TOP

جريدة المدى > سياسية > الصراع فــي العراق سببه الطائفية السياسية

الصراع فــي العراق سببه الطائفية السياسية

نشر في: 9 يناير, 2012: 10:10 م

 ترجمة المدى الأزمة السياسية الحالية في العراق غالبا ما يتم تصويرها على أنها صراع طائفي بين رئيس الوزراء من جهة و نائب رئيس الوزراء و نائب الرئيس من جهة أخرى . هذا الأمر ليس صحيحا، فكلتا الطائفتين  مستهدفتان من قبل الجهاديين.
لا يمكن لأحد ان ينكر وجود الطائفية في العراق، الا ان نظرة دقيقة الى الصراع داخل  الطائفة الواحدة، الذي يصل احيانا الى الصراع  الدموي، تساعدنا في رسم صورة مختلفة . ان الحرب التي وقعت  من قبل  داخل الطائفة الواحدة بين المسلحين السنة و الجهاديين الاجانب من السنة ايضا، بالاضافة الى زخم القوات الاميركية عام 2007 ، هي التي ساعدت العراقيين في تحقيق الاستقرار النسبي. في نفس الوقت جرت معركة بين الجيش العراقي و المليشيات الشيعية في البصرة . اليوم و لسوء الحظ تتحول الصورة الى قصة مضللة. صحيح كان هناك بعض الاستقطاب على خلفية طائفية بعد طلب رئيس الوزراء المالكي سحب الثقة عن نائبه صالح المطلك و اتهاماته لنائب الرئيس طارق الهاشمي بالإرهاب ،لكن  مع ذلك فان العنف الطائفي في العراق يعود توقيته الى الموقف السياسي المعقد الحالي . القاعدة و المنتمون اليها يعتمدون على العملية السياسية غير المستقرة و يحاولون  سحب العراقيين البسطاء الى صراع مفتوح . اليوم لا يتقاتل السنة و الشيعة في العراق، بل ان الجهاديين هم الذين يقتلون كلتا الطائفتين، فقد  ذكرت التقارير الامنية بأن اثنين من الجنود السنة تصارعا مع انتحاري و ابعداه عن  الزوار الشيعة في الناصرية .الازمة السياسية ليست طائفية بكاملها. فلقد استخدم المالكي، في مناسبتين منذ صدور مذكرة القبض على الهاشمي، سياسة السلطة الداخلية الطائفية لاستعراض عضلاته. ففي البداية هدد بشكل غير مباشر حلفاءه الصدريين من خلال مذكرة الاعتقال القديمة، ثم جاء بعصائب اهل الحق الى الواجهة السياسية لتكون ثقلا مواجها للصدريين. سرعان ما تم دفن اصدار مذكرة الاعتقال ضد السيد مقتدى الصدر، الا ان الحكومة مازالت تشدد على جلب عدو الصدريين الى الطاولة .من جانب آخر، فان كتلة العراقية منشقة بالأساس، و العراقية البيضاء المعارضة في البرلمان ، تشهد انشقاقات  في الأشهر الأخيرة حول مسألة الحكم الذاتي للكرد . و بخصوص قضايا مثل الفيدرالية لم يكن هناك انقسام طائفي منذ ان انقسمت الاحزاب السنية و الشيعية على نفسها . بالاضافة الى ذلك، فإن رئيس البرلمان اسامة النجيفي رفض التخلي عن منصبه عندما دعا رئيس الكتلة العراقية اياد علاوي الى مقاطعة البرلمان، و يوم الخميس الماضي خالف سبعة اعضاء من العراقية تعليمات رئيس كتلتهم و عادوا الى البرلمان برسالة قوية هي ان " الحوار هو الحل الوحيد ". الخلافات الداخلية في الاحزاب السنية هي دليل آخر على عدم صحة  كون الصراع طائفيا ، فالنجيفي كان مؤخرا على اتصال وثيق بالمالكي للتهيئة للمؤتمر الوطني الذي يهدف الى تسوية العقدة السياسية . ربما تناسى البعض بان المالكي و علاوي ينتميان الى طائفة واحدة الا ان احدهما علماني و الآخر اسلامي، و ان التصادم بينهما لا علاقة له  بالطائفية اطلاقا .من جهة اخرى، فان المرجع الاعلى آية الله السيستاني يلوم السياسيين على الازمة الاخيرة دون ان ينحاز الى جانب معين. في عام 2005 وقف السيد السيستاني الى جانب الاحزاب السياسية الشيعية و ساعدها في تولي السلطة. اما اليوم فانه يرفض مقابلة السياسيين بغض النظر عن طائفتهم لأنه يؤمن بأنهم فشلوا في توفير الخدمات للمواطنين. ان التنافس السياسي و ليس الطائفي هو الذي يسود السياسة في العراق . عن: الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

رئاسة الحكومة بين السوداني والمالكي: غياب باقي المنافسين والحسم في شباط
سياسية

رئاسة الحكومة بين السوداني والمالكي: غياب باقي المنافسين والحسم في شباط

بغداد/ تميم الحسن قرر "الإطار التنسيقي" تأجيل الإعلان عن مرشحه لرئاسة الحكومة إلى اللحظات الأخيرة التي تتيحها "التوقيتات الدستورية". ويعوّل التحالف الشيعي على الفترة الممتدة بين 45 يومًا وشهرين، ريثما يُنتخب رئيس الجمهورية، لاحتواء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram