علاء حسن قبل انعقاد المؤتمر الوطني لاحتواء الأزمة السياسية ، شهدت الساحة العراقية موجة من التصعيد على الرغم من دعوة الرئيس طالباني للابتعاد عن هذا الأسلوب ، ومن يرى المشهد عن قرب يرى الشركاء وكأنهم في ساحة معركة، وربما بعد أيام سيرتدون الزي العسكري الزيتوني ، واضعين الخوذ الفولاذية على رؤوسهم ، حاملين التواثي والمكاوير ، لأن الأسلحة الأخرى ستكون بيد عناصر حماياتهم والجميع ينتظر ساعة الصفر للإطاحة بالخصم ، وإعلان تشكيل حكومة أغلبية سياسية ، أو سحب الثقة عن فلان وعلان ، وربما سيترك الساحة احد القادة ليشكل حكومة في المنفى مدعومة من دولة إقليمية .
المشهد السياسي افرز الكثير من المظاهر بإطلاق" تصريحات زيتونية " تستخدم السباب والشتائم بين الشركاء، وما يحصل اليوم يختلف عما جرى بالأمس ،فأثناء مفاوضات تشكيل الحكومة الحالية ، وبالعودة إلى المشاهد المصورة للمفاوضات، شاهدنا صحون الفواكه أمام الحاضرين ، ومثل هذه الفقرة ربما ستلغى في أي اجتماع مرتقب ، لأن أزمة الثقة قد تثير الشكوك والتصورات بان يكون البرتقال والموز والتفاح مسموما ، يقتل من يتناوله بعد مرور أربع وعشرين ساعة لانعقاد الاجتماع المفترض ، وهذا التصور الفنطازي ينسجم مع اتهام الشركاء بأنهم من أتباع الزرقاوي ، ولايبتعد عن التصريح بمنع حصة إقليم كردستان من موازنة الدولة ، والأزمة الحالية تفتح الأبواب على كل الاحتمالات، ومنها مثلا تأجيل انعقاد المؤتمر الوطني إلى إشعار آخر ، لحين تحقيق المودة وتوطيد الثقة بين الفرقاء ، الأمر الذي يعني الدخول في دائرة المستحيل .أثناء بحث التحضيرات لانعقاد المؤتمر كانت بعض الفضائيات التابعة لأحزاب متنفذة في الحكومة ، توجه انتقادات لإقليم كردستان ، لأنه وفر ملاذا آمنا للمجرمين والمتهمين والمطلوبين للقضاء على حد قول عضو في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة ، وذكر إن أربيل تصر على معارضة مواقف بغداد ، لان النظام السياسي وفكرة الفيدرالية سمحت لها بإيواء الإرهابيين ، ولاحاجة لوضع علامة تعجب ، فالتصريحات الصادرة من دولة القانون بدأت بالنائب حسين الأسدي ، وستأخذ مديات أخرى على لسان نواب آخرين ، لغرض تعقيد الأزمة وإحباط محاولة حلحلتها على حد تعبير المحللين السياسيين في مساطر الفضائيات .احد المحللين اكتشف علاقة الفيدرالية بالإرهاب ، وبعث برسالة إلى الرأي العام بان الحديث عن الأقاليم يعرض صاحبه للاتهام بالمادة أربعة إرهاب ، بمعنى أن من كتب الدستور إرهابي ابن إرهابي وعلى صلة بالزرقاوي ، ورأي المحلل ردده نائب عمل مستشارا لرئيس فريق نسور الطليعة لكرة القدم ، فوجه اتهاماته لدعاة الفيدرالية بأنهم يسعون إلى تقسيم البلاد وتنفيذ مخططات إقليمية تستهدف النظام السياسي والديمقراطية في العراق والإساءة إلى علاقاته مع دول الجوار ، وخصوصا موطن الزرقاوي الأردن الذي تمنحه الحكومة النفط بأسعار مخفضة بموجب اتفاق بين البلدين ابرم في زمن النظام السابق ومازال معتمدا حتى الآن ، وهذه القضية لم يتطرق لها مستشار رئيس فريق نسور الطليعة .
نص ردن: أزمة بلون زيتوني
نشر في: 17 يناير, 2012: 07:52 م