بابل/ إقبال محمدكشفت وزارة البيئة عن إعداد اكبر مشروع لحماية التنوع البايولوجي في العراق، يستمر لخمس سنوات وبكلفة 15 مليون دولار، مبينة إن المشروع يغطي مساحات واسعة في عموم مناطق البلاد وتشارك فيه جميع المؤسسات ذات العلاقة.
وقال مدير بيئة بابل الكيميائي عباس خضير عباس في حديثه لـ"المدى": إن المشروع يأتي من اجل تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتأسيس بنك للجينات، إضافة إلى تطوير تشريعات بيئية ودعم إنشاء حدائق نباتية ومعاشب ومتاحف طبيعية وبناء قدرات عراقية وخلق وعي بيئي على جميع المستويات لحماية التنوع البايولوجي.وأوضح إن المشروع هو الأكبر ويغطي مساحات كبيرة في البلد، وتشارك فيه جميع مؤسسات الدولة ذات العلاقة، مشيرا إلى أن المشروع سينفذ على عدة مراحل ولمدة خمس سنوات وتصل كلفته إلى 15 مليون دولار.وأكد إن المشروع مهم جدا لتأهيل البيئة العراقية في مجال التنوع الإحيائي، كما انه بحاجة إلى تخصيصات مالية وتدريب كوادر علمية في دورات مكثفة داخل العراق وخارجه، إلى جانب مستلزمات المسح الميداني في أعمال المشروع.وتابع بالقول: إن العديد من الأحياء العراقية معرضة إلى خطر الانقراض، مبينا إن المشروع يتضمن مسح الأحياء مثل الغطاء الخضري والغابات واللبائن والزواحف والأسماك والطيور والبرمائيات، فضلا عن تقييم الأنواع الغازية وسبل مكافحتها. وأشار عباس إلى أن الجهات المشاركة في المشروع ستقوم بإنشاء قاعدة للبيانات الوطنية عن التنوع البايولوجي وإصدار وتحديث وتطوير التشريعات الوطنية الخاصة بهذا التنوع، موضحا إن المرحلة الأولى من المشروع ستنفذ خلال العام الحالي وتم تشكيل فرق استشارية وتنفيذية لبناء قدرات وجمع دراسات وتوحيد طرق كتابة التقارير. وأفاد بان السنوات الثلاث المقبلة ستقوم خلالها وزارة البيئة بإجراء مسح وجمع النماذج وفحصها وتقييم النتائج وتحديد مناطق الغنى البايولوجي، في حين تكون السنة الخامسة لإعداد المقترحات لوضع مناطق تحت الحماية وإعداد تقارير وتقييم نهائي وخطة الحماية المستدامة.وعن الجهات المشاركة في المشروع، ذكرت المهندسة ساهرة كاظم مسلم من شعبة النظم البيئية الطبيعية في مديرية بيئة بابل، إن الجهات المشاركة هي وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والموارد المائية والعلوم والتكنولوجيا والثقافة فضلا عن المنظمات غير الحكومية المختصة بهذا الشأن، إلى جانب منظمات دولية كالأمم المتحدة وشركات استشارية دولية.وبينت في حديثها لـ"المدى" إن جميع هذه الجهات ستقوم بإجراء مسح شامل للأحياء، فضلا عن إعداد قاعدة بيانات وطنية بالتنوع البايولوجي وتحديد الأنواع المهددة بالانقراض، مضيفة إن المشروع يتضمن تطوير التشريعات البيئية وتأسيس بنك للجينات ودعم إنشاء الحدائق النباتية والمعاشب والمتاحف الطبيعية.من الجدير بالذكر إن العراق فقد في السنوات الاخيره الكثير من التنوع البايولوجي في مختلف المجالات بسبب السياسات التي انتهجها النظام السابق، ومن أبرزها تجفيف الاهوار التي كانت تمثل الخزين الستراتيجي للأسماك والطيور وتضم مجموعات نادرة منها، وكذلك العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر.
البيئة تعدّ مشروعاً استراتيجياً لحماية التنوّع البايولوجي في العراق

نشر في: 17 يناير, 2012: 07:49 م