 ترجمة /  المدىبعد أن حصل الإخوان المسلمون وحزب النور السلفي على غالبية الأصوات في الانتخابات التي جرت أخيرا في مصر لاختيار برلمان جديد، فاننا سنشهد اختيارا مختبريا نادرا للشرق الاوساط ما الذي سيحدث عندما يتصارع الاسلام السياسي مع الحداثة والعولمة بدون نفط. لقد سيطرت الحركات الاسلامية زمنا طويلا في ايران والعربية السعودية آيات الله في ايران والواهبيون السلفيون في العربية السعودية، مع انهما كانا قادرين على تشكيل إيديولوجيتهما وثمار الحداثة ايضا،
 لانهما يمتلكان ثروات نفطية لدفع الاموال لقطع أي تناقضات فبإمكان السعودية عدم تفعيل دور المرأة وفرض التقاليد الدينية في مجتمعنا، والبنوك والمدارس، وبامكان ايران معاملة العالم بازدراء وتواصل ابحاثها النووية وتفرض تقييدات ثقيلة سياسية ودينية ايضا. اما المسلمون المصريون فلن يتمتعوا بتلك الرفاهية، وعليهم الانفتاح على العالم، وهم كما يبدون يدركون ذلك، ان مصر ليست دولة نفطية غنية، فهي تستورده، مضافا الى ذلك 40% من موادها الغذائية مستوردة وتشكل السياحة في مصر عشر دخلها الداخلي، مع البطالة المتفشية وتآكل الجنيه المصري إن مصر ستكون في حاجة الى مساعدة من صندوق النقد الدولي، صفقة ضخمة من التوظيفات المالية، والى تطور التربية الحديثة من اجل توفير فرص عمل لكافة الشباب الذين نظموا الثورة ان مصر في حاجة الى الاندماج مع العالم. وقد اعلن عصام العريان نائب رئيس حزب الاخوان المسلمين، "نأمل ان يكون باستطاعتنا سحب السلفيين – لا  أن ندعهم يسحبوننا اليهم – وان كلينا يحاول سحب الآخر حسب احتياجات الشعب"، وقد اوضح العريان ان احزاب الحرية والعدالة والنور والاحزاب الاسلامية، مختلفة عن بعضها جدا، وقد لا تتحالف مع بعضها البعض في السلطة، كما انهم جيدون في الحكم، وآمل ان ينتظر الجميع ليرى الفرق بين "النور" و "الحرية والعدالة". وعن اتفاقية السلام مع اسرائيل قال العريان: "انه من مهام الدولة – وليس من شؤون حزب ما او مجموعة، وقد اعلنا احترامنا كافة الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة المصرية في الماضي"،  واضاف بقوله، "ان التعامل مع اسرائيل سيقرر حسب معاملتها للفلسطينيين، وقال ايضا ان الاقتصاد المصري في مرحلة صعبة ، ولهذا سنهتم ونركز على شؤوننا الخاصة. وفي لقاء مع محمد خيرت الشاطر، نائب رئيس الاخوان المسلمين وخبيرها الاقتصادي اوضح في جلسة معه، ان تنظيمه ينوي الميل نحو العالم، وان الامر لم يعد خيارا في ان يكون الواحد مع او ضد العولمة"، وقال : "هذه الحقيقة وعبر منظورنا نفضل اوسع علاقات ممكنة مع العولمة".اما نادر بكر، المتحدث باسم النور، فقد اكد ان حزبه سيتحرك بحذر قائلا: "نحن الامناء على الشريعة"، مشيرا الى القانون الاسلامي، ثم اضاف، "ونحن نريد ان يقف الشعب هنا، وعلى نفس المبادئ، ولكن بابنا مفتوح لكافة المفكرين وكافة المجالات". وصرح ايضا، ان النموذج الاقتصادي لحزبه هو البرازيل" ، وان حزبه لا يحب النموذج الديني للدولة، واستطيع ان أعدك اننا لن نكون دولة ديكتاتورية اخرى، وان الشعب المصري لن يعطينا الفرصة لكي نكون ديكتاتورية اخرى". وقد نفى حزب النور نواياه بمنع الخمر قائلا المتحدث باسمه "نحو 20.000 من مجموع 80 مليون مصري يحتسون الكحول".فماذا يعمي هذا كله؟ ان الاسلاميين المصريين لديهم قرارات مهمة، بعد وصولهم الى السلطة، ولكن وصولهم المفاجئ لقمة الحكم جاء متوافقا مع انهيار الاقتصاد المصري، وحالما سيعقد البرلمان في 23 كانون الثاني، فان الفرصة مواتية امام الاسلاميين المصريين لانقاذ الاقتصاد – النفط – وهناك "دراما" مشابهة تجري في تونس أيضا.انهم لا يريدون ان تفلت هذه الفرصة منهم، ومع ذلك يريدون ايضا ان يكونوا صادقين مع جذورهم الاسلامية، ويدركون ايضا ان جماهيرهم قد انتخبتهم لتشكيل حكومة نظيفة تامة واصلاح التعليم ومنح فرصة العمل وليس زيادة المساجد. وهذه الحكومة ان نجحت فسيكون تأثير نجاحها كبيرا على مستقبل الاسلام السياسي في المنطقة.rn عن النيويورك تايمز