فوجىء الشعب العراقي في مثل هذا اليوم من عام 1940 ببيان للحكومة العراقية يعلن فيه عن محاولة لاغتيال وزير المالية رستم حيدر في مكتبه الرسمي . إذ دخل عليه احد مفوضي الشرطة المفصولين ويدعى حسين فوزي توفيق ورماه عددا من الطلقات النارية وأصابه بجرح بليغ . ونقل الوزير إلى المستشفى ، غير انه انتقل إلى جوار الله بعد ثلاثة أيام ، فشيع تشييعا مهيبا ودفن في المقبرة الملكية ببغداد ، تقديرا لصلته الوطيدة بالملك فيصل الأول .
أدى الخلاف داخل مجلس الوزراء حول التحقيق مع القاتل إلى استقالة الوزارة برئاسة نوري السعبد بعد أيام ، ليكون ذلك فاتحة الاحداث المثيرة التي أدت في النهاية إلى الحرب العراقية البريطانية في أيار 1941 . وقد تباينت الآراء حول سبب مقتل رستم حيدر ، هل هو عمل شخصي ، أم وراءه أغراض سياسية ؟ ، فقد أقدمت السلطة بسرعة على اعتقال عدد من الشخصيات التي كانت تجاهر بالعداء لنوري السعيد ، فرستم حيدر لبناني الأصل وعمل بمعية فيصل الأول قبل تأسيس الدولة العراقية وجاء مع فيصل إلى العراق وتولى منصب رئيس الديوان الملكي لسنوات عديدة ، وعرف بالحكمة والاعتدال والرصانة ، فكان اغتياله موضع دهشة الجميع . ويعتقد الكثيرون أنها حادثة جنائية عادية ، بينما اعتقد آخرون أن وراءها عوامل سياسية ، وأراد نوري السعيد جعلها جريمة سياسية لضرب خصومه ، مستندا إلى أنها جرت في موقع رسمي . وذكر حاكم التحقيق فيها جميل الاورفلي في مذكراته إن نوري السعيد قصد القاتل في سجنه واختلى به ، وقيل إن القاتل هتف أثناء تنفيذ حكم الإعدام بحياة هتلر وسقوط نوري السعيد . كما إن المحكمة برأت ساحة المتهمين كافة .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: اغتيال رستم حيدر
نشر في: 17 يناير, 2012: 07:36 م