TOP

جريدة المدى > سياسية > العراق يحوّل العدالة إلى استعراض والاعترافات إلى سيناريو

العراق يحوّل العدالة إلى استعراض والاعترافات إلى سيناريو

نشر في: 11 يناير, 2012: 09:43 م

 عن: نيويورك تايمزكانت الكاميرات تدور و المراسلون على أهبة الاستعداد داخل القاعة. أعطى ضابط الشرطة الاشارة : أدخلوا السجناء. دخل 21 رجلا متهمين بالارهاب و ايديهم مكبلة بالاصفاد و اعينهم الى الارض. هذا اليوم ليس مخصصا للمحاكمة و انما يوم لمواجهة الصحافة .
 على خلفية اعتراضات دبلوماسيين غربيين و متخصصين في حقوق الإنسان، فان القوات الأمنية العراقية  تنقل  عبر الاثير استعراضات دراماتيكية عن كيفية سحقها الإرهاب باستخدام معتقلين يدلون  باعترافاتهم على شاشة  التلفاز الحكومية .بالنسبة للمسؤولين العراقيين، فان عرض السجين هو نوع من الانتصار و يقدم  ردا حادا على اتهام الشرطة و الجيش بالفشل في إخماد الأعمال المسلحة التي تحصل بين الحين والآخر. لكن بالنسبة للكثير من الغربيين، فان هذه الاجراءات  تعتبر غير قانونية و انها سمات  لنظام قضائي مسيس مازال يعتمد على الاعترافات المأخوذة بالإكراه على انها دليل ملموس رغم الكثير من برامج التدريب القانوني التي ساهم فيها الاميركان . كما ان السجين المعروض يزيد من حدة التوترات السياسية والطائفية التي اوقعت الحكومة العراقية في حالة من الفوضى بعد الانسحاب الاميركي مباشرة. بعد ان اعلن مسؤولون حكوميون عن مذكرة اعتقال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، عرضوا اعترافات مسجلة لثلاثة من حمايته اتهموا فيها السيد الهاشمي بالاشراف المباشر على مجموعة قتل متخصصة بقتل رجال الشرطة و بعض المنافسين السياسيين . قالت السلطات العراقية ان هذه الاعترافات  دليل على تجريم السيد الهاشمي، الا ان سياسيين آخرين يرونها هجوما من خلال  استخدام وسائل اعلام الدولة لتشويه سمعة سياسي من طائفة الاخرى . شعر المسؤولون الاميركان والدبلوماسيون الغربيون  الموجودون في بغداد بالخوف وهم يشاهدون الاعترافات المعروضة  على شاشة التلفاز . قال خبير غربي في القانون الدولي " ان عرض أشخاص متهمين بجرائم على شاشة التلفاز او بث اعترافاتهم يعتبر انتهاكا للاجراءات القانونية بالاضافة الى ان ذلك يقوض احترام الانسان للعدالة". واضاف خبراء قانونيون بان ستراتيجيات وسائل الاعلام الحكومية هذه يمكن ان تنتهك المعاهدات الدولية التي وقعها العراق و التي تتضمن حقوقا اساسية للمتهمين بتهم جنائية. و قال خبير غربي رفض ذكر اسمه تجنبا لاستعداء الحكومة العراقية " انه انتهاك لالتزاماتهم الدولية وانتهاك للحقوق التي كفلها الدستور". حتى ان بعض مساندي رئيس الوزراء نوري المالكي انتقدوا قرار عرض  اشرطة اعترافات حماية الهاشمي . مسؤولو القضاء العراقيون انسحبوا  من مؤتمر صحفي دعت اليه القوات الامنية للاعلان عن مذكرة الاعتقال لأنهم ارادوا عدم كشف الاعترافات على الهواء . و قال ابراهيم الصميدعي، المحلل السياسي القريب من المالكي، ان بث الاعترافات قد اضر باحكام الاجراءات القانونية في الدستور العراقي ، و ان هذا العمل يذكرنا كيف كان صدام حسين يتلاعب بوسائل الاعلام من اجل تخويف اعدائه و كشف المؤامرات ضد حكومته . يقول الصميدعي " ان عرض الاعترافات على شاشة التلفاز يعتبر جريمة، و شيء مخجل موروث  من الدكتاتور السابق. كما ان الذي يعرضها يحاول تقسيم ابناء الشعب، فما الفائدة من ذلك؟". الا ان  المسؤولين العراقيين تجاهلوا الانتقادات. ففي بلد تسري  فيه نظرية المؤامرة في مجريات الحياة اليومية، تعتبر الاعترافات و صور السجناء المكبلين  دليلا مقنعا بان المسؤولين العراقيين ينجحون في اصطياد المجرمين. يقول اللواء عادل دحام، احد كبار ضباط وزارة الداخلية " اذا قلنا باننا القينا القبض على زعيم القاعدة، فمن الذي يصدقنا؟ ان عرض الاعترافات هو لاثبات مصداقيتنا، و نحن واثقون بأننا نقوم بالشيء الصحيح ".rn  ترجمة المدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

رئاسة الحكومة بين السوداني والمالكي: غياب باقي المنافسين والحسم في شباط
سياسية

رئاسة الحكومة بين السوداني والمالكي: غياب باقي المنافسين والحسم في شباط

بغداد/ تميم الحسن قرر "الإطار التنسيقي" تأجيل الإعلان عن مرشحه لرئاسة الحكومة إلى اللحظات الأخيرة التي تتيحها "التوقيتات الدستورية". ويعوّل التحالف الشيعي على الفترة الممتدة بين 45 يومًا وشهرين، ريثما يُنتخب رئيس الجمهورية، لاحتواء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram