TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > ضباط فاسدون يشترون المناصب ويبيعون السجناء..

ضباط فاسدون يشترون المناصب ويبيعون السجناء..

نشر في: 16 يناير, 2012: 10:01 م

 عن : الغارديان البريطانية( كل الأسماء التي وردت في هذه المقالة غير حقيقية )تعلّق ام حسين صور اولادها الاربعة المفقودين على جدران غرفتها، و كل صورة مؤطرة بالزهور الصناعية و الاشرطة الخضراء تعبيرا عن حزنها و غضبها . ام حسين لديها ستة ابناء، قتل كبيرهم على يد المسلحين السنة عام 2005 عندما سيطروا على المنطقة.
الثلاثة الاخرون تم خطفهم من قبل ميليشيا شيعية و لم ترهم ثانية . تعيش اليوم مع من بقي من عائلتها – ابنتها و ابنها الاخير ياسر و ستة من احفادها اليتامى – في شقة من غرفتين حيث تتسرب رائحة المجاري الكريهة و زيت الطبخ عبر ستارة تفصل المطبخ عن غرفة النوم . تبدو ام حسين في الستينات من عمرها، وغالبا ما تبدو مرتبكة وتتحدث مع صور اولادها و كأنهم احياء، ثم تصرخ فجأة على ابنتها كي تجلب الشاي. الوالدة قالت في حديث مع صحيفة الغارديان انها كافحت لاطلاق سراح ياسر من السجن ، حيث اعتقل عام 2007 و لم تسمع عنه شيئا طيلة ثلاث سنوات فاعتقدت انه ميت كأخوته. ولكن في احد الايام جاءها اتصال هاتفي من ضابط اخبرها بامكانية زيارته بعد دفع رشوة. فاستدانت المال من جيرانها و انطلقت الى السجن .تقول "انتظرنا حتى جلبوه لنا. كانت يداه و ساقاه مكبلة  بسلاسل معدنية. ولم اتعرف عليه من اثار التعذيب. لم يكن ولدي بل كان شخصا آخر. رحت اصرخ واخذت ترابا من الارض و لوثت به رأسي. لكن السجانين سحبوني الى الخارج و لم يسمحوا لي ان اراه مرة اخرى. اخبرتهم باني فقدت اربعة اولاد ولن افقد ولدي هذا ".افراج بـ 6 آلاف دولار فيما بعد اتصل ضباط من السجن يطلبون رشوة كبيرة مقابل اطلاق سراحه وقالوا انه يخضع للتعذيب. قالت ام حسين انها ستدفع "ماذا افعل؟ انه ولدي الاخير الباقي. قلت باني سابيع نفسي في الشوارع مقابل ان يعود لي". آخر الاتصالات جاء في كانون الاول ، حيث طلبوا مبلغا نهائيا مقابل اطلاق سراحه . تقول ام حسين " طلبوا مني ستة الاف دولار ثم قالوا ثلاثة الاف. توسلت اليهم من اجل تخفيض المبلغ فوافقوا على الفين". اوقفت سيارة اجرة و اخذتها الى مكان متفق عليه، وهو مسجد في ضواحي المنطقة. خرج السائق و سلّم المبلغ لرجل يقف في الزاوية هو ضابط شيعي يدعى رفيق. بعد يومين اطلق سراح ياسر. كان القاضي قد اطلق سراحه منذ ستة اشهر لكن الام لم تكن تعلم بذلك، حيث احتفظ به ضباط الامن في المعتقل حتى تدفع عائلته الرشوة .  ان قضية ياسر هي جزء من الادلة التي جمعتها الغارديان ، تبين بان ضباط الامن في الدولة العراقية يعتقلون الناس على خلفية تهم ملفقة، ثم تقوم بتعذيبهم و تطلب رشاوى من عوائلهم من اجل اطلاق سراحهم. عدوى الفساد في العراق خلقت مهنة  جديدة يشتري فيها ضباط الامن سلطاتهم في مناطق معينة من خلال رشوة السياسيين، حيث يدفع الضباط الصغار لمن هم اعلى منهم رتبة راتبا شهريا و الكل يحصل على حصته من  المبالغ التي تدفعها  عوائل المعتقلين .الشهود 5 ضباطقابلت الغارديان 14 معتقلا و خمسة ضباط في اقسام مختلفة من الدوائر الامنية في بغداد. جميع المعتقلين قالوا ان عليهم دفع المال من اجل اطلاق سراحهم رغم ان معظمهم اخلت المحاكم سبيلهم. يقوم الضباط بتغيير اعترافات المعتقلين – التي تؤخذ تحت التعذيب- مقابل المال. في احدى الحالات أتلف الضابط وثائق المعتقل مقابل رشوة مالية فاطلق سراحه لعدم وجود الادلة. اطلاق السراح ليس معناه الهرب، فحسب قول احد الضباط ان الذين يطلق سراحهم غالبا ما يعاد اعتقالهم لأن العائلة التي تدفع مرة من اجل اطلاق سراح ابنها تصبح هدفا للمزيد من الابتزاز .انقذته صور الأميركانتحدثنا مع ياسر الذي كان وجهه شاحبا. رفع قميصه ليرينا ندبات سوداء على ظهره من اثر التعذيب . قال ياسر " طوقت القوات المنطقة و اعتقلتنا، و كان هناك اميركان التقطوا صورا لنا. ثم نقلونا الى وزارة الداخلية و هناك عزلوا اصحاب الصور عن غيرهم". ان الصور هي السبب في بقاء اصحابها على قيد الحياة في ذروة الاقتتال الطائفي . مع ذلك فقد تعرض ياسر للتعذيب داخل الوزارة لمدة اسبوعين "كان  التعذيب يبدأ في منتصف الليل وينتهي صباحا. يعلقون السجناء و يضربونهم بالعصي، و انا لازلت اتبول دما نتيجة الضرب على كليتي. يريدونني ان اعترف بالانتساب للقاعدة ". تم نقل ياسر الى قاعدة عسكرية شمال بغداد حيث راحوا يعذبونه لشهر آخر . حصلت الغارديان على اسماء الضباط و وحداتهم العسكرية. خلال تلك الفترة كان ياسر و زملاءه يتعرضون لضرب مستديم " الكل يضربنا، عندما يقدمون لنا الطعام يضريوننا، و عندما ينقلوننا يضربوننا حتى اننا لم نعد نشعر بالالم. اسوأ الاوقات هي عندما يعلقوننا لست ساعات على حواجز النافذة بسلاسل السيارة او الاصفاد و يتركوننا هناك ، احيانا يلوون سيقاننا و اذرعنا حتى تنخلع اكتافنا". ينتقل ياسر كل ستة اشهر الى وحدة جديدة او الى سجن جديد حيث يواجه نفس التعذيب و التحقيق. اخيرا، و بعد اربع سنوات و نصف من اعتقاله جلبوه امام القاضي. و بسبب عدم اعترافه طلب القاضي اطلاق سراحه .rnاعتراف بمفخخة تحت التعذيبمعتقل سابق آخر- دف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram