متابعة/ نورا خالد ومحمود النمر تصوير/ ادهم يوسف احتفى بيت المدى للإعلام والثقافة والفنون في شارع المتنبي بالإعلامي زهير احمد القيسي، وأدار الجلسة رفعة عبد الرزاق الذي أشاد بالمحتفى به وتحدث عن مؤلفاته الكثيرة التي ملأت المكتبات العربية والعراقية حتى أصبح علما من أعلام الثقافة وقال: انه شخصية تمتلك من المواهب الفكرية والملكة الأدبية الكثير،
فهو باحث قدير ومؤلف نادر فضلا عن شاعريته الفياضة وأدبه الجم. الأستاذ زهير احمد القيسي شخصية تحظى بكل احترام، ومازال متتبعو الثقافة العراقية يبحثون عن آثاره: زهير احمد القيسي: أنفقت العمر في مأمأٍ قفرٍ من البحث بعد ذلك، اعتلى المحتفى به زهير القيسي المنصة وسط تصفيق الجمهور الذي امتلأت به القاعة وبدأ حديثه بالقول:- تلامذتي، أساتذتي.. أحييكم جميعا، أحمدُ الله الذي أتاح لي هذه الفرصة النادرة وأنا في الثمانين من عمري، وأنا أرى وجوهكم الكريمة واشكر مؤسسة المدى، لا اعرف ما الذي أقوله، فلم أحسن يوما ما، الكلام في المنتديات العامة، كنت أتحدث من وراء المايكروفون ولم يرني احد وكنت أتحدث بالتلفزيون، من دون أن أرى أحداً لكنهم كانوا يشاهدوني، لقد أنفقت هذا العمر الطويل في مأمأٍ قفرٍ من البحث والدراسة والانكباب على الكتاب وكانت أهم حوادث حياتي هي الكتب التي قرأتها. ليس بوسعي ان أقول كثيرا عن نفسي ولكنني اعتقد أنكم قادرون على ذلك ولهذا أرجوكم أن تتفضلوا بأسئلتكم واستفساراتكم أو ملاحظاتكم حول شخصي الضعيف أو نتاجي المحدود الذي أثمرته بالكتابة والقراءة، إنني أعيش بمعزل عن الناس في منفى عميق الأغوار ناءٍ عن الثقافة والمعرفة وإنني أقول لكم بصراحة، اجتر اجتراراً ما قرأته من كتب في سالف أيامي وأزمنتي ولهذا أتوجه اليكم ايها الأصدقاء، أيها الأدباء والقصاصون والكتاب، أن تزودوني بكل ما يتيسّر من نتاجكم حتى اردم الفجوة بيني وبين جيل أو جيلين من المعرفة إنني لا استطيع أن احتوي ما ضفرت به المكتبة العربية والعراقية بمفردي أولاً لبعد داري ومنأى منزلي عن الناس ولذلك أرجوكم رجاءً أخوية أبوية أن تتفضلوا بإهدائي مجموعة من المؤلفات والكتب. بعدها تحدث الكاتب والباحث شكيب كاظم عن علاقته بالمحتفى به قائلا:شكيب كاظم: باحث آذته استقلاليّته وموسوعيتهيوم كنا نتذكر جهد المحقق المدقق اثبت الأستاذ عبود الشالجي –رحمه الله- في تحقيق عدد من المخطوطات المهمة لاسيما ما صنفه ابو علي المحسن بن علي التنوخي المتوفى سنة 384هـ في كتابه (الفرج بعد الشدة) أو (نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة) فضلا عن تحقيقه الرسالة البغدادية لأبي حيان بن علي بن محمد التوحيدي (المتوفى سنة 414هـ) كذلك كتابه الرائد الموسوم بـ (الكنايات العامية البغدادية) سألني صديقي رياض عبد الله الجبوري عن معنى كلمة نشوار، فقلت له عليك بأبي قثم الاستاذ زهير احمد القيسي، الذي كان قد افتتح في السنوات الأولى من عقد التسعين من القرن العشرين مكتبا عند رأس الجسر بالصالحية، لتقيم المشورة في قضايا اللغة والأسماء والخطط، ولشدة ما كانت دهشة صديقي، ان جاءت إجابة الأستاذ زهير متدفقة منهمرة مجيبا إياه: إن أصل الكلمة فارسي، تلفظ بلسانهم (نشخوار) ومعناها بالفارسية الاجترار، ونقلت إلى العربية (نشوار) التي تعني الأحاديث الطيبة، وقد استخدمها القاضي التنوخي في كتابه (نشوار المحاضرة) استخداما مجازيا، إما ابن منظور في معجمه اللغوي (لسان العرب) فذكر أن النشوار هو ما يتناثر من فم الدابة عند الأكل، وظل صديقي رياض يكرر سرد هذه الواقعة واصفا إياه بالمكتبة التي تمشي على قدمين. منذ سنوات بعيدات وأنا أتابع منجز الكاتب الموسوعي زهير، منذ أن كان يقدم حلقته الشطرنجية في مجلة (ألف باء) فضلا على إني ما زلت مدونا لأولى بداياته الشعرية، في دفتر منتقياتي من الشعر، إذ دونت هذه الأبيات التي ذيلها بـ (شاعر في شباب الخمسينات بعقوبة و و و ا) يا حنيني اقصر ومت يا غراميخلني في تعاستي وظلامي خلني في مدامعي خلني في بؤس قلبي وخلني في هيامي وحدتي مرة وروحي مأسورةوصدري مضن وقلبي دام ايه يا سجني الرهيب في وحشة الأرياف كيف ارتضيت فيك مقاميواذا كان الناس في أوربا والغرب، يذهبون الى الريف طلبا للراحة والاستجمام والابتعاد عن صخب المدن، فان شاعرنا زهير يشكو وحشة الأرياف، ناعيا على نفسه كيف ارتضى القيام فيها، وهذا عائد إلى جدب الحياة العراقية بريفها ومدنها. كما كنت أتابع ما يكتبه الأستاذ الباحث زهير احمد القيسي في الصحف والمجلات. طارق حرب: القيسي باحث في جميع العلوم والفنون والمعارفإن الاحتفال بإمام الفنون والمعارف وشيخها الموسوعي الكبير زهير احمد القيسي هو احتفاء بسلسلة العلماء الفضلاء، ممن أحاطوا بالكثير مما يمكن ان يدركه العقل المثقف والقلب الأديب فتراه الشطرنجي والإعلامي والمؤرخ والباحث في الموروث الشعبي والعاشق للتاريخ والمؤرخ والروائي فيه والمفسر للآيات الكريمات والضيف الثقيل بعلمه على المجالس الأدبية البغدادية وصاحب البرامج التلفزيونية التي علمتنا الكثير والمتحري في معاني الأسماء والمستقصي في العشائر والأنساب والكاتب في ثورة الزنج وفكر المتصوفة والشطار والعيارين وصاحب اللحية المشهورة التي قل نضيرها وانعدم مثيلها لدى أصحاب الثقافة والعلم والأدب في هذه
زهير احمد القيسي بين الشطرنج والصحافة والإذاعة وتحقيق النصوص
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 20 يناير, 2012: 10:13 م