TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل ولدت الطائفية في 2003؟

هل ولدت الطائفية في 2003؟

نشر في: 17 يناير, 2012: 07:42 م

بطرس نباتيغالباً ما يتردد سواء في وسائل الإعلام أو عند عقد الندوات واللقاءات السياسية، موضوع الطائفية ودورها في إفساد السياسة في العراق بعد 2003 ولكون هذا الموضوع أصبح مهترئاً وقديما لكثرة تداوله، ولكونه قد أشبع حد التخمة بالبحث والتحليل وما يتبادل حوله من الطروحات والنقاشات سواء خلال الندوات واللقاءات التلفزيونية أو ما يكتب عن هذه الآفة في الصحف والمواقع الالكترونية، أي أن الكاتب مهما حاول أن يأتي بشيء جديد حول هذا الموضوع يراه قد تم طرحه قبل ذلك من قبل غيره من الباحثين أو الكتاب ،
 إلا ما نراه من خلال متابعاتنا لما ينشر وما يقال حول هذه الظاهرة هو إغفال أو تغييب السبب الحقيقي والتاريخي من هذا الأمر لأن ما يتم مناقشته فقط يدور حول تأثير الطائفية في توزيع السلطات والمناصب في عراق اليوم والتركيز على هذا الجانب لكون المناصب هنا تحقق لأصحابها جاه وسلطان وأموال طائلة، وليست من أجل خدمة الشعب العراقي كما هي عليه في البلدان الأخرى التي سبقتنا في ، الأمر الذي أود طرحه هنا يتمثل في عدم أن العنصرية والطائفية التي يكثر الحديث حولها برزت وتجلت ببعض صورها مع تسنم التيارات الدينية للسلطة في العراق بعد الضعف والوهن الذي أصاب التيار الوطني العلماني، وكذلك استفادت التيارات الدينية من حالة النقمة والضجر والمعاناة التي كابدها الشعب العراقي طيلة قرون، ولكن مهما كانت الأسباب إلا أن الأسباب الحقيقية للطائفية ليست ولن تكون كما يجزم بعض المتبارين على المنابر الإعلامية وليدة اليوم أو البارحة أو نتيجة عوامل خلقها التغير الذي حصل في 2003 ، لنتمكن معالجتها هكذا بسطحية وبدون الغور في أعماق ما جرى في الماضي وما يحدث لنا الآن، أن هذه الطائفية التي تمارس اليوم لم تكن غائبة طيلة قرون عديدة عن تاريخ ليس العراق لوحده إنما في المنطقة بأسرها، إنها تمارس منذ ذلك العهد الذي أستثني المسيحي والصابئي والأزيدي من حق المواطنة وأصبحوا يدفعون الجزية (وهم صاغرون) أو ليتحولوا بحد السيف من سكان أصليين إلى أهل الذمة أو جاليات تقيم في (الوطن العربي الكبير) أصبحت الطائفية والتفرقة على أساس الدين والمذهب والقومية، تنمو وتترعرع عندما شنت حملات الإبادة الجماعية بالسيف قبل البندقية، الآف القرى والبلدات شمالا وجنوبا شرقا وغربا تم ذبح أبنائها وأجبروا على هجرتها، من أجل فتحها وتغييرها ديموغرافيا وعقائديا بحجة نشر الدعوات والديانات الجديدة في ظاهرها وفي باطنها أيجاد وسائل أفضل للتجارة وفتح الأسواق والأمصار ونهب الثروات والخيرات وتنامي الثروات، ليس لدى الشعوب وإنما عند الأمراء والسلاطين ليتمتعوا بالمزيد من الرقيق والعبيد والغلمان. الطائفية والتعصب القومي غزت هذه الديار عندما اعتبر جميع من يسكن غير العرب في هذه الديار بالطورانيين أو بالشعوبيين، لتنظم بعدها ضدهم حملات الإبادة الجماعية كحملات الأنفال، ومذبحة سميل وصوريا ومحرقة حلبجة. فهل ان هؤلاء الضحايا كلهم بما فيهم الجزء الأكبر من النساء والأطفال والرجال المسنين كانوا معارضين أو مقاتلين ضد الأنظمة الفاسدة التي حكمت العراق؟ أم كانت الطائفية والتمييز العنصري هما المحركين وراء هذه الجرائم؟ هذه العقليات التي نخرتها الطائفية والتعصب الديني، نقلت للأسف طفيلياتها وسمومها إلى عقول العديد من العراقيين سواء كانوا من الساسة أو من عامة الشعب بدأ باعتبار مجرد الطلب بإقامة محافظة في سهل نينوى بأنه حرام وتستوجب الجهاد ضده وما تعرض له أبناء شعبنا في مناطق نواجده من قتل وتفجير دور العبادة وإجبارهم على ترك دورهم وممتلكاتهم ، وانتهاء بأحداث زاخو ودهوك وما أفرزته من تأثيرات نفسية علاوة على الخسارة المادية، ولولا تدخل القادة ورئيس أقليم كوردستان بالذات وما بذله من جهود مضنية من أجل إيقافها لحدث ما لا يحمد عقباه في هذا الإقليم الآمن. ختاماً أنا اختلف عنك في العديد من الصفات والأشياء وأنت تختلف عني أيضا، وكذلك نحن نختلف عن أبائنا وأجدادنا هم عاشوا حياتهم في ظروف غير هذه التي نعيشها اليوم، ولكن هذه هي الحياة دعنا نعيشها (سواسية) معا بدون أن اسبب لك الأذى وبدون أن تتجبر وتستكبر وتؤذيني لأنك الأكثرية...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram