 كربلاء / علي العلاوي تساءل عدد من مراجعي الدوائر الحكومية في محافظة كربلاء عن جدوى أجهزة التلفزيون في غرف الموظفين، مؤكدين ان هذه الأجهزة باتت سببا اضافيا لتأخير انجاز الأعمال الوظيفية ووسيلة لتسلية الموظفين ليس الا. وفيما يشكل الروتين والاجراءات الادارية المعقدة عبئا ثقيلا على كاهل مراجعي الدوائر الحكومية، تأتي أجهزة التلفزيون والستلايت لتضيف عبئا آخر يتحمل وزره المراجع، فضلا عن اموال الدولة التي تستنزف في شراء هذه الاجهزة.
 ويقول المواطن اسعد غالب في حديثه لـ"المدى": أن اجهزة التلفاز والستلايت موجودة في اغلب غرف الموظفين في دوائر الدولة، ان لم تكن جميعها. ويضيف: لا اقصد بذلك أجهزة التلفاز التي توضع في غرف الاستعلامات، فهذه مفيدة لتهدئة اعصاب المراجعين الذين يقضون الساعات بانتظار انجاز معاملاتهم، ولا تلك الموجودة في مكاتب المدراء والمسؤولين، بل اقصد الاجهزة في غرف الموظفين المعنيين بانجاز المعاملات او اداء واجباتهم الوظيفية التي يتقاضون اموالا من الدولة لقائها، فضلا عن انها باتت سببا في تلكؤ الأعمال.ويوضح غالب انه دخل غرفة الموظفين في احدى الدوائر فوجد الموظفين متسمرون امام التلفاز يشاهدون اعادة بث حلقة من احدى المسلسلات عرضت في الليلة الماضية، وهم يتناقشون فيما بينهم بحماسة على احداث المسلسل، مبينا انه سأل احدهم عما اذا كانوا قد شاهدوا الحلقة في اليوم السابق فأجابه بنعم، فقلت لهم إذن لماذا كل هذا النقاش وانتم تتابعون الحلقة من جديد لماذا لا تنجزون معاملاتنا. ولفت غالب الى انه شعر بالندم على ما قاله اذ ان الموظفين وبطريقة مهذبة عرقلوا انجاز معاملته بحجة اكمال النواقص.كرة القدم أهمالمواطن احمد كمال الدين ذكر لـ"المدى" انه دخل ذات يوم إلى إحدى غرف الموظفين فوجدهم يتابعون مباراة لفريق نادي برشلونة الاسباني ضمن بطولة كأس العالم للأندية التي جرت في اليابان، وكان وقت عرض هذه المباريات صباحا لفارق التوقيت، مشيرا إلى انه تابع المباراة معهم لكونه من مشجعي (البرشة). واضاف انه حين انتهت المباراة كان قد مضى أكثر من ساعتين من دون ان ينجز الموظفون اي عمل، مبينا انه اضطر الى التغاضي عن ذلك وممازحة الموظفين لانجاز معاملته.وتابع بالقول: ما اكتشفته كان اكبر من ذلك، اذ سمعتهم يتفقون على شراء (كارت) بطاقة اشتراك في القنوات الرياضية المشفرة وان يأتي احدهم بجهاز (ريسيفر) من بيتهم ليتابعوا البطولة بأكملها.الإدارات تتحمل ذلكالمواطن علي الحسناوي حمل المسؤولين في الدوائر الحكومية مسؤولية ظاهرة اجهزة التلفاز في غرف الموظفين، مؤكدا ان المشكلة ليست في الموظفين بل بإدارات الدوائر التي تشتري أجهزة تلفاز وتضعها في غرف الموظفين. وافاد بأن موظفا في إحدى الدوائر قدم طلبا إلى مديريته يطالب فيه بشراء جهاز تلفزيون مع ملحقاته الريسيفر والصحن اللاقط والهاتف لأنه ومجموعة أخرى من المهندسين بحاجة إلى ذلك لأنهم في بعض الحالات لهم دوام خفارات. ويشير إلى ان هذا التلفزيون وبدلا من استخدامه مساء وفي الخفارات أصبح مفتوحا طوال ساعات اليوم بل إنه اصبح سببا في تأخر المهندسين عن القيام باعمال الصيانة وغيرها لانشغالهم بمتابعة مسلسل او فيلم او برنامج تلفزيوني. ونوه الحسناوي أن اجهزة التلفاز والستلايت تكلف الدولة اموالا طائلة بالامكان الافادة منها في مجالات اخرى، بل اذا تم احتساب كلف شراء هذه الاجهزة في جميع دوائر الدولة ستكون الحصيلة مبالغ كبيرة جدا تكفي لبناء مجمعات سكنية للأرامل والأيتام وذوي الدخل المحدود.مخالفة قانونية وشرعيةرجل الدين سعد الاسدي اكد في حديثه لـ"المدى" أنه لا يجوز للموظف ممارسة أي عمل خارج إطار ما كلف به وما تعاقد مع الدولة على انجازه، كما لا يجوز له متابعة التلفزيون او أي شيء يلهيه عن اداء واجباته، وإذا ما أراد قضاء أمر ما فعليه أن يسلك الطرق الشرعية والقانونية ومنها الإجازة الوقتية أو غيرها. وأشار إلى أن أجهزة التلفزيون وضعت لخدمة الدائرة وهي في أقسام محددة كما نعلم كأن تكون أقسام الإعلام أو الإدارات أو الاستعلامات ولكن ان تكون في غرف الموظفين فهذا الأمر غير محمود وعلى مدراء الدوائر أن يراعوا هذه المسالة لكونهم المسؤولين عن الموافقة على شراء هذه الاجهزة.