TOP

جريدة المدى > محليات > المياه الجوفية تهدد آثار بابل بالانهيار

المياه الجوفية تهدد آثار بابل بالانهيار

نشر في: 15 يناير, 2012: 09:35 م

 بابل / المدى فيما يعاني العراق من أزمة خانقة في المياه، ثمة خطر يهدد مدينة بابل التاريخية بالانهيار بسبب تسلل المياه الجوفية إليها، اذ تطفو المدينة على بحيرات كبيرة من هذه المياه. ونقلت وكالة "إيلاف"، عن وسيم باسم من بابل قوله: تعيش مدينة الحلة منذ عقود على بحيرات كبيرة من المياه الجوفية، أثرت بشكل كبير على المباني والآثار التاريخية في مركز المدينة، ولاسيما مدينة بابل التي تقع نحو 5 كلم شمال مركز الحلة.
وينظر حسين الخفاجي بعين القلق إلى بيتين يملكهما، مطرزين بالشناشيل، يطلان على شط الحلة، حيث صمدا طيلة عقود من الزمن بينما اختفت عشرات بيوت الشناشيل التي كانت تطل على النهر والتي كانت احدى سمات مدينة الحلة التي تضفي بهاء ورونقا وهيبة على المدينة.ويرجع الخفاجي أسباب هدم الكثير من البيوت الحلية القديمة الى المياه الجوفية حيث تتصاعد الرطوبة الى الجدران مما يقصر من عمر البيوت الافتراضي.ولا يقتصر الأمر على مركز المدينة فحسب بل ان مدينة بابل الاثرية، هي الاخرى تهددها المياه الجوفية.ويقول الباحث الآثاري سليم محمد ان الجهات المعينة تعرف هذه المشكلة منذ سبعينيات القرن الماضي، لكن الإجراءات تعلن ولا تنفذ في كل مرة، مشيرا الى انه "اذا تمعنت في جدران مدينة بابل ترى ان ما أتلفته الرطوبة من رسوم ونقوش ليس بالإمكان ترميمها بعدما بلغت الأضرار حجما كبيرا".وكان أساتذة وباحثون جيولوجيون في جامعة بابل، حذروا الأسبوع الماضي من مخاطر المياه الجوفية على المباني الأثرية.المتغيرات الجيولوجيةوبحسب رئيس قسم الأرض التطبيقي عامر عطية لفتة في جامعة بابل فان خبراء بحثوا في ندوة تأثير المتغيرات الجيولوجية في المباني الأثرية ومدى تأثير مشاكل التربة في تلك المباني والطرق الحديثة المعتمة في المعالجة وتأثير المياه الجوفية في أسس المباني. وكجزء من محاولة إعادة ترميم مدينة بابل التاريخية شرعت الجهات المعنية في عهد النظام السابق الى إعادة بناء البنية التاريخية بصورة عشوائية، أفقدت المباني خصائصها التاريخية، وفي حينها استخدمت الخرسانة المسلحة لمنع التأثير السلبي للمياه الجوفية.زحف المياهوعلى الرغم من ان اكرم العتبي من منطقة البكرلي في بابل، استخدم الخرسان المسلح في بناء بيته، لكنه يرى ان البيت لن يكون بمأمن عن المياه الجوفية التي يعاني منها سكان المنطقة.ويرجع العتبي الزيادة الكبيرة في المياه الجوفية في المدينة الى تسربات الماء من شط الحلة والمناطق الزراعية المجاورة، إضافة الى طينية الأرض، وكذلك بدائية وتقادم نظام الصرف الصحي.وتابع بالقول: ان المناطق في بابل زراعية، وتحتاج الى عمليات ارواء بكميات كبيرة وهذا يؤثر كثيرا على المباني التاريخية، مضيفا ان تقادم شبكات المياه والصرف الصحي في اغلب مدن العراق، جعل المياه الجوفية تختلط بمياه المجاري والصرف الصحي.وبحسب العتبي فان خاصية الامتصاص الشعرية لجدران البيوت والأبنية لاسيما التاريخية منها يسهل صعود الرطوبة، حيث ينتفخ الطابوق، لكنه لا يلبث ان ينكمش في وقت الجفاف مما يساهم في تفتته.عمليات الامتصاصويسعى اغلب المواطنين بحسب اكرم العتبي الى تجاوز مشكلة المياه الجوفية عبر الاستعانة بالأسمنت المسلح كقواعد للبناء، لكن ذلك لن يوقف عمليات الامتصاص للمياه من قبل جدران المباني. ويلاحظ الزائر لمدينة بابل الأثرية كيف تصدعت الجدران وتآكلت الرسوم والنقوش التي بدت هشة بعدما جففت الشمس المياه التي تصعد اليها من جوف الأرض.ومما يزيد من الأضرار هو تسرب مياه الأمطار الى داخل المعابد والهياكل والقصور التي هي في اغلبها تنخفض عن مستوى الأرض مما يؤدي الى تشكل مستنقعات وبرك تجففها أشعة الشمس او تتسرب إلى جوف الأرض.فيما يقول المهندس المعماري قصي حسين ان مدينة الحلة القديمة التي تزدحم بالبيوت القديمة، وبعضها ذات قيمة تراثية، لن تستطيع الصمود طويلا أمام زحف المياه الجوفية، مبينا انه جرت محاولات في السابق لانشاء تصريفات تبعد المياه الجوفية عن البيوت لكنها لم تسفر عن نتائج ايجابية.ويتحدث حسين عن ان ارتفاع منسوب المياه الجوفية في مدينة بابل الاثرية، ادى الى تبني أجزاء جديدة داخل المعمار القديم وهذا يؤثر على القيمة التاريخية للمكان. وتؤدي المياه الجوفية، الى تشبع الأبنية بالرطوبة، مما يزيد من ملوحة التربة التي تؤدي الى تآكل قواعد البناء وتحللها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

اليابان تسجل انخفاضا قياسيا في عدد السكان

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان
محليات

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان

بغداد/ المدى رجح المتنبئ الجوي صادق عطية، هطول الامطار خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان. وقال عطية، إن «الموجة القطبية التي يمر بها العراق بلغت درجة الذروة ابتداء من يومي الثلاثاء والاربعاء»، مبينا ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram