بغداد/ المدىأغرب وسيلة انتقام من زوج ضد زوجته ! لم يكفه انه سعى لخراب بيته بيده، وإنما أنكر نسب ابنه إليه متهما زوجته بأنها خدعته وكانت حاملا قبل الزواج بثلاثة أشهر ... لم يأت اتهامه هذا بسبب الشك وإنما لإجبار زوجته على التنازل عن حقها بالمتأخر ! وهذه تفاصيل القضية التي دارت في أروقة محكمة الحسينية للأحوال الشخصية نقدمها لكم ... شاب ريفي يسكن إحدى القرى بمحافظة بغداد ... تخرج حديثا من كلية إسلامية وعمل في دائرة من دوائر الأوقاف !... (أ) حياته روتينية وكما تعودنا أن نسمع دائما ....
من البيت إلى الدائرة ... ومن الدائرة للبيت .. طموحه أن يعيش في ستر مع عائلته ... حلم واحد هو الذي يداعب (أ) باستمرار .. أن يجد العروسة التي تكمل معه مسيرة الحياة وتكون شريكته ويكمل معها نصف دينه !... لم يكن (أ) يفكر إلا في زوجة تكون طوع أمره وتعيش كيفما يشاء هو ... وظل الشاب الريفي يبحث عنها في أرجاء قريته الصغيرة التابعة لقضاء الحسينية ! وتتوالى الاحداث !... بعيدا عن الشاب (أ) وداخل نفس القرية كانت تعيش فتاة تخرجت من نفس الكلية التي تخرج منها الشاب الريفي وتقيم بحي ليس بالقريب عن حي الشاب (أ) . أحيانا تتلاقى العيون في سيارة الكيا في أثناء ذهابهم إلى الكلية أو سيارات باب المعظم !.. لكن دون أن ينتبه احدهما للآخر ... لكن أمر القدر نفذ دون أن يعلم الاثنان !... وذات يوم ذهب (أ) لزيارة شقيقته وهناك رآها لأول مرة رغم أن سنوات الكلية لم تقرب بينهما طوال أربع سنوات ! واهتزت مشاعر الشاب الريفي في اللحظة التي رآها فيها ... ظل يراقبها بنظرته حتى أنهت (و) زيارتها شقيقته وانصرفت في حال سبيلها ... لكن صورة الفتاة بقيت عالقة في ذهن (أ) يفكر فيها في كل لحظة حتى انه رآها في عينيه إنها زوجته وتمنى من كل قلبه أن يرتبط بها ... لم يكن الوصول إليها صعبا ...في محيط القرية... سرعان ما عرف عنها الكثير ... حتى انه استعد للخطوة التالية وهي أن يتوجه إلى أهلها ويطلبها للزواج ... فالناس في الريف يكونون مثل كتاب مفتوح بالنسبة لبعضهما البعض .. أي كان الطريق ممهدا لـ(أ) والفوز بمن أعجب بها وحدث ما تمناه ورسم له !... في جو عائلي بسيط اختصر حفل الزفاف على أهل العروسين فقط بعدها زف (و) إلى عش الزوجية في بيت أهله وفي غرفته التي ولد وعاش فيها ... حياة جديدة .. لكن يبدو إن (أ) لم يفهم معناها جيدا ... 30 يوماً فقط وكأن القناع سقط على وجه الزوج ... (15) يوما أحست (و) أبنها تعيش في الجنة ... صوت زوجها يأتيها وكأنه لحن ينساب في هدوء ... مشاعر رقيقة ونبيلة يتبادلها العروسان ... لكن لكل شيء نهاية !.. وهكذا كانت نهاية حياة زوجية لم تستمر أكثر من أيام ... أو كما قالت الزوجة في أوراق الدعوى ... شهر واحد قضته معه وشهرين زعلانة في بيت أهلي ! لكن ماذا حدث ؟ وما هي الأسباب ؟ تقول الزوجة في طلب التفريق : تقولون إن الزوجة فقط هي التي تعكر صفو الزواج من خلال كلامها وحديثها الطويل والثرثرة مع زوجها ... أبداً لقد عشت مع زوجي في زعل وخصام وصياح وجدل لا ينتهي لا لشيء إلا لكي يثبت لنفسه وللآخرين انه رجل البيت وحتى يتحقق هذا اخذ يضربني ويشتمني بسبب وبدون سبب .. وحدنا أو أمام أهله ... المهم انه يكون رجلا ... وتحملت (و) هذا العذاب على أمل أن ينصلح حاله ... وتركت له بيت الزوجية عائدة إلى بيت أسرتها ... كانت لآخر لحظة تتمسك بالأمل ويأتيها نادما ... وأتى بالفعل (أ) يطلب من زوجته أن تعود أدراجها إلى بيتها ... ترددت الزوجة في البداية ... لكن الزوجة قنعت بمشورة أهلها والعفو عن الذي كان... ويبقى (أ) هو زوجها وامتثلت لكلام من هم اكبر سنا منها ولملمت أشياءها في حقيبتها وعادت مع زوجها الذي لم ينطق بكلمة واحدة طول الطريق ! "وعادت ريمة إلى عادتها القديمة " ... توالت المشاكل تباعا ما بين ضرب وإهانة وتهديد بالطلاق ، ولم تتحمل الزوجة كل هذا العذاب ... لكن ماذا عساها أن تفعل ؟ ظل السؤال يتصارع في نفسها إلى أن حسم الزوج الأمر وقرر فجأة تطليق زوجته بعد حياة زوجية لم تستمر إلا (90) يوما عاشت منها (و) 15 يوما فقط والباقي كأنها داخل حصار عسكري في منزلها ! وغادرت الزوجة بيت الزوج لآخر مرة ولن تعود إليه مرة أخرى !... وتوالت بعدها الاحداث ... ثمرة هذا الزواج أحست به الزوجة في بطنها .. انه جنين يتحرك في أحشائها انتابها القلق والحزن والخوف من المستقبل ... فهي لا تعلم هل جاء في الوقت المناسب هذا الحمل ؟ ربما يعيد المياه إلى مجاريها ويشعر الزوج بالندم ، وربما أيضا تتعقد الأمور وهذا ما حدث بالفعل ! وضعت الزوجة طفلها وانتظرت أن يأتي طليقها ليرى ابنه ويقوم بتسجيله في سجل الأحوال الشخصية ... لكنها فوجئت به يرفض نسب ابنه إليه إلا في مقابل أن تتنازل عن حقها المتأخر ومصاريف المحكمة وحقوقها الأخرى في النفقة ... وصل الأمر إلى القضاء ... الطفل أصبح عمره شهرين ولا يعرف له أبا ... الأب ادعى أمام المحكمة أن زوجته كانت حاملا وقت أن تزوجته وأخفت عنه ذلك حتى علم بالصدفة ! ... انتهت سطور قصتنا مع الأوراق التي رفعتها الزوجة في المحكمة ... فلمن يكون الفوز في النهاية – الزوجة المسكينة ... أم الزوج خائن العشرة والملح ؟!
شدعي عليك... يللي احركت كلبي!!
نشر في: 22 يناير, 2012: 06:33 م