أمستردام – عدنان أبو زيد: أصيبت عشتار الجبوري بصدمة نفسية، حين اكتشفت ان أفكار الأوربيين حول الجنس لم تكن بـ"السمو" الذي اعتقدته طيلة مرحلة طويلة من حياتها. و عشتار العراقية المنحدرة من أسرة محافظة من كركوك شمال العراق ، ولجأت إلى هولندا منذ العام 1998،
سعت سعيا حثيثا للاندماج في الحياة الأوربية، لتبدو مندمجة شكلا وقالبا على الأقل في مجتمع تغلب عليه الحرية الفردية، والتحرر من قيود طبعت المجتمعات الشرقية لاسيما الإسلامية منها. وبدت عشتار في جزء كبير من حياتها، متحررة أكثر من زميلاتها الشرقيات المسلمات اللواتي يحذرن من الانخراط " الزائد " وتبني سلوكيات غربية. ولم تألف عشتار صداقة الجنس الآخر بمعناها الأوربي، وكانت الصدمة الأولى التي تلقتها في امستردام، حين طلب منها صديقها الهولندي الجنس بلا تردد.تقول عشتار: حين رفضت ذلك، لم يبد مايك أي ضجر واكتفى بقبلة طبعها على خدي. وتتابع: لم يعد يطرح الموضوع مرة أخرى.لكنه اعتبرها زميلة دراسة وليس صديقة. وتقول عشتار ان مايك يعني ما يقول، فالصديقة بمثابة الزوجة في غالب الأحيان في هولندا. ومن وجهة نظر عشتار فان مايك لا يمارس الحب أو الجنس بطرق "مخفية" مثلما الرجل العربي أو الشرقي.إشكالية الاختلافويثير ليث إسحاق وهو شاب عراقي ترعرع في هولندا إشكالية اختلاف الثقافات لاسيما ما يتعلق، بالعلاقة العاطفية والثقافة الجنسية، فمازال الأوربيون يتعاملون بـ"فوقية" إلى الثقافات الأخرى، ويعتبرون سلوكهم وثقافتهم في هذا المجال أكثر انفتاحا ورقيا.ويؤكد إسحاق ان تجربته الحياتية في أمستردام تشير الى أن البعض ينظر الى أمم آسيا وإفريقيا على انها اقل تطورا فيما يتعلق بالسلوك الاجتماعي وتنظيم المجتمع لاسيما العلاقة بين الرجل والمرأة.ويشير اسحاق إلى صديقته ياشكا التي ترى ان الشرق يحتاج إلى ثورة جنسية كالتي اجتاحت أوربا في خمسينيات و ستينيات القرن الماضي، مرددا ما قاله يوما صديقه الهولندي : ان الدول العربية تعيش في ظلام "القرون الوسطى".ويتصور إسحاق بحكم تربيته الثقافية ان جل هم الرجل العربي هو الجنس وهو شغله الشاغل، أما المرأة العربية فهي مشروع بريء للجنس وهي شبقية الى حد كبير بسبب الجوع الجنسي.ويندهش إسحاق كيف يمكن لامرأة ان تصبر على عدم ممارسة الجنس الى ان تتزوج. يقول اسحاق لكاتب المقال : عقل الغربي تحرر من سلطة الجنس، ولهذا بدا يفكر في الجوانب الإبداعية.ويقول الشاب المغربي عبد الله محمد كيف ان مجموعة من النساء المسلمات لم يسمحن لأنفسهن بالاستمرار في سماع محاضرة صحية عن الجنس تضمنت عبارات صريحة.ويضيف عبد الله الذي ترعرع في هولندا انه حين أشارت المحاضرة الى ضرورة مداعبة مناطق معينة فى الجسم، وهى الشفاه، والثدي، و الحلمات، كان هناك استياء من الحاضرات، حتى إذا استمرت المحاضرة في حديثها عن ضرورة الشعور على الأقل برعشة صغرى واحدة قبل الإيلاج عن طريق مداعبة وإثارة البظر " G Spot "، خرجت النساء محتجات على ذلك.فالمخرجة السينمائية الهولندية ساني بيرخمان ترى في سلسلة درامية تحمل اسم "الجانب المشرق من الجنس" Sunny side of sex " ان أوربا ليست نهاية المطاف.وتقول : اننا إباحيون إلى حد مقرف وربما يمكن ان نتعلم من اولئك الذين نعتبرهم الأدنى في سلم الرقي.وتصور بيرخمان مشهدا لمدرسة ابتدائية في أوغندا يتلقى فيها الأطفال درسا حول أهمية استمتاع الطرفين في العلاقة الجنسية فيما ينفجر الأطفال بالضحك في الصف الدراسي المزدحم، لكنهم أيضا يتحدثون عن رؤاهم عن الجنس.وتشير بيرخمان كيف ادهشها منظر أصحاب خبرة في الحياة يقدمون النصح للنساء حول أفضل طرق تحقيق المتعة لأزواجهن في الفراش.وتصف بيرخكتن مارات في حوار لها مع إذاعة هولندا العربية ذلك : تضطجع امرأة على الفراش وتشد بيدها الشفرين الداخليين للفرج، لكن بطريقة إيحائية تبدو في الكاميرا مثل ظلال متماوجة لكنها دالة.الأكثر إثارةوتعتقد الكثير من الأوربيات ان المرأة العربية بسمرتها وعيونها الواسعة وبشرتها الصافية وقوامها نصف الممتلئ اكثر إثارة للرجل من امرأة أوربية قضت ملامح الحداثة وعصر الصناعة على جمالها الطبيعي ليحل محله ديكور مزيف.لكن الرجل العربي الساذج مازال يبحث عن امرأة أخرى، يجدها في الغالب في صور نساء اكتسبن جمالهن من تزويقات "فوتوشوب" وصناعة الجمال المزيف. وتقول خبيرة التجميل سيليفينا لكاتب المقال : نحن على طرفي نقيض، فبينما الرجال الشرقيون يموتون عشقا في المرأة الغربية، حيث البشرة البيضاء والقوام الرشيق والعيون الزرقاء، ينظر الرجل والمرأة في الغرب الى الإنسان الشرقي باعتباره الأقرب إلى الجمال والطبيعة.وتتابع: لكن اغلب الشرقيين يتراجعون عن فكرتهم هذه ، حين يفاجئون بامرأة تقضي اغلب وقتها في العمل ، ورائحة التبغ في فمها وجسدها المصقول بالرياضة القاسية، التي أزاحت عنه مظاهر " الكسل المنزلي المترف " الذي تتميز به المرأة الشرقية.
التحرر الجنسي... الصدمة الأولى للعرب في أوربا
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 15 يناير, 2012: 07:16 م