صوفيا / محمد خلفتتواصل تفاعلات مجزرة " اولو دره" التي ارتكبها الجيش التركي بحق 35 مهربا كرديا اثناء عبورهم الحدود مع العراق ،ومع نقل القضية الى مكتب المدعي العام الذي طلب من رئاسة الاركان وضع كل التسجيلات المرئية عن العملية العسكرية بين يديه ،تكون القضية قد ارتقت الى مرحلة جديدة يواجه فيها رئيس الحكومة شارعا كرديا غاضبا بسبب تستره في البداية على الجريمة ورفضه الاعتذار رسميا مكتفيا بالاستعداد لتعويض العوائل المنكوبة ،
وهو ما دفع رئيس حزب السلام و الديمقراطية صلاح الدين ديميرطاش الى " خلع الشرعية عن رئيس الحكومة اردوغان".وتمر علاقات اردوغان بالمؤسسة العسكرية بأزمة صامته بعد نفي جهاز الاستخبارات معلومات روج لها العسكر عن تسلمه تقارير استخباراتية بأن المجموعة المتسللة عبر الحدود تابعة لحزب العمال الكردستاني المحظور.ويجمع المحللون الاتراك على ان هذه الحادثة ستجعل من الملف الكردي القضية الاكثر اثارة للنقاشات السياسية و الاجتماعية خلال العام الجديد الذي سيتم خلاله كتابة و صوغ الدستور" من دون ان تستبعد " ان تندفع الحكومة نحو نهج اقسى في محاربة العمالي الكردستاني بسبب تصعيده لعملياته العسكرية و حربه التحريضية.ما يعقد المشكلة امام اردوغان هو ان ضحايا المجزرة شبان عشائر عرفوا دائما بوقوفهم الى جانب الدولة و التحقوا بفصائل " حماة القرى" التي تدعم الجيش في حربه ضد العمالي الكردستاني ،وذهب بعض المراقبين الى اعتبار العملية العسكرية تصفية حسابات مع حكومة التنمية و العدالة ورئيسها من جانب قوى داخلية و خارجية " مشيرين الى " معلومات سربت عن قصد حول تحرك مجموعة ل" العمال الكردستاني" باتجاه الاراضي التركية ،وعن خطة اعدها عملاء مزدوجو الهوية يعملون بالتنسيق مع الكردستاني و اجهزة الاستخبارات ارادوا الايقاع بين العشائر الكردية و اجهزة الدولة واظهار فشل المؤسسات في حربها ضد الارهاب.وذهبت بعض الصحف التركية الى الحديث عن مؤامرة خارجية مدبرة للانتقام من اردوغان وتصفية الحسابات مع حكومته بسبب نهجها الداعم للثورات في العالم العربي و وقوفها الى جانب المعارضة السورية ضد الاسد".في هذا الخضم كشفت تقارير تتمتع بالصدقية عن ان حزب العمالي الكردستاني يتجه الى القاء السلاح قبل صيف العام 2012 في حال لم تحصل تطورات دراماتيكية تمنع مثل هذه الخطوة على غرار ما حدث قبل عامين عندما تحولت عملية استسلام مجموعات من مقاتلي الحزب الى استعراض عضلات استفزازية جيشت المشاعر القومية في اوساط المجتمع وقيام اطراف في الكردستاني بنشر تسجيلات عن مفاوضات سرية بين رئيس المخابرات حقان فيدان وقيادات كردية في عاصمة اوروبية. يقول المحلل عوني أوز غورال في مقال نشره في صحيفة " راديكال" التركية " ان اردوغان يبدو عازما في ولايته الاخيرة على الاقدام بخطوة جريئة بحل المشكلة الكردية ليس بالقضاء على العمالي الكردستاني ولكن تهميشه بحيث لا يعود يشكل خطرا او تهديدا للامن القومي و الاستقرار السياسي في البلاد ،وانه تمكن من اقناع الجهاز البيروقراطي في المؤسسات الامنية و العسكرية بخياره السلمي".ويكشف غورال " ان مشروع الحل الديمقراطي الذي يشرف على تنفيذه نائب رئيس الحكومة بشير اطالاي قطع اشواطا كبيرة ،اذ لم يتبق بعد خطوات الاعتراف بالهوية الكردية سوى اجازة تعليم الكردية في المدارس الحكومة تعليما اختياريا وتعديل قوانين الادارة المحلية لمنح الاقاليم حكما اداريا شبه ذاتي مع حق انتخاب الولاة و المحافظين بدلا من تعيينهم واصدار قانون خاص بالعفو عن قيادات الحزب و مقاتلية " مقابل ان يقوم العمالي الكردستاني بالنزول من الجبال والقاء السلاح وعدم احتفال الطرفين الحزب و الحكومة بالنصر "وفقا للاتفاق السري بين الجانبين.
مجزرة "اولو ديره"هل ستفتح الطريق أمام اتفاق السلام السري بين اردوغان و ب ك
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 9 يناير, 2012: 09:43 م