في مطلع القرن العشرين نجح الشيخ محمد عبده إمام الجامع الأزهر في إحداث هزة قوية في أساليب ومناهج التدريس في الأزهر ، فكان ذلك مثالا لجميع المدارس الدينية في العالم الإسلامي ، وشرعت بعض النخب من علماء الدين بتبني دعوات إصلاحية لتطوير الدراسة ونبذ الأساليب القديمة . ومنذ العشرينات من القرن الماضي ظهر تيار تنويري في أروقة المعاهد والمدارس الدينية في مدينة النجف ، حاول التوفيق بين المعطيات الحضارية الجديدة وما استقر من منهج الدراسة النجفية التقليدية وأساليبها ، فضلا عن الشعور الطاغي بضعف الخطابة الدينية وتخلف اغلب خطباء المنبر الحسيني عن مواكبة روح العصر .
وفي مثل هذا اليوم من عام 1935 تأسست في النجف جمعية دينية تنويرية باسم منتدى النشر ، تنادى إلى تأسيسها جماعة من فضلاء علماء الدين لغرض الأخذ بالعلوم الدينية جنبا إلى جنب العلوم الدينية ، وفي مقدمتهم الشيخ محمد رضا المظفر ، وضمت أسماء علمية مرموقة مثل محمد تقي الحكيم وعبد المهدي مطر وهادي الفياض ، وقد كانت جريدة الهاتف لصاحبها الأديب النجفي جعفر الخليلي مستمرة آنذاك بالدعوة إلى إصلاح الخطباء وتوسيع قابلاياتهم الفكرية وملكاتهم الأدبية ، فتبنت جمعية منتدى النشر تلك الدعوة وفتحت صفوفا في مدارسها لتدريس الخطباء وإعدادهم منهجيا لارتقاء المنابر ، وكان ذلك من اخطر جهودها ، فلقيت عنتا ومعارضة قوية من المحافظين أعداء كل جديد الذين عصفوا بالأمر ، على الرغم من فتوى الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء بتأييد مشروع الجمعية ، فأغلقت صفوف الإصلاح بعد أن تخرج فيها خطباء مفوهون ، ولعل أشهرهم الخطيب الجهير الشيخ احمد الوائلي . وقد أغلقت جمعية منتدى النشر في ستينات القرن الماضي ، وبعد عام 2003 بدأت فكرة إحياء الجمعية لأهميتها وموضوعية أهدافها . رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: جمعية تنويرية في النجف
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 يناير, 2012: 06:52 م