TOP

جريدة المدى > غير مصنف > جان دارك.. عندما يتحول البطل إلى مصدر للإلهام

جان دارك.. عندما يتحول البطل إلى مصدر للإلهام

نشر في: 4 يونيو, 2019: 12:39 ص

الكتاب: "جان دارك، قوة متواصلة" تأليف: كاثرين هاريسون ترجمة: المدى ولدت جان دارك قبل 600 سنة، ستة قرون مضت وما زال العالم يتذكر فتاة، كانت لا تعرف، حسب ما قال أفراد عائلتها وصديقتها، غير الغَزْل ومراقبة ماشية والدها، ولكن إن كتب أي واحد منّا اسمها على موقع "امازون"، فسيجد أمامه في الحال 6.000 تقرير عنها، ويحتفظ الأرشيف الوطني الفرنسي بعشرات الألوف من الملفات عنها. وقد خلدتها أسماء كبيرة ومنهم شكسبير، فولتير، توين، شو، بريخت، فيردي، جايكوفسكي، وروبنز، كما قدم تلفزيون CBS مؤخرا مسلسلاً عنها.
من هي جان دارك، ولماذا بقي اسمها خالدا على مر العصور؟ عندما كانت جان دارك في الـ 16 من عمرها - وادّعت أنها العذراء المحاربة، وقد أرسلت من قبل الله لتحرير فرنسا من أعدائها الانكليز - كانت قد مضت ثلاثة أعوام على ظهور الملائكة أمامها، وحتى ذلك الوقت، كانت تلك الأصوات تتحدث معها من فوق كتفها الأيمن، يرافقها نور عظيم، لا يراه غيرها، واحتفظت جان دارك بالسر طوال السنوات الثلاثة لنفسها فقط. وفي العام 1428، عندما ضغطت عليها تلك الأصوات أن تتسلم المهمة التي تهيأت لها من قبلهم، وتم تحويلها إلى بطلة تحدت كل القيود التي كانت مفروضة على المرأة في القرون الوسطى، وأصبحت جان دارك تقود الجيش، لتغير مجرى حرب تواصلت 100 عام. وقد قصّت جان شعرها وارتدت ملابس الرجال، ارتدت درعا وحملت سيفها حسب توصية الله، وبدت متحمسة في قرارها على النجاح في مهمتها التي بدت بعيدة عن المنطق. وتحركت جان بهمة بين النبلاء، وهي لا تجيد القراءة أو المسلك الراقي، وأيضا بين رجال الدين الكبار والمنتمين الى الطبقة المالكة، مصممة القضاء على الأعداء الذين يهددون جيشها، وهي شخصيا رفضت فكرة سفك الدماء، ومن اجل تجذب استخدام سيفها، حملت علما طوله 12 قدما، أمام جنودها، عليه شعار، "حزب مملكة السماء"، وقال شهود عيان إنها كانت مضيئة في المعركة، تحيط بها الأنوار وكذلك درعها البراق، وتحدث أعداؤها عن سحب من الفراشات تتبعها أينما تقدمت. وفي نهاية المعركة، لم تكن جان تحتفل بالنصر، بل تحزن لمن فقدت من رجالها، وكما قال رجال من جيشها، إنها كانت تركع على ركبتيها باكية وهي تحمل رأس جندي من أعدائها وهو يموت، تحثه على الاعتراف بأخطائه، ويقولون أيضاً أن شجاعتها فاقت أولئك المحاربين المتمرسين على القتال، ودموعها تنساب كأي فتاة في السادسة عشرة من عمرها. وبعد سلسلة من الانتصارات، بدأت جان تواجه نتائج عكسية لما تنبأت به "الأصوات".وتم أسرها وبيعها إلى انكلترا وسجنت جان في زنزانة مظلمة أكثر من عام، ثم صدر عليها حكم بالسجن مدى الحياة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، فهي، وبعد رفضها الاعتراف بان تلك "الأصوات" التي سمعتها كانت، "شيطانية"، أحرقت جان (وهي في الـ 19 من عمرها) على عمود أمام حشد يهتفون فرحا من حولها، ثم عرض جسدها المحترق أمام كل من يريد المشاهدة، وبعد مرور ثلاثين عاما في 1450، صدر قراء بإبطال الحكم الذي صدر ضدها، وفي القرن التاسع عشر وبعد الكشف عن المخطوطات التي تخص المحاكمتين، أعلنت الكنيسة، ضم جان دارك إلى قائمة القديسين، في عام 1920.ومثل جميع الشخصيات المقدسة، حيث يفصلها الوجود الأرضي عن الحشود الإنسانية كافة ، لتغدو ذات قداسة في القصة، تبدو جان دارك شخصية لا مثيل لها. وقد دخلت جان دارك الذاكرة الجمعية، كأسطورة حية، وعبر العقود، تم احتضانها من قبل المسيحيين والحركة النسائية والوطنيين الفرنسيين والثوار في المكسيك، ويبدو أن ذكراها ستتواصل ولن يهدأ الضجيج من حولها، فهل يا ترى أن السبب في ذلك يعود إلى أن القصص التي نفهمها سرعان ما يتم نسيانها؟ وتستمر التساؤلات عما حدث: كيف كانت تلك الأصوات التي أمرتها؟ وهل أنها قادت حركاتها في المعركة؟ وماذا عما يقال أنها بلمسة من يدها احي طفلاً ميتا، وقابليتها على توجيه الرياح لتهب وتحرك قواربها الراسية!إننا لا نريد الحديث لتضخيم ما هو غامض، إن الأبطال يتحولون إلى مصادر للإلهام وستبقى قصة جان دارك، حكاية تستعاد على مر الأيام. عن: النيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

مقالات ذات صلة

غير مصنف

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

بغداد/ المدىيعرض معرض "إعادة العرض" الفني، الذي يجمع أعمال فنانين عراقيين من داخل الوطن وخارجه، لوحات حية من تاريخ العراق المعاصر.ويسلط المعرض الضوء، من خلال لغة السينما، على التحديات التي واجهها الشعب العراقي على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram