TOP

جريدة المدى > الصفحة الأولى > أحياءٌ يعايشون الموتى في مقبرة ديالى

أحياءٌ يعايشون الموتى في مقبرة ديالى

نشر في: 15 يناير, 2012: 11:18 م

 عن : نيويورك تايمز تضم المقبرة الكبرى في محافظة ديالى أكثر من عشرين ألف قبر، بعضها يعود إلى عام 1600 الميلادي وتغطي مساحة ميل ونصف. هذه المقبرة –التي تقع وسط مدينة بعقوبة-  تضم أيضا ما لا تضمه اية مقبرة اخرى في العالم: أحياء مقيمين فيها، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية توجهت حوالي 25 عائلة الى المقبرة هربا من القرى الفقيرة البائسة التي سيطر عليها المسلحون. يقول المقيمون في المقبرة انها كانت مكانا آمنا، إذ برغم رقود الأموات فيها فانها بعيدة عن التفجيرات والاغتيالات.
 وبرغم انسحاب كافة القوات الاميركية من العراق، فقد بقي هؤلاء مقيمين في المقبرة لأن المحافظة لا تزال واحدة من أكثر المحافظات التي تتعرض للعنف في البلاد.  تنام العوائل فوق القبور التي مضت عليها قرون من الزمن بعد أن شيدت لها أكواخا من الطين، وتستخدم علامات القبور الصخرية لربط حبال نشر الغسيل، اما الأطفال فيستخدمونها للاختباء عند ممارسة لعبة "الشرطة و الحرامية". يقول الطفل محمد – 8 سنوات – " كنا نخاف أن نلعب بين القبور، لكننا الآن اعتدنا عليها، فليس لدينا مكان آخر نعيش فيه وليس هناك من يهتم بنا". عندما تجري مراسيم دفن جديدة، غالبا ما يتجمع هؤلاء الأطفال، البعض منهم يستجدي المال من الحاضرين ويحاول البعض الآخر معرفة كيفية موت الشخص ليعودوا ويخبروا أصدقاءهم بذلك. يقول أكرم ياسر – 40 سنة – احد المقيمين  في المقبرة "من اصعب الاوقات بالنسبة لسكان المقبرة هو العيد والعطل الرسمية الأخرى، حيث يزور المقبرة اناس ينوحون ويولولون على موتاهم وهذا يسبب الخوف لدى الاطفال". وأضاف أبو عدنان – 54 سنة – الذي يعيش مع عائلته في المقبرة بانه غالبا ما يحلم بالأموات الذين يرقدون تحت "بيته"، "أحيانا احلم بأرواح تطلب مني ان انتقل من هذا المكان. يمكنني سماعها وهي تقول تحرك من فوق رؤوسنا، انك ثقيل الوزن ولا يمكننا احتمالك. وأحيانا ادير المذياع واستمع لقراءة القرآن الكريم كي اشعر بالراحة والأمان". تقول خالصة مصطفى- 35 سنة،  ربة بيت تعيش في المقبرة– إنها تخشى الليل لأن المكان مخيف جدا، وتضيف "الفقر دفعنا الى العيش بين الأموات". ليس من المفاجئ ألا تتوفر ابسط الخدمات في المقبرة من مياه جارية أو منظومة تصريف صحي. لذا فقد انشأ المقيمون هناك قنوات صغيرة تحمل قاذورات المياه بعيدا عن بيوتهم، إلا أن هذه القنوات قد تمددت وتوسعت وحملت معها بعض علامات القبور. يقول ناصر الشمري –ناشط في حقوق الإنسان في بعقوبة– "معظم هذه العوائل جاءت إلى هذه المقبرة نتيجة الصراع الطائفي. وإذا لم تواجه الحكومة مشاكل البلاد بجدية، فسيزيد عدد العوائل التي تسكن المقابر في المستقبل".  ترجمة عبدالخالق علي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

 بغداد/ وائل نعمة فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من موسكو لزيارة بغداد، ينفي ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram