TOP

جريدة المدى > سينما > طاولة المدى الحبّ فـي الإنترنيت

طاولة المدى الحبّ فـي الإنترنيت

نشر في: 21 يناير, 2012: 07:10 م

بغداد/المدى تسأل (س.م ) طالبة في جامعة بغداد هل حب النت واقع أم مجرد وهم؟ وإذا كان مجرد وهم صنعناه بأنفسنا فكيف يكون التخلص منه بهذه الصعوبة؟ حاولت إقناع نفسي مراراً وتكراراً أن كل هذه الأحاسيس مجرد وهم، وأن الشخص الذي أتكلم معه لا يحبني فعلا، ويحاول فقط قضاء بعض الوقت، ولكن كيف يكون كل هذا تسلية؟ كل هذا الكلام،
وكل هذا العذاب لأجل التكلم معي؟ أتمنى أن تجيبوني بجواب يقنعني بأنني أحلم فقط، وكل هذا مجرد وهم، وهذا الشخص مجرد ذئب يبحث عن فريسة. فأنا حاولت إقناع نفسي ولكن كلما وجدت سبباً لترك هذا الذنب وجدت أيضا مبرراً للبقاء عليه. ترد  مريم حارث 22 عاما بأن ثمة فروقا بين الحقائق والأوهام، فالحقائق لا يتوصل إليها الإنسان إلا بعد جهد ومشقة وطول بحث، لذا فهي تصمد أمام تحديات الواقع ،وما أن يقع التردد، والإنصات لمن يحاول التشكيك وإدارة هذه الشكوك في الذهن، مع ضعف في التمسك بهذا الرأي أو ذاك، فهذا أول مظهر ينبئ عن أن ما تبنيناه وهم لا حقيقة.بالمقابل يقول محمود حسن 20 عاما إن ما ذ كرتيه من فروق، هو بصفة عامة، وأكثر ما يميز الحب الحقيقي أن العقل لا يرفضه، أما إذا تورط القلب مع رفض من قبل العقل الذي لا يرحمنا حينئذ من توارد الأسئلة ومناقشة ما نحاول إقناع أنفسنا به من أدلة و براهين، ولكن العقل لا يقدم هذه الخدمة لنا إلى أجل مسمى، فهي فرصة إن أضعناها عندها يخمد هذا الصوت القوي بداخلنا، وتختلط الشواهد والبراهين وتتسيد النفس الأمّارة بالسوء، فيسهل حينها زحزحة الحقيقة عن عرشها واعتلاء الوهم لهذا العرش.فيما يشير عماد عادل طالب في كلية الفنون الجميلة  إلى أن كلامك ينبئ عن أنك ما زلت في مرحلة الصراع بين عقلك الذي يحاول جاهداً إثبات أن ما تعيشينه وهم لا حقيقة، وكلمة "ذنب" التي وردت في كلامك  تدل على أن العقل ما زال يمارس دوره بعرض و توضيح "الأسباب"، وبين رغباتك في الاستمتاع بما يصلك من كلمات الحب والغزل...الخ، وهذا الاستمتاع هو منشأ "المبررات"،وقد تستمرين على هذا الحال فترة طويلة تخسرين معها الكثير من الجهد والوقت والعمر والصحة النفسية والعقلية، لأن هناك أمورًا لا بد من مواجهة النفس حيالها.وتعتقد فاتن علي 20 عاما أن  البنات يحببن بشكل حقيقي، أما بالنسبة للرجال فيأخذون الحب للتسلية ،وتضيف :إن المشاكل  التي تحصل مع زوجاتهم تدفعهم إلى البحث عن أخريات للتسلية وحينما ينتهي الخلاف يعودون من جديد ،وتعتقد أيضا أن للرجال مشاعر ولكن غرائزهم ضعف مشاعرهم مئات المرات ،وتنصح السائلة  المرأة فتقول :انتبهي لربما كان الرجل يمر بضائقة وكنت أنت مجر جسر لعبور أزمته ، بمعنى إنه يبقى يستمع ويتحدث إليك  فقط ليجتاز مرحلته الصعبة،وتضيف :لايوجد حب في الانترنت ينتهي بزواج إلا ماندر، الشباب يبحثون في النت عن المتعة قبل الزواج ، ولذلك هو وهم ، وبخاصة أن الشاب يستمتع على حساب مشاعر الفتاة ثم يوليها ظهره ، ويتزوج ويعيش في سعادة !! بينما تقول هديل فاضل طالبة في كلية الهندسة :أنا مررت بهذه  المرحلة لكنها تسأل الشباب وتطالبهم بالرد " هل الشاب يمكن أن يحب الفتاة التي يجدها على النت فعلا "؟  الحبّ للبناء أم للهدم؟هل نمارسه ونستمتع به على أي نحو كان، ومع أي شخص يقابلنا في هذه الحياة؟ أم ليبقى في قلوبنا حتى نجد من يقدر ويحترم هذه الممارسة معنا، فتكون حينها مصدرًا للراحة والسعادة والاطمئنان؟إذن فهذه مقاييس توضح لنا إن كانت ممارساتنا للحب صحيحة أم خاطئة بناء على ما تخلفه من مشاعر بداخلنا؟نظرية الذئب والنعجة، التي ما فتئ يرددها الكثيرون للأسف، عند اعتمادها في مثل هذه العلاقات عادة ما تؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث يجتهد كل طرف بتكذيبها ومحاولة إثبات إنه إنسان له مشاعر يجب أن تقدر وتحترم، وأن ليس كل شاب أحب قد تجرد من الأخلاق والضمير بدليل انه لم يطلب لقاء في خلوة مثلاً، أو مشاهدة من خلال الكاميرا، وتدعي الفتاة أنها قوية الشخصية على نحو يؤمن لها عدم وقوعها في ما يمكن أن تندم عليه يوماً وهكذا، وهذا صحيح!نعم: قد يكون الشاب هكذا  والفتاة أيضاً، لكن الخطأ هنا هو عدم تصور أن ميل كل منهما للآخر أمر طبيعي مئة بالمئة، فبدلاً من محاولة التنبه له وتحاشي ما يترتب على استمرار العلاقة، يجتهد كل طرف في إثبات أنه ليس بذئب ولا هي بنعجة، وطالما أن هذا الأمر منتهٍ فلتستمر العلاقة! ويكون منطقياً جداً صعوبة التخلص منها؛ لأن النوايا الحسنة وعدم الانتساب لهذه الكائنات قمنا بإثباته وتبرئة الذمة منه!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram