عدنان أبو زيد من أمستردام: يتزامن اختبار نظرية الانفجار العظيم واستمرارعمل صادم الهدرون العملاق جنوب جنيف، مع تنامي شائعات نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012. ومع بدء العدد التنازلي لهذا التاريخ، يكتب يوهان ستيفن من أمستردام مذكرات يومية، حتى اليوم الأخير الموعود مصرعلى حقيقة النهاية التي تتكشف له عبر رؤى وأحلام.
لكن كلمات ستيفن لا تجد صدى لها في محيطه وهو المصاب بمرض نفسي، يعيقه عن التفكير المنطقي في بعض الأحيان.وغير ستيفن، هناك الكثيرون في العالم من يعتقد بنهاية العالم في هذا التاريخ.ولعل من الحالات النادرة ان يتفق جمع غفير من دول العالم، من مختلف الديانات والثقافات على ان نهاية العالم في 2012 حتمية، ولم يشذ عن ذلك جمع كبير من أبناء الشرق الأوسط بينهم العرب.وعلى صفحته في تويتر يشبّه شاب بلجيكي اسمه ريفا نهوك لحظة نهاية العالم، باللحظة التي تصطدم فيها حزمة من البروتونات داخل أنفاق الصادم العملاق في جنيف، وهي أنفاق تمتد لمسافة ثلاثين كيلومترا تحت الأرض، إلى أن تصل قريبا من سرعة الضوء في اتجاه حركة عقارب الساعة، وفي الوقت ذاته تتسارع حزمة أخرى من البروتونات إلى نفس السرعة، لكن في عكس اتجاه عقارب الساعة.الجدير بالذكر انه في لحظة الصفر وهي لحظة الانفجار الهائل، تنحرف البروتونات لتقابل وجها لوجه البروتونات المعاكسة، وتصطدم بها محاكية بذلك الحدث الأول في نشأة الكون قبل 13.7 بليون عام تقريبا، كما يعتقده علماء الفلك. ويتوقع العلماء في جنيف أن يجدوا أجوبة لتساؤلات ظلت لعقود دون إجابة بعد التصادم الذي سيرصد عبر كاميرات تلتقط ستمائة مليون صورة في الثانية تحلل في أكثر من ستين ألف كمبيوتر حول العالم.ثقافة النبوءةلكن الأستاذ العراقي في الفيزياء معد حميد والذي يدرِّس في جامعة آيندهوفن في هولندا، يرى ان اغلب الإشاعات حول نهاية الأرض، هي نتاج ثقافة النبوءة عبر العصور.ويتابع، وهو يؤشر بإصبعه الى رسم تخيلي لانفجار البروتونات، ان الإنسان لا يمكنه العيش من دون انتظار حدث سيأتي سواء بالسلب أو بالإيجاب، وفيما يخص الحياة وكوكب الأرض فان الإنسان ينتظر النهاية بكل تأكيد، لان الحياة مستمرة الآن والأرض تدور وهو ينتظر الحدث الاستثنائي وهو الانفجار العظيم.ويتابع: غالبا ما يفكر الإنسان بقوة خارجية تأتي لتقضي على الحياة في الأرض، وهي غالبا ما تكون نجما يصطدم بالارض او مذنبا، أو قوى خارجية أخرى، غير مرئية.الجدير بالذكر ان تجربة الانفجار العظيم في جنيف سينتج عنها مواد جديدة لا نعرفها ولا نعلم سلوكها، وستنتج كمية مهولة من الطاقة، يظن البعض أنها تكفي لدمار كوكب الأرض، ومنهم من يعتقد بقدرة الثقوب السوداء على ابتلاع الأرض.فيض الإشاعاتوفي صورة أخرى، تكمل المشهد، تتحاور ايرينا، الشابة الشقراء، مع زملائها في نادي الفلك في آيندهوفن في الجنوب الهولندي، حول تداعيات إشاعات نهاية العالم. وعلى رغم ان ايرينا غير مرتبكة أمام فيض الإشاعات ولا تعتقد بها، لكنها مضطرة لان تشارك اعضاء النادي نقاشا علميا حول الموضوع، بعد ان يكون قد انتهى الجميع من مشاهدة فيلم ( 2012 ) الذي يصف نهاية العالم. تقول ايرينا: التصادف الغريب بين الإشاعات، وأحداث الفيلم، وبين تجربة الانفجار العظيم، يجعل البعض يصدق الإشاعة ويتوقع نهاية العالم، فكثيرون يؤمنون بنهاية العالم في هذا التاريخ، حتى ان الكثير من شركات التأمين تروج لبوليصة 2012 في بعض دول الغرب.البابليون و الكوكب نيبيروويشير الباحث في الأسطورة كريم سعيد، إلى ان أسطورة نهاية العالم لم تغب يوما عن الأرض، فقد تحدث البابليون عن الكوكب نيبيرو، ودورانه حول الشمس مرة كل 3600 سنة واحتمال اصطدامه بكوكبنا والقضاء عليه. وعلى صفحة فيس بوك يشير الفلكي الروسي قسطنطين ايليتش إلى ان نهاية الأرض ستكون عبر اصطدامها بكوكب آخر.لكن الفيزيائي العراقي معد يشير إلى تماهي الإشاعات والخرافات مع الغرب الذي طالما ركن الخرافة الى جانب وآمن بالحقيقة العلمية، لكنه اليوم ينجر وراءها، فينتج فيلما ضخما بتقنيات بارعة عن نهاية العالم عند حلول 2012 .وفي الضفة الأخرى من العالم حيث الشرق الأوسط، أنجزت دراسة عراقية العام 2010 في كلية العلوم بجامعة بغداد، عن ظهور كوكب جديد يطلق عليه "نيبرو"، وأنه سوف يلحق الدمار بالعالم في 2012، لتثير جدلا واسعا من جديد. وبينما أيد عراقيون النبوءة، وعدوها صحيحة وفق اعتقادات دينية تقول بظهور الامام المهدي يوم 21-12-2012، حيث يقول هؤلاء انه في هذا اليوم سيكون شروق الشمس من مغربها.. لكن جمعية الفلكيين السعوديين بجدة نفت في بيان لها ما يسمى بكوكبي إكس أو نيبرو، وأنه لا صحة لوجود أشعة شمسية تعمل على انقراض البشر عام 2012، مؤكدة على أن نهاية الكون في علم الغيب. وشدد بيان الجمعية الفلكية بجدة على أن كوكب نيبرو هو مجرد أسطورة تعود إلى الحضارة السومرية. وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد محمد أبو زهرة أن الجمعية نفت أيضاً ما تم التطرق إليه من قبل قسم العلوم بجامعة بغداد الأنباء التي تفيد وجود كوكب يسمى "كوكب إكس" وأنه سوف يلحق الدمار بالعالم في عام 2012. أوربيون يقولون بنهاية العالمالجدير بالذكر ان نبوءة نهاية العالم في التاريخ ا
21 ديسمبر 2012.. نهاية العالم بين ثقافتين
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 21 يناير, 2012: 09:12 م