جعله المرض حبيس كرسي ذي عجلات، لا يكتب ولا يتكلم إلا بواسطة كمبيوتر خاص. تزوج وأنجب ثلاثة أطفال. ساهم في صوغ نظرية «الانفجار الكبير» عن نشوء الكون قبل قرابة 13.5 بليون سنة. ويعود إليه الفضل في بلورة النظرية الحديثة عن «الثقو
جعله المرض حبيس كرسي ذي عجلات، لا يكتب ولا يتكلم إلا بواسطة كمبيوتر خاص. تزوج وأنجب ثلاثة أطفال. ساهم في صوغ نظرية «الانفجار الكبير» عن نشوء الكون قبل قرابة 13.5 بليون سنة. ويعود إليه الفضل في بلورة النظرية الحديثة عن «الثقوب السوداء» التي رأى أنها تحدث بأثر من انهيار الشموس الضخمة. كما ساهم في صوغ نظريات عن إمكان وجود «أكوان موازية» تشبه كوننا، لكنها تختلف عنه أيضاً. ويستمر في العمل على توحيد النظريات الأساسية في الفيزياء النظرية (وهي وثيقة الصلة بالرياضيات)، خصوصاً النسبية بشقيها العام والخاص من جهة، وفيزياء الكمومية التي أرساها علماء مثل ماكس بلانك وإرفينغ شرودنغر وورنر هايزنبرغ. ويهتم بشدّة بمسألة وجود حضارات كونية، وبحث إمكان التواصل معها. وذاع صيته جماهيرياً بداية من العام 1993، بفضل تأليفه كتاب «موجز لتاريخ الزمان»، الذي شرح فيه نظرته إلى الكون والجاذبية والزمن والسرعة والمسافة والضوء والطاقة. ويشمل الكتاب عرضاً سريعاً للنظريات الأساسية في الفيزياء والرياضيات، التي شكّلت أساساً للثورة العلمية التي بدأت مع جاليليو ونيوتين. ويرى هوكينج أن بعض مجالات الكون، على الأقل، يعمل بقوانين رياضية دقيقة. ولذا، يحثّ على إنفاق بلايين الدولارات لصنع ماكينات ضخمة تستطيع دراسة المُكوّنات الأكثر أساسية للمادة والطاقة (بما فيها الجاذبية)، مثل مُصادم «هادرون» الكبير التابع لـ «المركز الأوربي للفيزياء النووية» في جنيف (سويسرا).
في طفولته، كانت القطارات الكهربائية حلمه الدائم. أهدته عائلته قطارات تعمل بالزنبرك، لكنها لم ترضِه أبداً. في مراهقته، انجذب إلى صنع نماذج للسفن والطائرات. لم يكن ممن يتقنون العمل بأيديهم (بل سيُقعد كلياً في مراحل مبكرة من عمره)، لكنه تعاون مع صديق له في صنع هذه النماذج. وفي مراحل دراسته المختلفة، مال هوكينغ دوماً إلى البحوث والاختبارات أكثر من ميله إلى إنجاز المقررات الدراسية. ولذا، لم يكن مستواه المدرسي متألّقاً، بل إنه لم يتجاوز المستوى المتوسط. أطلق عليه زملاؤه لقب «أينشتاين» تهكّماً عليه، بل إن بعضهم راهن على أن هوكينج لن يُفلح في إنجاز أي شيء في حياته. وقبيل اختتام المرحلة الثانوية من الدراسة، قرّر هوكينغ التخصّص في الرياضيات والفيزياء، تأثراً بمدرسه في هاتين المادتين. في المقابل، رغبت أسرته بشدّة في أن يكون طبيباً، لكنه لم يحب علم البيولوجيا، الذي رأى فيه مجالاً للأشخاص المتواضعي الذكاء.ثم نال منحة للدراسة في جامعة أكسفورد البريطانية. أمضى هوكينج 3 سنوات في هذه الجامعة العريقة، وبعد فترة ليست طويلة لم يجد في الجامعة ما يغذي طموحاته وشخصيته الحيوية، فقد أحس بأن الجامعة مملة، تماماً كما سيفعل بيل جيتس (المؤسس الأسطوري لشركة مايكروسوفت) بعده بسنوات طويلة. والطريف أن كليهما رأى في الجامعة مؤسسة غير ذكية، يمكن التقدّم فيها بمجرد الفوز في امتحان عند نهاية كل سنة دراسية.
أصيب جهازه العصبي بمرض «التصلّب الوحشي الضموري»، في السنة الأولى من دراسته الجامعية.
وبالرغم من قسوة هذا المرض الذي يعني فقدان الإنسان السيطرة على تحريك أعضائه تدريجيًا لكن لم يفت هذا الأمر في عضده، على الرغم من تأكيد الأطباء عدم وجود دواء له، بل توقّعوا أن يسوء حاله باطراد، وصولاً الى الموت شللاً. ويبدو أنه عقد العزم على مقاومة المرض، خصوصاً بعد أن أحب فتاة، ما لبث أن خطبها وتزوّجها وأنجب منها، ثم... انفصلا.
وبالفعل تمكن هوكينج من تحدي مظاهر إعاقته، مستخدمًا التقنيات الحديثة التي ساعدته على الكتابة والإنتاج العلمي، وأصدر عددًا كبيرًا من الأبحاث العلمية التي أحدثت صدى واسعًا في أرجاء العالم، ثم صدر كتابه «موجز لتاريخ الزمان» الذي اصبح حديث الأوساط البحثية في زمن قياسي، وتتابعت طبعاته إلى ما يزيد على أربعين طبعة بالإنجليزية، وتُرجم إلى معظم اللغات الحيّة، وبينها العربية.