بغداد/ نورا خالدالوشم، أو ما يسمى بالـ(تاتو)، ظاهرة قديمة جديدة كانت شائعة عند القبائل العربية من زمن بعيد، إذ رددت السنة الشعراء العرب اسم الوشم قبل مئات السنين ومنهم الشاعر طرفة بن العبد عندما قال:
لخولة أطلال ببرقة ثهمدتلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدإذ كان يستخدم لإضافة صفة جمالية قبل اكتشاف مستحضرات التجميل وكان يرسم على الوجه واليد وأماكن متفرقة من الجسم. ذه الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة، بين أوساط الشباب وأصبحت تتطور بصورة تتلاءم مع الموضة والأزياء. تطور الوشم واخذ أشكالا متعددة حتى أصبح رمزاً للحب وتعبيراً عن عنفوان وحيوية الشباب كما أصبح يشمل الرجال بعد ان كان مقتصراً على النساء فقط. امرأة تجاوزت السبعين من عمرها ملأت وجهها خطوطا خضرا فسألتها كم كان عمرها عندما قامت برسمها فأجابتني: لم يتعد عمري العشرين عاما عندما رسمت تلك الخطوط قبل زواجي بثلاثة أشهر تقريباً فكان الوشم او (الدك) حسب ما أسمته سائداً في الماضي إذ كان من مكملات جمال المرأة، وعاملاً من عوامل الإغراء للرجل. والمرأة عـندما تتزوج تشم مناطق مختلفة من جسمها ليكتمل جمالها. وتتحمل الآلام الكبيرة من وخز الإبرة في سبيل ذلك. ولكن لم يكن الوشم يستخدم فقط لغرض الجمال وإنما كان يستخدم ايضا لغرض الشفاء من الأمراض وحماية من الحسد. ولكن دوره الأساس كان استخدامه زينة للمرأة.بينما دفعت الأحاسيس ومشاعر حب الوطن محمود فاضل إلى نقش اسم العراق على ذراعه. ويقول: عندما كنت بعيدا عن وطني نقشت اسم العراق على ذراعي لكي أتذكره كلما نظرت إليها ولست نادماً على ذلك لأنني لم انقش شيئاً اندم عليه في أي وقت من الاوقات على الرغم من عودتي إلى بلدي.بينما راودت طه كريم فكرة الوشم عندما كان يمر بقصة حب واشترط على الشخص الذي يقوم بالوشم أن يرسم قلباً ويضع في داخله حروف اسم حبيبته اعتقاداً منه بان هذه الطريقة ستبقي حبل المودة بينه وبين حبيبته، وقال كريم: انه وبعد مرور خمس سنوات على الوشم اشعر احياناً بالحرج منه خاصة انه في مكان ظاهر. إن إزالة الوشم بعد فترة من رسمه رغبة شائعة إلا أنها قد تكون صعبة ومؤلمة جدا، ويرغم إحساس الرضا في البداية عن الوشم إلا أن هذا الإحساس سرعان ما يختفي هذا ما أكده وسام 35 عاماً والذي تعلم الوشم على يد احد المدربين عندما كان في سوريا، وأضاف: يتم عمل الوشم بطريقتين احدهما دائمة لا تزال إلا بعملية في الليزر وهي طريقة ثقب او دق الجلد بإبرة ويتم وضع اللون المرغوب به في المكان الذي تفرغ بإبرة ويستخدم هذا النوع في رسم الحواجب وتحديد وتلوين الشفاه اما الطريقة الثانية وهى طرق مؤقتة تدوم حسب جودة الألوان والطريقة فهي طريقة الرسم بالألوان من خلال محترفين متخصصين في هذا المجال او من مستخدمي الحنة. واشار وسام إلى أن الغرض من استخدام الوشم ليس تجميليا فقط يتبع الموضة بل قد يكون خافياً لبعض العيوب كالوشم الذي يرسم على مكان شوه بفعل حادث او حرق مما سبب تشوها في الجلد. وتابع وسام حديثه: تختلف الأشكال التي تطلبها الإناث عما يطلبه الذكور، فالمرأة تفضل دائماً نقوش الأزهار والفراشات فضلاً عن العيون ورموز الحب والأسماء واغلبها تكون في مناطق غير مكشوفة من الجسد أو على الذراع بينما يفضل الذكور أشكال الحيوانات كالأسد الذي يرمز للقوة أو التنين والأفاعي والجماجم البشرية والعقارب.ورغم انتشار هذه الظاهرة وبشكل كبير بين الشباب من كلا الجنسين إلا أن المجتمع العراقي مازال يعتبرها من السلوكيات الدخيلة وغير المرغوب فيها ربما بسبب تحريمها من قبل الدين الإسلامي.
الوشم ظاهرة سلبية ام حرية شخصية؟
نشر في: 9 يناير, 2012: 09:38 م