TOP

جريدة المدى > سياسية > المالكي.. ديمقراطي أم ديكتاتوري

المالكي.. ديمقراطي أم ديكتاتوري

نشر في: 17 يناير, 2012: 09:59 م

كتابة: سيرينا جاودري أعطى نوري المالكي رئيس وزراء العراق، حتى الان انطباعا بميله الى الحكم الفردي في بلد لم يعرف غير الديكتاتورية، وكان المالكي قد اعرب عن شكه حول فاعلية حكومته القائمة على الشراكة الوطنية بين الشيعة والسنة والكرد.
ولكن خطوته لاعتقال نائب الرئيس طارق الهاشمي وطلبه من البرلمان إقصاء نائبه صالح المطلك، أثارت عاصفة سياسية تهدد التوافق في العراق المهتز والذي كان مدعوما من قبل الولايات المتحدة الاميركية، كما انها أثارت التساؤلات حول مدى جدية اهتمام المالكي باي شكل من اوجه الديمقراطية. ويقول علي الصفار، المحلل في وحدة الاستخبارات الاقتصادية، "لا يوجد هناك أي شك ان (امر الاعتقال) قد تم التخطيط له بشكل يستأصل الشك في المسؤول عن إصداره، اثر انسحاب القوات الاميركية من العراق."ان الصراع السياسي الذي يحمل مسحة طائفية الذي تجلى سريعا اثر الانسحاب الأميركي في منتصف شهر كانون الأول سيؤثر على جيران العراق السنة، الذين يراقبون صلات المالكي القوية بإيران. في فترة اقل من تسع سنوات على نهاية حكم صدام ، القاسي، تتردد كلمة (ديكتاتور) بسهولة على شفاه العراقيين. لقد برز المالكي في عام 2006، سياسيا قادرا على الوصول الى تجانس الأحزاب ليبني سمعته كقائد شيعي انقذ العراق من حافة حرب أهلية، وقد بدا في اولى مراحل حكمه، شيعيا مسلما حصل على احترام السنة بعد إرساله قوة من الجيش للقضاء على ميليشيات شيعية في الجنوب. ولكن "التحالف الوطني"  فشل في الحصول على غالبية الأصوات  خلال الانتخابات البرلمانية عام 2010، ومع ذلك شق المالكي طريقه لدورة جديدة لرئاسة الوزارة مع اتفاق على تقاسم السلطة مع الاطراف السياسية الاخرى. وفيما نجد المالكي يردد بان تقاسم السلطة لم يعد مفيدا، لكنه كذلك يتحدث باستمرار عن ضرورة الالتزام بالدستور. جذور إسلاميةكان المالكي طالبا عندما انضم الى حزب الدعوة الذي تأسس في الخمسينيات من القرن الماضي لتأكيد دور الإسلام في الحياة العامة، اثر صعود حركة القومية العربية العلمانية وقد يبدو المالكي الوجه الآخر للسياسي الهادئ المهادن حسب الطراز الغربي، فهو يتحدث بحدة، سريع الغضب، وفيما يبدو للكثيرين انه يحاول توحيد القوى، فقد طرح مرات عديدة  بانه لم يكن مصدر اتهام الهاشمي بالإرهاب، بل النظام القضائي، ويتوجب النظر في قضيته قانونيا. ويقول سامي العسكري، "حتى لو اراد المالكي ان يكون ديكتاتورا، فلن يقدر بسبب الدستور، الذي يوزع السلطة، بل حتى في قرارات مجلس الوزراء يتم التصويب عليه، ولديه صوت واحد فقط".التشبه بصدامفي احتفال جرى مؤخرا بمناسبة انسحاب القوات الأميركية، هتف الحاضرون، "عاش العراق" عاش المالكي" القائد الوحيد للعراق". وفي اليوم التالي، جرى احتفال اخر، ووردت في القاعة أغنية تمجد المالكي والتي تقول، "الشمس المشرقة التي ستقضي على ظلمات الليل". مما يذكر بأيام صدام. ومن الأمور الأخرى التي تثير المخاوف، قضية الوزراء الأمنيين، والتي بقيت تحت سيطرة قبضة المالكي لأكثر من عام، بعد تشكيل وزارته، وكما يبدو لا يريد التخلي عن تلك المناصب سريعا. ان مظاهر سلطة المالكي تعبر عن تركيز السلطة على قوات الامن، والتأثير على القضاء ومحاولة تأسيس سلطة للعشائر في المناطق السنية، كما قال ريدار فيسير المسؤول عن الموقع الالكتروني العراقي www.hostoriae.org.حذر الدول المجاورةان المالكي مثل بقية قادة الشيعة، له علاقات قوية بالجارة ايران، وهو على خلاف مع السعودية العربية وحلفائها السنة. "والمالكي، بطرق متعددة، يتعامل مع العلاقات الاقليمية كما يتعامل مع القضايا المحلية، فهي (العلاقات) محفوفة بالشكوك والاحساس بان الدول المجاورة  على صلة بمؤامرات شنيعة لمنع حكومته من النجاح في العراق". كما يقول الصفار. وتقول الكاتبة هيوت عثمان (كوردستان)، ان الامر بالنسبة للمالكي، "اما ان تكون معي او ضدي، لقد خرج الاميركيون وفي المدينة اليوم "حاكم جديد"، ويعود ذلك الى غطرسته وعدم قدرته على حساب نتائج اعماله". اما السفير الاميركي في العراق جيمس جيفري فيقول، "اعتقد ان المالكي يحاول رأب الصدع الموجود حاليا بينه وبين شركائه".  عن الكرستيان ساينس مونيتر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الجلسة الأولى للبرلمان: الرئاسة والنائب الأول في قلب الخلاف
سياسية

الجلسة الأولى للبرلمان: الرئاسة والنائب الأول في قلب الخلاف

بغداد/ تميم الحسن تتجه البلاد – على الأرجح – نحو جلسة برلمانية في نهاية الشهر الحالي من دون حسم أيٍّ من الرئاسات الثلاث، في مشهد يعيد إلى الأذهان انسداد عام 2022 حين دخلت العملية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram