بغداد/ المدى عزا مصدر في التحالف الوطني، أمس الثلاثاء، سبب التصعيد الأخير بين بغداد وأنقرة إلى تبني الأخيرة وبشدة خيار الإقليم السني بالإضافة الى "لغة متعالية" استخدمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع نظيره العراقي نوري المالكي مؤخرا،
مشيرا إلى أن تركيا انتقلت من سياسة "تصفير المشاكل" و "القوة الناعمة" إلى ما اسماها "سياسة البلدوزر".وحذر من عودة البلاد إلى عزلة إقليمية تشبه التي عاشتها في عقد التسعينيات، لافتا الى مساعٍ تبذلها أطراف داخل التحالف لتهدئة التصعيد بين البلدين الجارين.في هذه الأثناء ابدى التحالف الكردستاني رفضه لأي تدخل في الشأن العراقي الداخلي، لكنه وصف موقف العراق الرسمي إزاء تركيا بـ "الانتقائي" ما يعكس تغليب الجانب السياسي على الاعتبارات الوطنية.وانخرط العراق وتركيا في تراشق إعلامي بسبب مخاوف أطلقها اردوغان من تفاقم الأزمة السياسية في العراق وتحولها الى صراع طائفي إقليمي. ووجه رئيس الوزراء نوري المالكي وحلفاؤه انتقادات لاذعة لاردوغان حد اتهامه بمحاولة إعادة إحياء "الدولة العثمانية".وفي مقابلة مع "المدى" أمس، عزا مصدر رفيع في التحالف الوطني اسباب التصعيد الأخير مع تركيا الى "تبني المسؤولين الاتراك مشروع الإقليم السني لاعتقادهم بأنه سيعيد التوازن إلى العراق بعد سيطرة الشيعة على الحكم".ويضيف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المكالمة التي أجراها اردوغان مع المالكي مؤخرا كانت تتسم بلغة فوقية متعالية لا تتناسب مع الأعراف الدبلوماسية في العلاقات الدولية"، مؤكدا أن "المالكي استاء جدا من أسلوب نظيره التركي".ويلفت المصدر إلى أن "الخطاب التركي تغيّر بشكل جذري بعد الانسحاب الأميركي من العراق، وبات يأخذ طابع التدخل وفرض الأشياء بشكل سافر بعيدا عن الاعتبارات الدبلوماسية وصل بها الحد إلى التلويح بتدخل عسكري لحل قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي"، ويرى إن "أنقرة غادرت سياسة تصفير المشاكل والقوة الناعمة إلى سياسة البلدوزر من خلال تدخلها في سوريا والعراق وموقفها الأخير من أوربا".ويصف المصدر، الذي يشغل منصبا رسميا في الدولة العراقية، سياستنا الخارجية بـ "الراديكالية"، مبديا تخوفه من تكرار السيناريو السوري في علاقتنا بالمحيط الإقليمي. منوها إلى أن "الحكومة العراقية انتهجت أسلوب علاقات بين الشراكة الإستراتيجية وبين القطيعة والتصعيد، وهو ما حدث مع سوريا ويحدث الآن مع تركيا مما قد يعيدنا إلى عزلة عقد التسعينات".وبشأن موقف أطراف التحالف الوطني من التصعيد الذي يقف وراءه قادة بارزون في ائتلاف دولة القانون، يتساءل المصدر "وهل ترك المالكي حلفاء ليشاركوه في الملفات الداخلية والخارجية؟".لكنه يستدرك بالقول "هناك شخصيات بارزة في التحالف تملك علاقات وثيقة مع المالكي وأردوغان دخلت على خط الوساطة وتوصلت الى ضرورة التهدئة بين الجانبين".ويؤكد القيادي في التحالف الوطني أن "الأتراك تعاملوا في قضايا داخلية وهو مرفوض بكل المعايير ما جعل أصدقاء تركيا في وضع حرج رغم اعتراضهم على لغة التصعيد بين البلدين الجارين".ويلفت إلى أن "تدخل أنقرة في شأن داخلي كقضية الهاشمي يفتح الباب أمام تدخلات في شؤونها أيضا لأنها حاليا تحاكم جنرالا كبيرا كان رئيسا لهيئة اركان الجيش واتهم بتدبير محاولة انقلابية، بالإضافة الى ملف العلويين والكرد".وبعد يوم واحد من انتقادات صريحة أطلقها المالكي على فضائية محلية لـ "دور تلعبه تركيا يمكن أن يؤدي إلى كارثة وحرب أهلية في المنطقة"، قامت وزارة الخارجية العراقية باستدعاء السفير التركي في بغداد والطلب منه حث حكومته على النظر في ضرورة تفادي كل ما يمكن أن يعكر العلاقات، بحسب بيان للخارجية العراقية.وأضاف البيان أن السفير التركي أكد أن التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أتراك صدرت عن نية صادقة وانه سيبلغ الحكومة في أنقرة بالموقف العراقي.فيما نقلت "رويترز" عن مصدر دبلوماسي لم تسمه قوله إن "تركيا ردت باستدعاء سفير العراق إلى وزارة الخارجية في أنقرة".ولم يتسن لـ "المدى" استجلاء موقف القائمة العراقية، التي يتهمها حلفاء المالكي بـ "الاستقواء" بتركيا، رغم محاولات عديدة.لكن التحالف الكردستاني لا يخفي امتعاضه من "الانتقائية" التي تدير به حكومة المالكي ملف العلاقات الخارجية لاسيما مع تركيا، لكن التحالف عاد ليؤكد ضرورة الابتعاد عن التدخل بالشأن العراقي الداخلي إذا لم يكن يصب في صالح شراكة المكونات وحل الأزمات التي تمر بها البلاد.وتقول آلا طالباني، عضو لجنة العلاقات الخارجية عن التحالف الكردستاني، في تصريح لـ "المدى" أمس إن "التحالف الكردستاني يرفض بشكل قاطع تدخل أي دولة في شؤون العراق الداخلية، نحن لا نرحب بأي تدخل ينحاز لبعض المكونات ضد المكونات الأخرى". وتضيف "لذا فمن الطبي
التحالف الوطني: أنقرة تدعم الإقليم السني وأردوغان تحدث مع المالكي بلغة متعالية

نشر في: 17 يناير, 2012: 10:03 م









