 دهوك/ عبدالخالق دوسكي افاد المهندس الزراعي محمد امين هيرو مدير منظمة دريا للتنمية والتطوير في محافظة دهوك ان خطر الجفاف مازال قائما في العراق واقليم كردستان تحديدا . وبين هيرو في حديث مع جريدة المدى ان نسبة المياه الجوفية في اقليم كردستان قد انخفضت الى حد كبير وذلك بسبب قلة تساقط الأمطار والثلوج واضاف قائلا " الدليل هو جفاف 90% من العيون والينابيع الطبيعية في مناطق مختلفة من اقليم كردستان وخاصة في محافظة دهوك والبعض من هذه العيون التي جفت كانت تتواجد منذ عشرات السنين"
ودعا هيرو حكومة اقليم كردستان الى الاهتمام بهذه المشكلة التي وصفها بالمسؤولية الكبيرة وضرورة التخطيط من اجل انقاذ ما يمكن إنقاذه مقترحا جملة من الأمور أهمها " ضرورة الاستفادة من المياه السطحية التي تذهب هدرا في فصل الشتاء من خلال عمل سدود ترابية والقضاء على المضيعات المائية التي تذهب هدرا "ودعا الى ضرورة الكف عن حفر الآبار وخاصة في المناطق ذات الزراعة الديمية موضحا بالقول " ان حفر الآبار العميقة في المناطق الديمية تؤثر على مستويات المياه الجوفية والتي هي الخزين الذي ينبغي الحفاظ عليه باعتباره موروثاً للاجيال القادمة"وبين ان هنالك خطة غير منتظمة وعشوائية لحفر الآبار في محافظة دهوك أدت الى انخفاض شديد لمستوى المياه الجوفية في المنطقة قائلا "حفر الابار صارت من المشاكل الكبيرة التي تتواجد في دهوك لأن هنالك حفراً عشوائياً لها من قبل المواطنين من دون ان يفكروا في ان هذه الآبار سيكون لها تأثير كبير على احتياطي المياه في السنوات القادمة وقد أدت هذه الحالة الى جفاف الكثير من الينابع والعيون التي يعود تأريخ وجودها الى مئات السنين وذلك بسبب الحفر المستمر للآبار"  .ودعا هيرو الى ضرورة فصل وزارة الري والموارد المائية عن وزارة الزراعة في حكومة اقليم كردستان لأنها مهمة بالنسبة للظروف الحرجة التي يمر بها الأقليم حاليا " للوقوف بوجه هذه المشكلة على الحكومة في اقليم كردستان ان تعيد وزارة الري والموارد المائية وتخصص لها ميزانية كبيرة لأن مشكلة الجفاف مازالت باقية رغم الأمطار القليلة التي تتساقط سنويا هنا او هناك ولكي تأمن المياه للأقليم في السنوات القادمة لأن تركيا تحاول السيطرة على منابع المياه في نهر دجلة والفرات وقد قامت ببناء العديد من السدود اخرها كان السد الذي بني على نهر هيز والذي ادى الى جفاف هذا النهر وموت الملايين من الكائنات المائية التي كانت تعيش فيه اضافة الى جفاف الالاف من الدونمات من الاراضي الزراعية في منطقة زاخو التي كانت ترتوي من هذا النهر"من جهته بين المهندس الزراعي مسعود عبدالعزيز مدير قسم التخطيط في المديرية العامة لزراعة دهوك ان الحكومة قد وضعت خطة إستراتيجية لمشكلة الجفاف قائلا للمدى " نحن نسعى الى التقليل من آثار هذه المشكلة وقد قمنا باستعمال الطرق البديلة من الري  بالرش بالتنقيط و قمنا بتوزيع حوالي 600 بيت بلاستيكي ايضا الإنتاج ووزعنا المرشات الخاصة بالزراعة الحديثة على الفلاحين لمواجهة خطر الجفاف"محمد سليم احد فلاحي منطقة عقرة يقول " اننا نعاني من مشكلة عدم توفر المياه للري كما انه لا يتواجد لدينا انهار دائمية نستفيد منها كنا نعتمد على مياه الآبار لكن الكثير من الابار قد جفت خلال السنوات الأخيرة فندعو الحكومة الى توفير مصادر المياه بالنسبة لنا وخاصة اننا نعتمد على الزراعة في تدبير حياتنا ونمتلك اراضٍ وسهولاً كبيرة وواسعة "يذكر ان اقليم كردستان والعراق بشكل عام كان قد شهد خلال السنوات الأخيرة موجة من الجفاف أدت الى عدم سقوط المطار وجفاف الكثير من العيون والآبار .