اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > استطلاع دولي:العراقي غاضب وخائف من عودة الاقتتال الداخلي

استطلاع دولي:العراقي غاضب وخائف من عودة الاقتتال الداخلي

نشر في: 10 يناير, 2012: 09:06 م

 بغداد/ وائل نعمة اضطر "موفق" ان يغلق متجره في منطقة بغداد الجديدة بعد تراجع سوق "الحفلات "كان الشاب يجلس وراء مقود سيارة صفراء ويتذكر ليلة رأس السنة الاخيرة في عام 2007  حينما قام بتأجير فستان سهرة لإحدى زبائنه وكانت اشبه بمباراة الاعتزال موفق  صاحب محل لتأجير بدلات الاعراس
 وفساتين السهرة وتزين السيارات وبيع مستلزمات الاعياد وحتى كان لهم عمل موسمي في صنع "كيكة الميلاد" يشير الى انه تحول لسائق سيارة اجرة بعد ان سادت مظاهر الحزن والملابس السوداء و"جوادر العزاء" في العامين 2006 و2007،ويضيف " تعرضت لتهديدات من قبل جماعات متطرفة باغلاق المحل ومن ثم تراجع الاقبال على الايجار للملابس وقلت الاعراس لم يعد هناك مكانا للفرح"!. الحزن وقطع الاقمشة السوداء اصبحت علامة مسجلة لبغداد والكثير من محافظاتنا يافطات النعي لا تزال معلقة على الجدران على الرغم من سقوط لونها وتمزق بعضها ،وصور الشهداء ترتفع على الاعمدة وعلى سطوح بعض المنازل وحتى البنايات المدمرة والاخرى التي اصبحت اشبه بـ"المنخل " جراء تزاحم الاطلاقات النارية على جدرانها لا تزال موجودة الى اليوم شارع حيفا من بداية وزارة العدل المتروكة الى نهاية العمارات السكنية الشهيرة تثير الاحباط ورائحة البارود محسوسة! فضلا عن مناظر الازبال والشوارع المحفرة وانتشار المتسولين واطفال الشوارع كلها ترسم صورة مأساوية!العراقيون يعانون!  من جانب اخر اصدرت مؤسسة غالوب لاستطلاع الرأي تقريرا تحدثت فيه عن ان  بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق، تنتاب اغلب العراقيين مشاعر سلبية في كل يوم، حيث ارتفعت  نسبة العراقيين الذين يعتبرون ان حياتهم  عبارة عن " معاناة " من 14% في تشرين الاول من عام  2010 الى 25% في ايلول 2011 . وهذا يخالف المشاعر الايجابية التي سادت بين 2008 و 2010 . اما الـ7% من العراقيين الذين يعتبرون حياتهم "مزدهرة" فقد جاءوا ضمن اقل المعدلات التي سجلها غولاب منذ 2008. ويصنف غالوب المشاركين بالاستطلاع  على انهم " مزدهرين" و " معانين" حسبما يعتبرون انفسهم في حياتهم الحالية والمستقبلية على مقياس تصاعدي يبدأ من صفر الى 10 بناء على مقياس كانتريل .نسبة العراقيين الذين يعانون في 2011 هي من بين اعلى النسب في مناطق الشرق الاوسط و شمال افريقيا ، والذين يزدهرون هم من بين ادنى النسب. النسبة المئوية الحالية للعراقيين الذين يعانون لازالت ادنى من نسبة 30% التي سجلت في حزيران 2008 ، اي قبل وقت قصير من نهاية الاقتتال الطائفي في البلاد . مع ذلك، فان الارتفاع الاخير يأتي في وقت حرج مع انسحاب القوات الاميركية من البلاد ومع ازمة سياسية جديدة تهدد باعادة اشعال الصراع الطائفي . "لا نريد الأرض..الحل في السماء "يقول خالد حنتوش استاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد ان العراقيين يخافون من عودة الاقتتال الداخلي الذي حدث في عامي 2006 و2007،مضيفا " نحن مجتمع نعيش حالة ما بعد الصدمة وقد تسبب اضطرابات نفسية وعصبية تؤدي في بعض الاحيان الى حدوث حالات فقدان الذاكرة ".حنتوش يشدد على ان الاطفال هم الاكثر تاثرا بالحياة غير المستقرة وتزيد حالات العدوانية لدى الكثير منهم .والشباب ايضا لهم حصة الاسد في عدم الاستقرار ،حيث الشعور بالعبثية يرتفع الى معدلات مخيفة لا يستطيع من خلالها الشاب التخطيط للمستقبل،مؤكدا بان اغلبهم –الشباب- اعدم لديهم "التخيل" حتى في الدراسة لا يستطيعون ان يعرفوا ماذا سيقرأون او ماذا سيفعلون غدا؟! محذرا من انتشار المخدرات التي يعتقدها حنتوش ظاهرة منتشرة لكنها مختفية تحت الارض بسبب تصدر المشاكل الامنية والسياسية على واجهة الاحداث في البلاد ،مرجحا بروز هذه المشاكل بعد الاستقرار السياسي وتصبح ملفا ثقيلا واخطر من القضايا الامنية.ويؤشر استاذ الاجتماع على موضوع اخر يعتقد بانه يعود الى ضعف انتماء العراقي الى الارض بسبب فقدان الامل بالعيش بصورة كريمة وهادئة لذا ترتفع الطقوس الدينية ويتجه الفرد العراقي الى السماء لانه يريد ان يخرج من الحياة وهو حائزا على جائزة ما "ان لم تكن من الارض فلتكن من السماء".واشار استاذ الاجتماع الى قلة فرص العمل والبطالة قد تزيد من معدلات تخلي الانسان عن واقعه والشعور بالاحباط، والجدير بالذكر ان العراق يضم اكثر من ثلاثة ملايين عاطل حسب تقديرات وزارة التخطيط ،ونسب الفقر في البلاد تصل الى 23% حسب آخر تقرير صدر من بعثة الامم المتحدة الى العراق في شهر تشرين الثاني الماضي . أمراض "سوء التأقلم"! ويضيف تقرير "غالوب" : ان آخر الوحدات العسكرية الاميركية التي غادرت العراق ودخلت الكويت في 18 كانون الاول ،و بعد يوم واحد من الانسحاب وجهت حكومة العراق اتهاما لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي تتهمه فيه بالاشراف على مجموعة ارهابية. بعد عدة ايام، ضربت سلسلة من التفجيرات مدينة بغداد، ما ادى الى مقتل 69 شخصا . وفي الاسبوع الماضي استهدفت موجة من تفجيرات جديدة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram