TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عـالَـم آخــر: حتـى خامنئــي زعــلان

عـالَـم آخــر: حتـى خامنئــي زعــلان

نشر في: 18 يناير, 2012: 10:26 م

 سرمد الطائيلم يمض شهر على تسلمنا "كامل السيادة" على البلاد بعد "نجاح المفاوض العراقي" في "طرد المحتل"... لكن فريق رئيس الوزراء والمقربين منه ثائرون ساخطون لا يقر لهم قرار. لم يمنحوا انفسهم فرصة الاحتفال بـ"النصر" كما تقول اللافتات التي نشروها احتفالا بقرار اوباما تنفيذ وعد انتخابي قطعه قبل 4 اعوام.
فريق رئيس الوزراء اختار ان يحتفل بعودة الامريكان الى بلادهم، على طريقة المالكي الخاصة.. فالرجل بدأ بقادة القائمة العراقية تنكيلا وفصلا واقالة وطردا، وراح يلوح لسواهم بألف تحذير مشابه.. اما المقربون منه فتارة يشتمون رجب طيب اردوغان عضو حلف شمال الاطلسي. وتارة يقومون باعتقال موظفي السفارة الامريكية بشكل غامض ويهددون بـ"قتل الامريكان" ان هم كرروها واقتربوا من منزل مسؤول. بل ان الاخبار الواردة من المطلعين تفيد ان اجراءات حلفاء المالكي وتصريحاتهم، لم تؤد الى زعل تركيا وامريكا والمحيط العربي وحسب، بل ان مرشد الثورة الايرانية (وبرغم انه حليف مقرب) هو الاخر "زعلان" على المالكي!ما الذي يحصل مع فريق رئيس حكومتنا؟ لماذا يتصرف بطريقة تؤدي الى زعل الجميع؟ هل هناك اسباب واضحة او اشياء لم نعرفها بعد؟ لماذا يستعجل "ازعاج الكبار". كيف استطاع اغضاب القائمة العراقية والسعودية واردوغان وخامنئي دفعة واحدة وخلال اول عشرة ايام من تسلمه مفاتيح العراق من الجنرال لويد اوستن (الله يذكره بالخير)؟تقول زاوية "عيون ملا عبود" في المدى، إن احدهم نقل الى خامنئي خبرا مفاده ان المالكي "ذكر ايران بسوء" خلال الاجتماع اليتيم مع أوباما غداة "تسلم السيادة". وان خامنئي زعلان كثيرا بسبب ذلك لكنه غير قادر على ترجمة زعله هذا حاليا لان طهران تحتاج المالكي كثيرا هذه الايام خوفا من سقوط تراجيدي للنظام في سوريا.وانا متأكد ان المالكي لن يتضرر بزعل خامنئي كما لن يتضرر كثيرا بزعل السفير الامريكي او اردوغان او صالح المطلك. لكننا نخشى ان يخلق كل هذا "الاستعداء" غيوما تهطل علينا كاتيوشا وهاونات ومفخخات، قبل ان يستكمل وزير الدفاع ووكيل الداخلية "جاهزيتهم". واتمنى على فريق رئيس الحكومة ان يأخذوا اكتمال الجاهزية بعين الاعتبار قبل اي تصريح ناري قد يؤدي الى زعل احدهم علينا. فالوقت غير صالح لأي نوع من الزعل يا جماعة، ونحن لم نتسلم اي طائرة اف 16 بعد. بل اخشى ان يؤدي اعتقال بضعة امريكان آخرين في الشالجية او الوزيرية، الى الغاء صفقة الطائرات واستبدالها ببضعة لوريات "إيفا" نستوردها من اوكرانيا. هل يتذكر احدكم الايفا؟والحقيقة ان العراق يجري قصفه منذ 32 عاما عبر 4 حروب. لكن الفرق اننا كنا في الماضي نقصف ثم ننقصف. نقصف ايران فيقصفنا الخميني. نقصف الكويت فيقصفنا بوش. نقصف اسرائيل فتقصفنا بريطانيا. اما اليوم فإننا ننقصف بدون ان نقصف احدا. اننا نتعرض لذبح غامض يا الهي. قالوا ان "تكفيريا" قام بتفجير زوار الحسين من البصرة حتى بغداد. ولكن من الذي فجر الرمادي والموصل قبل يومين؟الامر محير وحقيقة قصفنا المستمر منذ 32 عاما هي اكبر من زعل اردوغان او خامنئي، كما انها اكبر من مجرد اعترافات يعرضها تلفزيون العراقية وتقول الغارديان البريطانية انها اعترافات منتزعة بعد عمليات "تعليق بالسقف". ومثل هذه الامور الشائكة تتطلب من فريق رئيس الحكومة ان يتحدث معنا بهدوء كي يفهم هو ويقوم بإفهامنا. اما اذا استمرت "ثورة المالكي العجولة على الجميع" وتسارعت اجراءاته وتصريحاته، فإننا لن نسلم على "عام السيادة" هذا. الله يستر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram