 إياد الصالحيبلا شك لسنا ممن يراهنون على توقعات غيبية او يسعون الى خلط الاوراق لتشويش الرأي العام بشأن قضية وطنية مهمة كالتي يترقب انجازها منتخبنا الاولمبي بنجاح امام الامارات يوم الخامس من شباط المقبل على ملعب النادي العربي بالدوحة في اطار الجولة الرابعة للتصفيات المؤهلة الى اولمبياد لندن العام الحالي.
لكن معطيات الظروف التي يمر بها المنتخب الاولمبي حالياً تدعونا الى تذكير الاتحاد العراقي لكرة القدم بانه ماض في سياسة مرتبكة لابد من ان يقف في منعطفها بتروٍ قبل فوات الاوان، إذ ان ترك المنتخب امام خيار العودة الى بغداد بعد انتهاء البطولة الدولية المؤمل انطلاقها اليوم الاربعاء في دبي يوم 24 الشهر الحالي بذريعة التحاق اللاعبين بانديتهم لخوض منافسات دوري النخبة ثم التهيؤ للسفر مجدداً الى الدوحة يوم 29 منه استعداداً لخوض اللقاء المهم امام الامارات، بتقديري ستكون أسوأ فترة يمر بها لاعبو الاولمبي اثر تعرضهم الى اجهاد كبير يضاف الى الضغوط النفسية التي يمرون بها بعد ان كلفتهم نتائج التصفيات الراهنة المثابرة والتحدي بطاقة استثنائية لعبور الحاجز الاماراتي ومضاعفة الأمل المرتجى لانتزاع بطاقة المجموعة الوحيدة او التنافس على افضل منتخب يحتل المركز الثاني بين المجاميع الآسيوية الثلاث وهي مهمة بلا شك لن تكون صعبة او مستحيلة لكنها بحاجة الى تخطيط دقيق ومدروس مع المحافظة على الاجواء المثالية التي يحتاجها اللاعبون لزيادة الانسجام والتفاهم من جهة والتنعم براحة البال وعدم التعرض للاجهاد من جهة اخرى وهما من اكثر العوامل المؤثرة في مثل هكذا منافسات قارية لا تقبل التفريط بالنقطة. لا تزال للاسف نظرة اتحاد الكرة قاصرة تجاه هذه القضية بالرغم من الضجيج اليومي الذي يصدعنا به اعضاؤه بانهم اصبحوا اكبر تمرساً للتعامل مع المنتخبات الوطنية وانهم استفادوا من دروس الامس القريب التي ذهبت كرتنا ضحية لها بسبب فوضى التخطيط اثناء فترة الاعداد الذهبية للمنتخبات، فكيف ينصاع الاتحاد لضغط الاندية بضرورة تأمين لاعبيها قبل بدء جولة النخبة بينما تناسى ان الاولمبي يمثل الهدف الاسمى في اجندته هذا العام الى جانب شقيقه الاكبر الوطني الذي ضمن بطاقة التأهل الى الدور الرابع والحاسم من تصفيات مونديال البرازيل 2014 ولم تبق امامه سوى مباراة سنغافورة لانهاء مشواره في الدور الثالث؟اننا من خلال وقفتنا هذه نأمل ان يسارع اتحاد الكرة الى دراسة موقف المنتخب الاولمبي من جديد حفاظاً على مصلحة اللاعبين وقبل ذلك الملاك التدريبي الذي يقوده المدرب المجتهد راضي شنيشل مع ايماننا ان الاخير وصل الى قناعة راسخة لا فائدة من استغاثاته الموضوعية أزاء فصل مسؤوليات لاعبي الاولمبي الوطنية امام التزاماتهم المحلية حيث سبق ان واجه شنيشل متاعب جمة في امتناع الاندية عن تفرغ لاعبيه للوحدات التدريبية وكأن في ذلك مصلحة شخصية للرجل لا ترتبط بسمعة العراق ومكانة الكرة العراقية في اهم تصفيات نترقبها كل اربع سنوات!قد يتعكز رئيس الاتحاد ناجح حمود المسؤول الاول عن مفاصل الكرة العراقية على شماعة خواء خزينة الاتحاد بعد ان اشهرت افلاسها قبل شهرين من انقضاء العام الماضي، لكن موجبات المرحلة وما تملي عليه بالدرجة الاساس من حرص على توفير افضل اجواء التحضير للاولمبي على خط واحد يماثل اهتمامه الخاص بالوطني، ويبادر الى مناشدة مسؤولي الحكومة لتخصيص منحة مناسبة تسعف برنامج الاولمبي وتدفعه للبقاء في دبي او رزم الحقائب الى الدوحة للبدء بمعسكر تدريبي هناك يحتاجه المنتخب اليوم اكثر من اي وقت مضى بغية مواجهة المنتخب الاماراتي الشقيق بمعنويات مستقرة غير مستفزة واندفاع كبير لا تحده منغصات نفسية نتيجة الرحلات المكوكية في سفرة مرهقة خط سيرها ( بغداد – دبي – بغداد – دبي – الدوحة ) وبذلك يكون حمود قد أدى مسؤوليته مع زملائه في الاتحاد بمنتهى الحكمة ولن يعرّض فرصة الاولمبي الى الضياع بسبب عوامل خارجية ليس لها علاقة بالدقائق التسعين " المصيرية".