إكرام زين العابدينتحولت الرياضة من ممارسة الهدف منها الترفيه والترويح بالاعتماد على مبدأ الهواية وحب اللعبة وبذل الجهد من اجل تحقيق لقب يعتز به الرياضي على مر السنين مع الاعتزال بالبطولات التي يحققها من دون النظر الى ما ستقدمه الدولة الى هذا الرياضي.
ابطال كاس العرب بكرة القدم عام 1966 كانوا يؤكدون في احاديثهم بان رئيس الدولة في حينه قدم لهم هدية عبارة عن ساعة يدوية ومبلغ خمسة دنانير وهم يعتزون بهذه الهدية ويعدونها مهمة بالنسبة لهم.النظرة الى ممارسة الرياضة اختلفت بمرور الوقت بعد ان تحولت من الهواية الى الاحتراف في ظل تزايد متطلبات الرياضة والرياضي من خلال الاستعدادات والمعسكرات الداخلية والخارجية اضافة الى المشاركة في المنافسات والبطولات القوية لحصد الميداليات والالقاب العربية والاسيوية والعالمية. النظرة الى الرياضة تحولت برمتها الى سياسية واقتصادية وانجاز يشاد به من قبل الجميع، فمثلا باتت الدول تصرف ملايين الدولارات من اجل تضييف البطولات العالمية بمختلف الالعاب الرياضية من خلال الاستفادة في بناء الملاعب والمنشآت الرياضية وكذلك تحريك اقتصاديات هذه الدول التي استفادت بشكل كبير من الرياضة.في المقابل بدأ الرياضيون الذين ينجحون في كسب ميداليات التفوق واعتلاء المنصات يطالبون بمنحهم جوائز ومكافآت مالية، والبعض قالها علناً انه لن يشارك في بطولات العالم ما لم تخصص له مبالغ مالية بعد تحقيق الفوز والانتصارات ما ادى الى وضع بعض الدول في حرج كبير لانها تعجز عن توفير السيولة اللازمة لهذه المكافآت الكبيرة.في المقابل لم يحصل ابطالنا الرياضيون على مكافآت مالية كبيرة يستطيعون من خلالها الاستفادة منها في تأمين حياتهم الخاصة بعد الاعتزال وهو امر مهم جداً لان عمر البطل قصير في الملاعب وعلينا ان ندعمه في الفترة التي ينجح فيها بتحقيق انجازات كبيرة لكي نشجع الاخرين بان يحذوا حذوه ويستمروا في تحقيق الانجاز ويسهموا برفع اسم البلد عالياً.ابطال الدورة الرياضية العربية الثانية عشرة التي اختتمت في نهاية العام الماضي في العاصمة القطرية الدوحة طالبوا بان يكون تكريمهم مميزاً ويشمل كل الجهات التي ساهمت في تحقيق الانجاز وهو حق مشروع، لكننا نذكر بان اللجنة المنظمة للدورة سبق وان خصصت مبالغ جيدة لأصحاب الميداليات ومبلغا مماثلا للاتحادات التي ينتمي لها البطل وهذا يحصل للمرة الاولى في الدورات العربية.ونستغرب من الاصوات الادارية في بعض الاتحادات باللجنة الاولمبية التي ارتفعت وطالبت تكريماً موازياً لتكريم الابطال والمدربين، مع العلم ان دور بعضها كان معرقلاً وسلبياً واقتصر على مرافقة الوفود في السفرات والايفادات الداخلية والخارجية واستفادت مادياً ولم تبذل جهداً كما بذله المدرب واللاعب، خاصة ان عمل ادارات الاتحادات الرياضية طوعي ولا تنتظر منه مردوداً مالياً كما تصرّح بشكل دائم قبل كل انتخابات تدخلها، علماً انها كشّرت عن انيابها الحقيقية وبدأت تطالب علناً بمبالغ التكريم.نتمنى ان يكون القانون حاضراً لدعم الابطال والمدربين من خلال تخصيص مبالغ مالية وشقق او قطع اراضٍ سكنية لكل حامل ميدالية عربية وآسيوية واولمبية وان نبعد الاجتهاد من هذا الموضوع الحساس.
في المرمى :تكريم الرياضة والرياضيين
نشر في: 18 يناير, 2012: 08:34 م