rnد. كامل القيّم الإعلام أحد أبطال المرحلة التي طالت حياة العراق السياسية ...وهو المتوالد والمتربع والمتسع دوماً ليغدو مدلل التغيير، صحف وقنوات ومواقع.. إمبراطوريات إعلامية تتمدد بكل راحة وبأموال هائلة ... وبقدرات أصبح بعضها بفضل الفوضى إبداعات وأجناساً من اللعب الصحفي كمشارك خارج نطاق التأثير.
كلنا يعلم كيف يمكن للإعلام أن يتحكم في تسيير اللُعب السياسية، يعطي الأمن الديمقراطي والصحة السياسية والمشاركة، والتنشيط وخلق الدوافع لشعب لم يعرف من قبلُ طعم حريات التعبير. يبدو جلياً أن الكثير من قوى التحكم الإعلامي في العراق لم ترد أن تحظى بفرصة الدور الحقيقي ...ولم ترد أن يُؤشر لها على إنها سلطة رابعة... فالمعاناة والمشكلات الإعلامية، مركونة، مخفية وغير معلنة، كما هي دهاليز السياسية .وإذا كنا نتكلم عن الدور الواضح والحقيقي لوسائل الإعلام في العراق التي نشأتْ وترعرعت في بيئة سياسية متناقضة ومتسرعة ، ما أوقع بعضها في فخ الدفاع و الحجب والدعاية ومن ثم التبرير السياسي وهي التي تلحق الإحداث ولا تكشفها أو تصنعها، لذا فان بوصلة الربيع الإعلامي في العراق _ إذا ما بقي هذا المسار_ ستكون مجرد ملاحقة لأزمات ومتابعة ماذا قيل ويُقال حول هذا وذاك ...وما مواقف الكتل حول هذه القضية أو تلك.إذاً تراكم الخبرة قد يؤدي _ أو من المفترض انه يؤدي _ إلى حراك للفكر والتحكم الإعلامي وفلسفة حراسة الديمقراطية بأفق وحوار ومضمون يُحرج السياسي ويدخله في دائرة الذنب السياسي والتاريخي لما حصل ويحصل. وهذا يتطلب ذاكرة، وقاعدة بيانات، ومهارات في فنون توظيف المضمون، وعمقاً مهنياً تراكمياً ...(وإنْ وجد هذا في قليل من مساند الإعلام العراقي). لم ننعم بجمال الكشف الإعلامي، ولم ننعم بكشوفات الاستقصاء الإعلامي الذي تسير به كل شعوب الأرض لمحاسبة من يُقصّر ومن يُفسد ومن يُكذب ووضعهم في ذاكرة الناس ومحاكمتهم " أخلاقياً على الأقل". وإلا ماذا يعرف الرأي العام العراقيّ...أية أرقام نحمل، وماذا تعلم وسائل الإعلام حتى يمكن أن تنقل وأن تنشر وتحلل كباقي قوى حراسة الديمقراطية هل حاسبت من كذب على العراقيين ...هل حاسبت من لم يكشف أرقام الضحايا وأرقام الأموال المهدورة والمسروقة ونسب الفشل ... لأن إعلاماً بلا أرقام وبلا ذاكرة ، لا يمكن أن يحمي غير طقس سياسي سائد ومراهن على غفلة الإعلام ذاته.خرجت قوات الاحتلال لكن أنين الضحايا لم يصمت ... خرج الاحتلال لكن عيون الجائعين باقية تنتظر رد كبريائها وأموالها وزمانها الذي ضاع وسط المتاهات والفوضى والتأجيل .خرجوا ...ونحن متى نبدأ ..كيف يا إعلامنا نبدأ، ومن أين؟هل نظل نُطعم الشاشات بصور وجوه تصرخ وتتوعد بأطنان التصريحات والتوافقات والتلازمات من باب التحريض والعنف ودائما باسم الرأي العام والمصلحة العليا..الخ....وهل سنستمر في نقل الوعود الكاذبة ...هل نستمر في التخدير ... وفي كشف ما تعطيه الشوارع والضحايا والوعود ..هل نسبق الزمن ونطالب ونذّكر هذه المرة ...أين ...متى ...كيف لماذا ...هل نغيّر بوصلة السياسة ونُريح الرأي العام ...لأنه ملّ الوجوه... وملّ الوعود وملّ عملنا الدائب في نقل كذب السياسيين الكاذبين باحترافية عالية .rn مركز حمورابي للأبحاث الإستراتيجية
إعلامنا يراوح وسط عصف رقميّ!
نشر في: 18 يناير, 2012: 07:07 م