اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عمل الأطفال عنف فرضته الحاجة!

عمل الأطفال عنف فرضته الحاجة!

نشر في: 20 يناير, 2012: 07:05 م

 بغداد/إيناس طارققبل عدة أسابيع اتصلت بي صديقتي من إحدى الدول الأوربية التي تقطن فيها، بعد أن حصلت على حق الإقامة.. كانت منزعجة جدا بسبب تدخل حكومة تلك الدولة في تربية أولادها، ففي الأسبوع الأول من إقامتهم هناك كشفوا الكثير من الأمور التي كانت غائبة عنهم من حيث التربية والتعايش مع تلك المجتمعات،
ولم يفكروا يوماً بأن تأنيب أطفالهم يعتبر جناية ويحاسب عليها القانون ، تقول الصديقة: إنها عندما قامت بضرب ابنها البالغ من العمر 5 سنوات بسبب تصرفات خاطئة قام بها في البيت، أدت إلى كسر شاشة التلفاز ، الطفل كان يتكلم مع معلمته عن ضرب والدته له، المعلمة بالمقابل قامت بتعليم الطفل كيفية الاتصال بالشرطة عن طريق رقم هاتف يتكون من 4 أرقام، ولكي لا ينسى الطفل الرقم أخبرته أن يتذكر عينيه وانفه وفمه؛ فالمجموع أربعة أي "2و1و1"، عندما كانت تتكلم الصديقة أصبت بخيبة أمل، وانتابني الحزن لقاء ما يتعرض له أطفالنا من عنف اسري وكبت اجتماعي وإرهاب سياسي، ومن الضروري جدا أن نقدم الاعتذار لأطفال العراق لأنهم لا يعتقدون ان رقم هذا الهاتف سيخدمهم لتخليصهم من عنف عوائلهم ومدارسهم وكذلك ما يعكسه الإرهاب المنظم.وسردت لي قصة أخرى لفتاة جارتهم - تحمل الجنسية الأوربية - عاقبوها أهلها بعدم الخروج ليلاً، وقد اتصلت بالشرطة وأخبرتهم بما قررت العائلة ، الشرطة أخذت تعهدا بعدم التعرض إلى الفتاة إضافة إلى تلبيسها سوار خاص لتعقب حركتها، وفي حالة تعرضها للخطر تستطيع الشرطة الوصول إليها فورا، علما أن مفتاح هذا السوار يكون محفوظا في مركز شرطة المدينة.rnمقارنة العنف لا نريد أن نقارن بين العنف الذي يتعرض له أطفالنا وبين الحماية التي توفرها الدول الأخرى لأطفالهم لان كفتهم هي الراجحة في الغالب، العنف مطلوب لكن بشكل يجب أن يكون خفيف العقوبة وان يقوم الأهل بضرب أولادهم بالعصا، كما المثل القائل "العصا لمن عصى"، أطفالنا يعانون قلة الحب والاحترام وتلبية الرغبات والكبت النفسي الذي زاد بعد عام 2003، فالأعمال الإرهابية التي يتعرض لها المواطنون بمختلف شرائحهم تركت نوعا من الخوف والرغبة في الانتقام من المجهول، فهم أطفال كبروا على أصوات الانفجارات وسماع أخبار القتل العشوائي . وان الطفل في العراق يتعلم العنف ، لذا فهو قريب من طريق الانتحار، وأيضا حمل البندقية وخصوصا في أيام العيد السعيد، حيث نشاهد مناظر كريهة جدا في شراء الطفل لبندقية أو مفرقعات أو سيوف وغيرها، وبعذر أن له الحق في اللهو او اللعب، كما أن الطامة الكبرى هو ما يشاهده على التلفاز وما تعرضه القنوات الفضائية من أفلام كارتون كلها قتل ومتفجرات وأسلحة مدمرة وحرب عصابات فلا تشاهد لقطة في الدقيقة إلا وان الشجار والمعارك تستمر . فإن الطفل لدينا ينشأ نشأة معظم أسفارها العنف والضرب، وتنمو خاصية العنف مع الطفل حتى يشب على هذا الأسلوب، تماشيا مع المثل القائل "من شب على شيء شاب عليه".rnرأي الطب النفسي يقول الدكتور سرمد محمد طبيب نفسي : إن مجتمعنا العراقي على وجه الخصوص يفتقر إلى الثقافة والوعي في كيفية التعامل مع الأطفال، وهذا يعود الى اختلاف طبقات المجتمع من حيث التربية والبيئة المعيشية، إضافة الى أن الكبت المجتمعي والاحتلال هما اللذان يولدان الاضطراب للمجتمع ككل، وللأسف مجتمعاتنا العربية هي أكثر المجتمعات الموبوءة وبيئة سيئة للأطفال لأنها بيئة مرتكزة على العنف الذي يلاقيه طوال اليوم، والمصيبة انه لا توجد هيئات ولا مؤسسات حكومية تعنى بحماية الطفل من ذويه او من الغرباء، والشيء المؤسف فعلا أن العنف ضد الطفل من موروثنا العربي، ويجب إزالة اي شيء مخل من موروثنا، واهم شيء العنف ضد الطفل لبناء اللبنة الأولى لمجتمع صحي ومنتج، وأضاف أن انعكاس عمليات العنف التي تجري على مرأى ومسمع من الأطفال وسفك الدماء والخراب ستترك في المستقبل أثراً سلبياً في نفسية وشخصية الطفل العراقي، مبينا أنه من الصعب أن ينشأ الجيل الحالي من الاطفال في ظل هذه الظروف وهو معافى وسليم ما لم تتوفر له المناخات المناسبة .rnما ينتج عن العنفإن ما ينتج عن العنف ضد الطفل احد أمرين؛ إما أن يتعلم أن يكون ضحية طيلة حياته أي مستسلم وخاضع، وبالتالي تكون شخصيته اقرب للانطوائية، أو انه يريد أن يثور على العنف ويتحول الى معتد، او كما نطلق عليه شخص سيكوباتي أو انه يكون شخصية مضادة للمجتمع، وفي كلاهما يكون الشخص عدوانيا وعنيفا.rnالبدء من الطفلإن الأمة التي تريد بناء المستقبل وتضمن النجاح فيه، عليها أن تبدأ بالطفل ولا طريق بديل غير الطفل، إذا استعرضنا الواقع العراقي سنرى أن الطفل يعاني الكثير مثل حرمانه الصحة في المدرسة وحرمانه من اللعب مع أقرانه وحرمانه من التعبير عن رأيه. ويشار إلى انه "عدد غير قليل من الأطفال يتعرضون للكثير من الاعتداءات الجسدية والجنسية وبعضهم يضطر للعمل بمهن شاقة لا تناسب سنه، ومنهم من يضطر للتسول نتيجة الفقر والظروف الصعبة المحيطة به".rnلجنة المرأة والطفل عضو في لجنة المرأة والطفل بالبرلمان تنظر لمستقبل الطفل العراقي نظرة "يشوبها التشاؤم"، بسبب انعكاس العنف المسلح على أوضاعه، وقالت إن لجنتها اقترحت قوا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram