر واليف مع ثنائيين كرديين – زلال ومحمود، لقد كانت زلال (حامل) اثر حادثة اغتصاب، من قبل الجنود او المتمردين- وهي هاربة من بيتها، كي لا تقتل دفاعا عن الشرف، وكان محمود من المقاتلين الهاربين، وتقوم هي بتضميد جراحه، وتحت الضغط، يتولى محمود تنفيذ آخر مهمة للمتمردين الذين يهددون زلال، ما داموا لا يعرفون غير شعار: "الدخول مباح، ولكن الخروج يكلف الكثير". إن اويا بيدار قد أمضت 12 عاما في المهجر اثر انقلاب 1981، وهي مدافعة عن حقوق الكرد والدعوة الى الإسلام. وتتصارع الأمراء في الرواية ما بين أليف وعمر، وابنهما حول الانتماءات القومية، ويلوم والد محمود عمر قائلا: "إن أطفالنا ليسوا مرايانا ليعكسوا قيمنا، انك لم تفقد ابنا ما لم يكن ميتا حقا". عن/الغارديان
ترجمة أول رواية عن الكرد في تركيا – إلى الانكليزية
نشر في: 9 يناير, 2012: 06:43 م