ســـلام خـــياط أعرب ما يأتي: ضرب زيد عمرو! لا جدال.. الجملة تامة: فعل وفاعل ومفعول به،، ولكن ما بال المفعول به مضموما وكان حريا به (الفتح ) ؟ تلك أحجية النحو والإعراب.. لكن الحقيقة الراهنة، إن زيدا قتل ابن عمرو.. عمرو هذا كان في سنوات العنفوان، قد حذف الواو، ليغدو الإسم( عمر)،قيل تقية، قيل لإثبات الولاء لمتطلبات تلك المرحلة. عمر أعاد حرف الواو بعد السقوط لضرورات مستجدة، عمرو كان شيوعيا قطمرا! ثم تنكب راية البعث، ثم واتته الحمية لينخرط في حزب الدعوة، ثم واتته الجرأة ليستقل بقيادة كيان جديد أطلق عليه اسم (إشدعوة!).. عمرو سني أمه شيعية، زيد شيعي أمه سنية، شقيقه توله في غرام مسيحية، تزوجها على سنة الله وهاجر وإياها.
لعمرو شقيقة اسمها زينب، كانت ناشطة دؤوبة في التجمع النسائي،، عرفت بأناقتها، تلبس الميني جوب وتمارس السباحة في المسبح المختلط في نادي النخبة. زينب تحجبت الآن، صار اسمها زنوبة، طرة خفيفة موشومة على جبهتها، فهي تؤدي صلواتها في مواقيتها، تبشر باعتزامها ارتداء النقاب، تقربا إلى الله لنوال مقعد صدق في الجنة... لزينب ( زنوبة ) ابنة يافعة أطلقت عليها اسم ( مغانم ) بعدما فتح الله عليهم أبواب الرزق قبل السقوط وبعده.أم مغانم مغرمة باقتناء الحلي، تغض النظر عن مغامرات الزوج، ما دام يهديها عقدا ثمينا بعد كل مغامرة... أبو مغانم رجل أعمال، ترك الوظيفة الحكومية المتواضعة واشتغل بالتجارة، شريكا ( فيفتي فيفتي ) مع شخصية نافذة في الحكم، احتكر سوق الاستيراد: من السيكاير للمشروبات الروحية إلى براميل النفط. يرعى حديقة أم مغانم فلاح ذكي اسمه (مهاوش) مهاوش صار مقاولا بعد السقوط، بفضل التوصيات من زيد وعمرو، مهاوش غدا واسع الثراء، مهاوش الذي ترك مدرسة محو الأمية، صاريفضل بدلات ( فيرساتشي ) وأربطة ( إيف سانت لورانت) على غيرها من الماركات. مهاوش اشترى مزرعة وابتنى قصرا، وتزوج ثالثة، وجاء بمن يخدمه ويرعى شؤون البستان، أكلت الغيرة فؤاد زوجته الثانية وشقيقها البرلماني، فاستأجرا من يقتله، لم تصب الإطلاقات من مهاوش بمقتل، بل تركته مقعدا نصف مشلول، تركته الزوجة الشابة وأقامت عليه الدعوى للمطالبة بالمهر المعجل وقدره (سبعة كيلو غرامات من الذهب الخالص عيار 24.. و..و..و. والآن، سأحلفكم بمقدساتكم، هل فهمتم من هذه الثرثرة شيئا ؟ هل تساميتم على الأحقاد والضغائن ،هل استمتعتم ببلاغة ؟ ببيان ؟ ببديع ؟ هل علقت في الذاكرة ومضة علمية أو جذاذة ثقافة ؟ ما ذنب المواطن يجرجر لمعمعة فلان نابز فلانا، فلان هدد، فلان توعد،هل صبر العراقي وصام ليفطر على بصلة عطنة ؟ ما باليد حيلة، هذا هو الحال الآن،(حيص على بيص) ساح أحمره على أخضره، اختلطت رائحة الروث مع عطور شانيل، تبودلت الأدوار ببراعة متناهية،، صار الدعاة بغاة، صيروا العراق مكبا لنفايات الآراء والصغائر.. وما يدري أهل (الحيص بيص ) إنهم يفعلون بالعراق ما يعف ويأنف عن فعله أعتى الزناة بالمحارم.
السطور الأخيرة: حيص،، بيص
نشر في: 10 يناير, 2012: 10:47 م