 بغداد/ دعاء آزادقبل أشهر ليست بالكثيرة، وحين تولى منصبه وزيرا للكهرباء، وعد عبد الكريم عفتان أن يزود البلاد بالطاقة الكهربائية بمعدل 16 ساعة في اليوم، تصريحات واجهها الشارع بالتفاؤل لاسيما إن الكهرباء لم تشهد تحسنا ملموسا منذ التغيير في عام 2003.
ولم تكن وعود الوزير الجديد هي الأولى من نوعها، ففي الشتاء السابق ذكرت الحكومة إن الكهرباء ستتحسن خلال الصيف المنصرم، الأمر الذي أثار دهشة وكيل وزير الكهرباء عامر الدوري حيث قال في تصريح لـ(المدى) نيسان الماضي، إن الصيف سيكون قاسيا على العراقيين، وبالفعل تحققت تنبؤات الوكيل، ولم يزود المواطن -حسب مراقبين- بأكثر من خمس ساعات في اليوم الواحد.الدوري رأى وقتها إن الكهرباء لن تتحسن قبل عام 2015 لأنها بحاجة إلى بنى تحتية وهو أمر مستحيل التحقيق في هذه الفترة.ولم تبد لجنة النفط والطاقة أهمية لتصريحات الكهرباء التي أكدت وعبر احد مسؤوليها ،مفضلا عدم ذكر اسمه "إن الوزارة تعمل جاهدة لنصب شبكات جديدة في عموم البلاد من اجل القضاء على ظاهرة التجاوز لاسيما من قبل بعض المحافظات".عضو اللجنة، عدي عواد ذكر في تصريح لـ(المدى) أمس "" إن وزارة الكهرباء لم  تقدم أي شيء  ولديها كثير من الإخفاقات ولن تستطيع  تجهيز بغداد والمحافظات بـ (16) ساعة خلال الصيف كما وعدت ،مستدركا "يمكن أن نتذكر تأريخ وزارة الكهرباء عندما قالت  ستحل أزمة الكهرباء في 2010 ويمكن تصدير الفائض إلى الدول المجاورة ولم ينفذ هذا الوعد.  وأوضح عواد "إن العراق سيشهد أقسى صيف منذ 3003 وان تصريحات وزارة الكهرباء مجرد دعاية إعلامية ليس إلا". فيما ذكر المتحدث باسم وزارة الكهرباء مصعب سري المدرس "إن الصيف المقبل سيكون أفضل من الصيف الماضي من ناحية تزويد المواطن بالطاقة الكهربائية ، مشيرا إلى أن ليس بإمكانية الوزارة أن تحدد عدد ساعات تجهيز الكهرباء، معللا ذلك إلى أن الوقود هي التي تحدد ساعات التزويد بالطاقة .وتراجعت الوزارة عن وعود عفتان وقالت "إن الوزير لم يصرح بإعطاء الكهرباء 16 ساعة في اليوم . وتابع  المدرس في تصريح لـ(المدى) إن الوزارة حاليا تزود بغداد والمحافظات إضافة إلى الطاقة المستوردة مابين (8 إلى  12 ساعة بطاقة 6600 ميكا واط,, إذ إن محافظة كركوك تستورد 200 ميكا واط من إقليم كردستان وكل من محافظة ديالى وميسان تتزودان من خطوط الطاقة المستوردة من إيران .    يأتي حديث الوزارة عن كركوك بعد أسبوع من انتقادات مجلس محافظة كركوك وزارة الكهرباء بعدم توفيرها حصة ثابتة من الطاقة الكهربائية للمحافظة، وأكد تشكيل وفدين للتباحث مع وزارة الكهرباء  عن أسباب تراجع حصتها.وقال رئيس مجلس محافظة كركوك حسن توران بهاء الدين في بيان، تلقت "المدى" نسخة منها وقتها  إن "رئيس مجلس كركوك ولجنتي الطاقة والخدمات في المجلس اجتمعا مع مدراء قطاعات الإنتاج والسيطرة وتوزيع الكهرباء، لبحث المشاكل مع وزارة الكهرباء ببغداد، فضلا عن حصة المحافظة من الكهرباء المجهزة من قبل احد المستثمرين في كردستان".وأضاف إن "وزارة الكهرباء تتعامل مع كركوك تعاملاً مجحفا بانتهاجها سياسة غبن وظلم واضحة بخلاف باقي المحافظات"، وفقا لتعبيره.وكانت محافظة كركوك  قد وقعت عقداً لمدة خمسة أعوام مع وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان العراق لتجهيزها بـ200 ميغاواط، على أن يكون سعر الأمبير الواحد 6.5 سنت أميركي يتم دفعها من ميزانية البترودولار، بأمل أن يمكنها ذلك من تزود المواطنين بالطاقة الكهربائية على مدى20 ساعة يومياً .