بابل / إقبال محمدحذر رئيس فرع طب المجتمع في جامعة بابل الدكتور حسن علوان بيعي خبير منظمة الصحة العالمية من المخاطر الجسيمة لتناول السكائر والاركيلة (المعسل والشيشة والجراك) وذلك لاحتوائها على كميات من البولونيوم المشع الذي يتسبب بأمراض سرطانية، مناشدا أولياء الأمور والجهات الصحية بمراقبة أبنائهم والأماكن التي توزع بها هذه الأنواع من السكائر والاركيلة.
وأوضح الدكتور بيعي أن المواد المشعة تدخل في صناعة التبغ عبر استخداماته في مكونات السكائر والجراك والمعسل، حيث تدخل النظائر المشعة الطبيعية في تلك المكونات، وهي بعد جديد في التقدير الكيفي والكمي، حيث أن نباتات التبغ تتم زراعتها وتسميدها بالأسمدة الفوسفاتية التي تحتوي على نسبة من النظائر المشعة الطبيعية، ومن أهمها عنصر الراديوم الذي يتحلل بسرعة إلى نظائر أخرى مشعة مثل البولونيوم والرصاص وهو ما يتم امتصاصه من التربة إلى أوراق النبات عبر المثيل الغذائي لنبات التبغ.وتابع الدكتور بيعي قوله: إن الأسمدة الفوسفاتية لها أهمية كبيرة في رفع جودة أوراق التبغ وإضافة النكهة اللازمة لها، بعد أن يتم حصاد أوراقه، تمر بمراحل معالجة مختلفة متمثلة بالتجفيف والتعتيق، ومن ثم التصنيع، ويستغرق ذلك مدة زمنية تقدر بثلاثة أعوام قبل وصولها إلى المستهلك.مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تعرض جسم الإنسان خارجيا لجسيمات (ألفا) ليس له مخاطر صحية تذكر، مقارنة بالتعرض الداخلي عند تغلغل المادة المشعة المخدرة إلى أنسجة الجسم الداخلية بعد استنشاقها. وأضاف إن عنصر البولونيوم الذي ينتقل مع دخان السكائر إلى رئة الإنسان الذي يعرض أغشية الجهاز التنفسي إلى جرعة إشعاعية عالية ويتعرض الإنسان لهذا العنصر بشكل طبيعي عن طريق تحلل غاز الرادون، وهو غاز طبيعي موجود في الهواء الجوي لكن مستوى التعرض يختلف حسب مستوى تركيز غاز الرادون في الجو والظروف الجيولوجية والمواد المستخدمة في البناء، وان تعرض الإنسان للإشعاع يعد من الأسباب الرئيسة للإصابة بالإمراض السرطانية.وتابع قائلا: تحتوي السكائر والجراك والمعسل على كمية من البولونيوم الشمع، الأمر الذي يزيد من نسبة الإصابة بالسرطان الرئوي إلى جانب المسببات الأخرى للمكونات الكيميائية الموجودة في السكائر المستوردة كالنيكوتين والبزوبيرين، فضلا عن وجود مواد مخدرة تضعف حركة الجسم مستقبلا.داعيا في الوقت ذاته، الجهات ذات العلاقة إلى ضرورة القيام بواجبها الإنساني والرقابي بمحاسبة القائمين على الأماكن المخصصة كالمقاهي والمنتديات لتناول المعسل والسكائر والاركيلة ومحاسبة بعض ضعاف النفوس من التجار للمتاجرة بأرواح العراقيين الأبرياء وما يحصلون عليه من مكاسب مالية كبيرة وسريعة، مناشدا اولياء امور الطلبة والشباب بعدم تناول هذه الأنواع لما لها من مخاطر صحية واجتماعية وقد تسبب انحرافات لأخلاقيات البعض من الشباب.
مختصون يحذرون من انتشار ظاهرة التدخين والأركيلة

نشر في: 10 يناير, 2012: 07:48 م